أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
البـدو في منطقة الضفـة الغربيـة بين مطرقـة الاحتلال وسنديـان الفقـر!!

بقلم : عـادل العـزازمـة ... 26.11.2008

بدو النقب كغيرهم من اللاجئين الفلسطينيين تم طردهم وتهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم عام 48م.وتم تشريدهم وتشتيتهم إلى مناطق مختلفة من الدول العربية . وتم تشتيت جزء منهم إلى أراضي الضفة الغربية في فلسطين .والبدو في منطقة الضفة الغربية عانوا ما عاناه اللاجئ الفلسطيني ككل من الحرمان والفقر والتجهيل, حيث أصبح البدو في الضفة الغربية مشتتين على أراضيها ابتداءً من الجنوب من مدينة الخليل وحتى مدينة جنين شمالا. وتم توزعهم بهذا الشكل في مناطق الضفة. وذلك طلبا لمصادر رزقهم اللتي صادرها واجتثها منهم الاحتلال. حيث أصبحوا يبحثون عن المناطق التي تتماشى و الحياة البدوية ومن بعض هذه القبائل قبيلة العزازمة وقبيلة الحناجرة وقبيلة الجبارات وقبيلة الجهالين.والبدو في هذه الفترات المتعاقبيه كانوا وما زالوا يعانون الأمٌرين وذلك نتيجة ظروفهم الحياتية التي يعانون منها حيث زادت عليهم قسوة المحتل وطبيعة الحياة.حيث يعانون من قلة مصادر الرزق نتيجة قلة المناطق التي تتماشى وطبيعة حياتهم البدوية وقلة الاهتمام بهم وبقضاياهم . وعدم الاعتراف بهم كلاجئين مسجلين من قبل هيئة الأمم المتحدة وإيجاد مناطق خاصة بهم .حيث أن البدو في الضفة الغربية تأثروا أكثر من غيرهم في بناء الجدار[ الجدار الذي شيده الاحتلال الاسرائيلي] الفصل العنصري والظالم بين الضفة الغربية وأراضي عام 48م. حيث تسسب الجدار في تقليل مناطق الرعي لمواشيهم وإبلهم، وأصبحوا مهددين بطردهم من مناطق سكناهم مرة أخرى وذلك لأنهم بطبيعتهم يسكنون المناطق الحدودية في الضفة الغربية . وبسبب كثرت بناء المستوطنات في الضفة الغربية ايضا تم طردهم من مناطق كانو يسكنون بها من قبل. وما حدث مع أبناء قبيلة الجهالين عل ارضي مستوطنة ( معاليه ادوميم). لم يحدث في التاريخ أن يصبح اللاجيء مرتين لاجئ. تم طرده من منطقته وبلاده الأصلية ثم طرده من منطقة لجوؤه الى اخرى!!
والبدو في منطقة الضفة الغربية لم تهتم بهم الانروا (هيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) كغيرهم من اللاجئين .وإيجاد مناطق خاصة بهم .بحيث يسكن البدو في الضفة الغربية اراضي ليست ملك لهم ولم تكون مستخدمة من قبل أصحابها[ الفلسطينيين] ولكن في السنوات الأخيرة تم استخدامها من قبل أصحابها مما اطر معظم أبناء القبائل البدوية إلى الخروج من هذه الأراضي والبحث عن اراضي غيرها بحيث أضطر البعض إلى الرحيل إلى البعيد كأراضي مناطق البحر الميت التي لا يوجدا بها خدمات أساسية من صحة أو تعليم .حيث أصبحت سياسية التجهيل وعدم التعليم سياسية مفروضة عليهم بطريقة قسرية غير مباشرة. ونتيجة ايضا لغلاء أسعار الأعلاف التي يعلفون بها ماشيتهم وأبلهم وعدم وجود مناطق رعي.مما اضطر الكثير منهم إلى بيع ا أغنامه والاستغناء عنها قسرا نتيجة الظروف التي يمر بها . بحيث أصبحوا بدون أي عمل أو أي مهنة يعتاشون منها . ودخولهم في دوامة من الفقر الشديد وعدم إيجاد مصادر دخل لهم .
ونتيجة هذه الظروف وأخرى. أصبح البدو في الضفة الغربية مشتتين في مناطقها المختلفة يعانون تارة من الاحتلال وتارة من قسوة الحياة وغلاء الأسعار وسياسية الترحيل من منطقة إلى أخرى بين الفترة والأخرى. حيث أذا أرت أن تبحث عن أسرة بدوية في منطقة الضفة الغربية تجد الجد في جنوب الضفة والابن في وسطها والحفيد يسكن في شمالها . هكذا هو حال البدو في الضفة الغربية حالهم كحال الطفل الذي فقد أمه لا يستطيع ألا البكاء عليها .( ارض النقب). وما يعانيه البدو في الضفة الغربية من حال مزري يستحق أن يقف الجميع عليه وان ينظر أليه بكثير من الجدية والاهتمام من قبل الجميع سواء الأهل والأقرباء في النقب أو المؤسسات الأجنبية والحكومة الفلسطينية. لان ما يحدث يهدد زوال تاريخ امة وشعب بأكمله بعاداته وتقاليده البدوية الأصيلة المتوارثة عن الآباء والأجداد ، فالبدوي كلمة أصبحت في قاموس اللغة فقط . ومرادفها على ارض الواقع أصبح مهدد بالزوال!!.

الضفه الغربيه فلسطين