بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 26.4.08
بادئ ذي بدأ ورغم تكرار العدوان الاسرائيلي وتواصله على غزه وارتكاب اسرائيل المزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني واغراق قوات الاحتلال قطاع غزه بين الفينة والاخرى في برَّك الدم الفلسطيني, الا ان غزة هاشم الصامده ه تبدو واقفه كشجرة نخيل شامخه وسط صحراء شاسعة من الذل والانبطاح العربي وتبدو وكأنها اخر القلاع العربيه العصيه على الاقتحام وعلى السقوط المجاني كما هو حال العواصم العربيه اللتي سقطت عمليا وسياسيا مجانا في ايادي الاستكبار الامريكي والاسرائيلي!, ويبدو جليا ايضا ان احشاء واطراف غزة هاشم المقاومه ما زالت تخبئ المفاجأات تلوى المفاجأت لقوات الاحتلال الغازيه اللتي جن جنونها وانفلتت من عقالها بعدما قتل المُقاومون الفلسطينيون لها ثلاثة جنود واصابوا خمسة اخرون بجروح, لتقوم الطائرات الاسرائيليه بارتكاب مجزره انتقاميه بحق مخيم البريج راح ضحيتها العشرات من المدنيين الفلسطينين بين شهيد وجريح!! وكما هو معروف حتى للحروب قوانينها وادابها ,, وحال ومقام القتلى والجرحى على ارض المعركه العسكريه بين خصمين يختلف عن حال ومقام العدوان الانتقامي على مدنيين عُزل كما جرى من عدوان وجريمه اسرائيليه بحق الاطفال ووسائل الاعلام اللتي تفضح باستمرار جرائم الاحتلال الاسرائيلي وهو يستهدف الفلسطينيين ارضا وبحرا وجوا وفي بيوتهم وفي الشوارع وفي السيارات وعلى الدراجات وفي كل مكان, لابل ان اسرائيل ومن لف لفها من عرب وفلسطينيين متنفذين ايضا تشن حرب اباده جماعيه على قطاع غزه بالذات سواء كان ذلك من خلال الادوات العسكريه او من خلال الحصار والجوع الذي يعيشه اكثر من 70 % من اطفال غزه الذين يعانون الجوع وسوء التغذيه!... هذه بكل كما تعنيه الكلمه حرب اباده استراتيجيه تستهدف الجيل الفلسطيني الحاضر والناشئ والقادم كما استهدفت الجيل الفلسطيني الغابر!! والسؤال المطروح : الى متى سيصمت العالم والعرب بشكل خاص على حرب الاباده الجماعيه التي تشنها اسرائيل وعرب االرده على الشعب الفلسطيني في قطاع غزه؟؟
كما هو معروف وكما يعرف هذا القاصي والداني ونحن نقف الان على ابواب الذكرى الستون للنكبه الفلسطينيه وقبل اسابيع كانت ذكرى مذبحة دير ياسين,فلا يمُر يوما او تاريخا او اسبوعا او شهرا على مدار السنه الا وحلت وكانت ذكرى مجزره صهيونيه او عربيه أُرتكبت بحق الشعب الفلسطيني وكل يوم وكل عام تزداد المجازر وذكراها كما حصل وحاصل في هذا االوقت الراهن في غزه ومخيم البريج وبيت لاهيا وكامل تراب قطاع غزه والحبل كما هو واضح دوما كان وما زال على جرار مجازر النظام الصهيوني [ الاعلام العربي الساقط يطلق على العدوان الاسرائيلي على قطاع غزه مجرد تسمية اجتياح او توغل اسرائيلي!!] بحق الشعب الفلسطيني,, وللاسف كُنا وما زلنا دوما على موعد اخر مع مجزره أخرى على طول وعرض الوطن الفلسطيني وخارجه في لبنان ودول الجوار العربي, وتَعودْنا على هذا اليوم او ذاك و مقولة بعد ايام اوغدا سَتحل ذكرى مذبحة اخرى وفي الاسابيع القادمه ستَحل ذكرى اخرى وهكذا دواليك,, وكم من ذكريات مذابح ومجازر يحمل الفلسطيني في قلبه ووجدانه وذاكرته من النكبه ومرورا بدير ياسين وكفر قاسم وقبيه والدوايمه والخليل والقدس ويافا وحيفا وغزه وجنين وطولكرم ونابلس وبيت لحم وبيت لاهيا وجباليا والبريج وفي كل مدينه وكل قريه فلسطينيه كانت تَقريبا مجزره صهيونيه وبطوله فلسطينيه وحتىفي مُخيمات الشتات.. ايلول الاسود في الاردن وفيما بعد الحرب في وعلى لبنان مجزرة تل الزعتر والبداوي وصبرا وشاتيلا وغيرها العشرات من المجازر اللتي أرتكبت بحق الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا, وأكاد ان اجزم بألقول ان رائحة الموت والمجزره والمأساه لاحَت وتلوح في ألأفق اين ما تَواجد هذا الفلسطيني الاسطوره, ولكنه [الفلسطيني] مَزروع في رِحم التاريخ و الارض, وفي بعض ألأحيان تَبدو الصحراء والارض قاحِلَه ويَبدُو للوهلة الاولى أن الارض مُصابَه بالعُقم ولا تُخَبئ في أحشاءُها بذره واحِده ولكن ما أن تَسقُط اول قطرات الغيث والمطر حتى تَبزُغ خُضرة الارض و تكتسي الارض القاحله ثوبا جديدا باهِيا وهكذا دواليك هو حال الفلسطيني...يسقط وينهض ويظن الاعداء وحتى الأصدقاء أنَهُ لن يَعود ولن ينبُت من جديد, ثُم يعود الفلسطيني وينهض ويُولد من رِحم الارض بكثافه رَبِيعِيه تَمحُو أثار خريف قد مَر... ستون عاما ونَيف كان الفلسطيني بِمثابة الشجره المُثمره في صحراء العرب القاحله ومازال ربيع في وسط خريف عربي أبَدِي!!!!....ستون عاما ونحن ننهم ونشحن في هذا العربي هامته وكرامته ونسأله دوما: اين انت من ما يجري للشعب الفلسطيني؟؟..ستون عاما وما كَلَ الفلسطيني في الدفاع عن امته وعن الوطن والقدس رغم كل هذه المجازر والمأسي الى ان تعود العرب طوعا وقسرا على رؤية الجثث الفلسطينيه مكدسه في كل مكان والاطفال يسقطون من على درَّاجاتهم وفي مدارسهم و يُقتلون مع سبق الاصرار وهم يغطون في نومهم ودون ذنب اقترفوه سوى انهم عرب فلسطينيون يُسترخَص دمهُم مرتين او اكثر: مرة من خلال ذبحهم وقتلهم الفعلي على يد امريكا واسرائيل والحاكم العربي, ومرة اخرى من خلال استصدار رخصة قتل من ما يسمى بهيئة الامم المتحده اللتي لا تدين قتل الاطفال العرب لابل تبرر هذا القتل وتُصادق عليه اسميا وموضوعيا من خلال الفيتو الامريكي والقرارات الامريكيه!!... المدعو بالخطأ باسم امين عام الامم المتحده يشجب سقوط بعض الصواريخ على مستوطنة سديروت ولا يشجب تجويع وابادة اطفال قطاع غزه.... الدخيل على العروبه المدعو برئيس جمهورية مصر العربيه يحشد قواته على الحدود لتشديد الحصار على غزه جنبا الى جنب مع اسرائيل!.... المدعو برئيس السلطه الفلسطينيه يؤلب ويُحرض مصر على غزه ويدين مخططات حماس المزعومه لاقتحام معبر رفح والحدود المصريه... المدعو بامير قطر حاضنة اكبرقاعده عسكريه امريكيه ووكر عدوان امريكي يدعو وزيرة خارجية اسرائيل الى االدوحه لتعود هذه الاخيره في اليوم التالي لتسبح في دماء اطفال غزه.... المدعو بحامي الحرمين لايشجب بكلمه واحده ما يجري في غزه من مجا زر اسرائيليه امريكيه.. المدعو المهووس بامين الجامعه العربيه أتخمنا بتصريحاته الخاويه التي كرست روتينية بقاء امعاء اطفال غزه خاويه من الغذاء! . المدعويين بحكام العرب ما هُم الا بعرب الرده الذين يشاركون في عملية حصار وصلب غزه في وسط العالم والوطن العربي....اسمع او لاتسمع و صدق او لاتُصدق القضيه غدا سيخرج علينا الاسرائيليون بان استهداف الفلسطينيين واستهداف المصور الصحافي الشاب الفلسطيني فضل شناعه كان مجرد خطأ " مدفعجي" اسرائيلي تماما كما فعل هؤلاء القتله قبل اقل من عامين في مجزرة بيت حانون عام 2006 حين ادعو ان القضيه كانت قضية " خطأ" مدفعجي او طيار اسرائيلي وفي نفس العام وقبل مجزرة بيت حانون يُلقي الاسرائيليون بالخطأ ! مليون قنبله عنقوديه اسرائيليه وامريكيه على لبنان وتقتل من تقتل ويبقى منها في لبنان نسبه اربعون بالمئه جاهزه للقتل تنتظر ضحاياها من الاطفال العرب....الجيش الاسرائيلي و" المدفعجي" يُخطئ حساباته ويرتكب مجزره في بيت حانون 2006 ب" الخطأ",,,,مسجد النصر التاريخي في بيت حانون يُهدم[2006] عنوه وعليك كعربي ان تُصدق ان الهدم كان عن طريق الخطأ او لسبب وجود مقاومين فلسطينين في المسجد؟!!..تماما كما جرى بالامس[16.4.08] حين ارتكب الاسرائيليون مجزرة مخيم البريج وغزه بحق المدنيين والاطفال والفتيه الفلسطينيون الذين يسقطون من على دراجاتهُم مُضرعون بدماءهم ولا يبدو في الصوره من حولهم اي مسلح او مقاوم فلسطيني!, وبالطبع سيقولون اما خطأ " مدفعجي" او وجود مقاومين فلسطينيين.... كلها اخطاء مزعومه من غزة الى بغداد.....تصوروا هذا العذر ان يحتل معتوه واشنطن العراق ويدمره وطنا وشعبا بالخطأ!!.... النتيجه الحتميه لهذه النمطيه الاجراميه الامبرياليه والصهيونيه:: اقتُل ثم اقتل واكذب مرارا وتكرارا على اساس نظرية " الخطأ" والنتيجه النهائيه والحتميه انك تقتل فلسطيني و عربي وعرب هدرت دمهم " الامم الامريكيه" من جهه وباعهُم حاكم عربي خسيس و مأجور بأبخص الاثمان ليكونوا بط او اوز يُطلق عليها النار في الليل والنهار مع سبق الاصرار على قتلها ب" الخطأ" والنتيجه يراها ملايين من الجثث العربيه الحيه المكدسه امام شاشاة فضائيات" الرأي والموضوعيه والحياديه":: النتيجه: جثث عربيه مذبوحه و مكدسه في فلسطين والعراق ولبنان معروضه حيا على الملايين من العرب!! لربما ايضا بالخطأ!! .....طبعا...سيخرج علينا عمرو موسى بعد حين بادانه شديدة اللهجه لما هو جاري في فلسطين من مجا زر اسرائيليه,, ومن ثم يقدم اعتذارا[ خوفا من سوط امريكا وحسني مبارك] على هذا " الخطأ" اللغوي المُغامر اللذي يُبررحتى للمُقامرين والساقطين انسانيا وتاريخيا من وكلاء الذبح الامريكي للعرب ان يطلقوا على المقاومه الفلسطينيه مجرد مُغامره ومغامرات والعاب ناريه اعطت و تعطي اسرائيل الاعذار والحجج بارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني وكأن اسرائيل هذه تحتاج الى عذر او حجه في مجا زرها المتواصله بحق الشعب الفلسطيني منذ اكثر من ستون عاما!!...طبعا : اسرائيل تستعمل استراتيجية اكذوبة " الخطأ" والنفي حتى تُجمل وجهها البشع امام العالم::: القاتل هنا واضح وضوح الشمس ويعتبرونه " مجهول الهويه" او " خطأ" ,,وضمن اللا معقول واستراتيجية الخطأ والنفي::لربما نستمع في المستقبل القريب لخبر عاجل مفاده: ان طائرات مجهولة الهويه قدارتكبت مجزره ب" الخطأ" في غزه او رام الله او جنين او بيروت او دمشق!!؟...... ماهو جاري حقا وحقيقه ليس "خطأا" ولا هو مجهول المصدر والهويه لابل هو استراتيجية اباده جماعيه تأخذ عدة اشكال ومناحي ومن بينها اقتل واقتل واكذب واكذب وقل خطأأ!! ..و الخطأ الكبير يكمن في استمرارية العرب في الصمت المخزي و ابتلاع نظرية الخطأ!!!. وهل امتشاق امريكا للفيتو ضد الشعب الفلسطيني وتأييدا للمجا زر الصهيونيه بحق الشعب الفلسطيني تكرارا ومرارا كان مجرد" خطأ"؟!!
ان ما يجري من قتل وحصار في غزه ليست خطأ لابل عمل مبرمج ومشترك بين انظمة الحكم العربيه واسرائيل وامريكا:: اسرائيل مدعومه امريكيا تقتُل الفلسطينيين مع سبق الاصرار وعرب الرده يشددون الطوق والحصار على قطاع غزه في زمن السقوط السياسي و الاخلاقي العربي, وتُحاصَر وتُبتلع القدس ويُنزع محيط الاقصى المبارك او يُعزل الاقصى بالاحرى قسرا من محيطه ويُحاصر ويُطوق بطوق الصمت العربي قبل جرافات والات الهدم الاسرائيليه وبالتالي لم يرى ولا يرى الفلسطيني منذ امد سوى الاحتلال والمطارده والحصار والطوق وما ادراك معنى الطوق والحصار العربي وعواقب هذا الطوق بالرغم من نبالة وقداسة النضال الفلسطيني ضد الاحتلال والطوق الاسرائيلي من اجل خلاص الانسان وتخليد نضاله وتضحياته من اجل الحريه,,, ولكن وحين يضرب العرب طوقهم القذر على الفلسطينيين يأخذ الامر والنضال منحى ومعنى اخر وهو ان الفلسطيني مُجبر على مقاومة الطوق العربي كماهو حال الطوق الصهيوني والمحصله هي ان الفرق في هذه الحاله بين حسني وعبدالله واولمرت هو فقط في حروف الاسماء وشكلها وليست في الفحوى والمسلكيه نحو الفلسطيني... راس حبل الطوق في تل ابيب وواشنطن ويمُر من عواصم عربيه وذيله هم الحكام العرب!!... راس الطوق وذيله هو جسد واحد!! لا بل ان الطوق والحصار يطال الفلسطيني على طول وعرض الوطن العربي:: ابواب وافاق موصده امام هذا الفلسطيني النشمي والشهم,,, والحجج العربيه جاهزه دوما والوصفه والطبخه مطبوخه دوما في واشنطن وتل ابيب!!
ليست خطأا ولا عقابا لمسلكية حماس السياسيه هذا ما تقوم به اسرائيل وعرب الرده لابل فلسطينيي الرده ايضا,, لابل ان حصار غزه وذبحها اليومي وصلبها في وسط العالم العربي ووسط النيران والجوع والظلمة والظلام هو حصار وقتل وذبح جماعي مع سبق الاصرار يشارك فيه الى جانب اولمرت وبوش: حسني مبارك وعبدالله ال سعود وعبدالله الاردني والاسد وعمرو موسى وجميع امراء ملوك ورؤساء دول الخليج والمغرب العربي...هذه هي الحقيقه عاريه وواضحه:: دماء اطفال غزه الذين سقطوا في مجزرة البريج ومجزرة الحصار والجوع الجاريه منذ امد, لم ولن تكن مجرد خطأ او حتى سياسه لابل انها دماء وارواح فلسطينيه هدرتها النذاله العربيه والى حد ما التواطؤ الفلسطيني الرسمي قبل ان تسكبها وتسفكها الة القتل الصهيونيه والامريكيه!..حتما سيلحق اولمرت ب بشارون المجلوط وحسني مبارك المهزوم اجلا ام عاجلا!! , وسيبقى الشعب الفلسطيني صامدا وشامخا رغم انف اولمرت ومعتوه واشنطن وعُتاة النذاله العربيه الرسميه واكاد انطُق "مكرها اخاك لا بطل" ان شعوب الصمت من عرب الرده ومشتقاتهُم مشاركه ايضا في الحصار!!!.. الحصار والطوق المضروب على غزه سيُكسر والعار وفقط العار سيكون ظل ورفيق حسني مبارك وال سعود الى ابد الابدين!!!.. غزه المصلوبه اليوم ستصلُب تاريخيا ووطنيا وسياسيا كل من شاركوا اسرائيل في صلبها وحصارها!!