بقلم : د. شكري الهزَّيل ... 21.12.08
قدمت ما يسمى بلجنة "غولدبرغ" [لجنة عينتها السلطات الاسرائيليه بهدف تقديم المقترحات لما اسمته دولة الاحلال والاحتلال تنظيم "الاستيطان" البدوي في الجنوب.. سرقة ارض عرب النقب) يوم الخميس الموافق11.12.08 توصياتها إلى ما يسمى بوزير البناء والإسكان الاسرائيلي، حيث قام المدعو رئيس اللجنة القاضي غولدبرغ بتقديم توصياته بحضور خمسة من بين أعضاء اللجنة السبعة، فيما تغيّب عن مراسم التقديم عضوا اللجنة العربيين أحمد الأسد وفيصل الهزيل. وزعم غولدبرغ أثناء تقديم تقريره أن التقرير يستعرض ملخص تاريخ البدو في النقب، ومناطق سكنهم قبل قيام الدولة وبعد قيامها، بما في ذلك قيام الدولة بنقل عشائر بأكملها إلى منطقة " السياغ"'، وبالتالي فهم ليسوا "غزاةً" لهذه المنطقة، بل إن بعضهم كانوا في تلك المنطقة قبل قيام الدولة وبعضهم جيء بهم إلى هذه المنطقة من أماكن أخرى في النقب على حد زعم غولدبرغ . التقرير يوصي بالاعتراف بملكية البدو على نسبةٍ معينة من الأرض آخذاً بعين الاعتبار علاقة البدو التاريخية بالأرض، بحيث يتم تسجيل جزء من الأرض على اسم البدوي الذي يتم الاعتراف بدعواه، ويتم منحه بدلاً مالياً مقابل قسمٍ آخر من الأرض, بما يعني الاستيلاء على ارض عرب النقب. وبما يتعلق بالقرى غير المعترف بها من قبل اسرائيل , زعم التقرير بامكانية الاعتراف قدر الإمكان بهذه القرى ومنحها الصبغة القانونية، بشرط أن تتواجد في القرية كمية معينة من السكان، ولديها قدرة على الحكم المحلي، وبشرط ألا يتعارض هذا الاعتراف مع خارطة هيكلية لوائية, بما يعني خضوع هذه القرى لمنطق التوطين القسري اللتي تمارسه اسرائيل ضد عرب النقب منذ مطلع السبعينات من القرن الماضي!! وحول المباني والبيوت الغير مرخصه من قبل اسرائيل قال غولدبرغ إن هنالك نحو خمسين ألف مبنىً "غير قانوني" في النقب على حد زعمه، يضاف إليها كل عام ما بين 1500-2000 مبنىً. وأكد أنه في الوقت الذي يجب ألا يتم فيه تجاهل الإخلال بالقانون، إلا أنه يجب الاعتراف بأثر رجعي بالبيوت التي أقيمت حتى قيام اللجنة بشرط أن تقع البيوت ضمن قرىً سيتم الاعتراف بها أو تقع ضمن خارطة سارية المفعول. ومقابل هذا "التسهيل" المزعوم، يجب أن يكون هناك تطبيق صارم للقوانين من الآن فصاعداً. وقال غولدبرغ بهذا الصدد إنه يجب إنشاء مؤسسة تخطيط جديدة من أجل تطبيق التوصيات خلال أقل فترة زمنية ممكنة.. بما يعني تدمير القرى العربيه القائمه والاستيلاء على اراضيها.كما تطرق المدعو غولدبرغ إلى توصية اللجنة بمنح محفزات للبدو العُملاء الذين يخدمون في الجيش وفي قوات الاحتلال الاسرائيلي، من أجل زيادة الدافعية للخدمة ، وللتأكيد من قبل الدولة ومن قبل البدو على المصير المشترك' على حد زعم غولدبرغ!. الا ان اللافت للنظر هو تحذير اللجنه المزعومه من نفاذ الوقت، ومن أي تأجيلٍ إضافي لحل قضية الاستيطان البدوي في النقب على حد زعم هؤلاء الصهاينه . كما أن على الحكومة أن تضع نصب أعينها تحقيق السياسة المقترحة خلال 5-7 سنوات، بالتعاون مع رؤساء الوسط البدو ووجهائه وقادته...ووجهاء وقادة البدو الذي سيتعاونون او يتجاوبون فرضيا مع هذه التوصيات هُم فقط مُشتقات اسرائيل ولا يمثلون اصحاب الاراضي في النقب , وعليه يترتب اولا التحذير من مغبة انخراط ما يسمى بوجهاء البدو التابعون لاسرائيل في مشاركة لجنة غولدبرغ جريمة مصادرة ارض عرب النقب وهدم بيوتهم, وهو الهدف الواضح المعلن من خلال لجنة السرقه المسماه بلجنة غولدبرغ الذي من الواضح انها جاءت لتسهيل عملية استيلاء اسرائيل على اراضي عرب النقب تحت غطاء اكذوبة تسوية قضية الاراضي على حد زعم الاسرائيليين, ولكن الحقيقه هي ان لجنة غولدبرغ لجنه صهيونيه لصوصيه شُكلت بهدف سرقة ما تبقى لعرب النقب من اراضي بهدف تهويد النقب بشكل كامل وحصر عرب النقب في جيتوات التوطين القسري الاسرائيلي, وما تعيين عُنصرين من البدو مقربين من الدوله الاسرائيليه و يقطنون في مدن التوطين في لجنة غولدبرغ وتغييب وتهميش دور اصحاب الارا ضي والمؤسسات اللتي تمثلهم الا دليل قاطع على لصوصية واهداف هذه اللجنه المفروضه قسريا على البدو وبالتالي لابد من ا لقول بضرورة رفض توصيات هذه اللجنه وعدم التعامل معها وعدم الالتزام بقراراتها لابل لا بد من القول بضرورة الحذر من كل من يتعامل او يتعاطى مع توصيات لجنة "غولدبرغ" , بمعنى واضح وصريح حذارا ثم حذارا من المُسوقين المحليين لتوصيات غولدبرغ من بين البدو انفسهم, ولا بد من تحذير كل من تسول له نفسه ويتجاوب مع مخططات غولدبرغ, والقول بالفم المليان ان القضيه قضية حق وجود عرب النقب على ارضهم وقراهُم, وهو حق تاريخي لا تفريط به ولا يحق لاحد ما على وجه هذه الدنيا ان يساوم عليه او يسلبه او يسرقه من عرب النقب وطنا ومهجرا!!
من الواضح ان توصيات غولدبرغ لاعلاقه لها شكلا ومضمونا في تحقيق العدل او تطوير حياة البدو والحفاظ على حقوقهم كأصحاب حق تاريخي بالعيش في ديارهم وباختيار طريقة حياتهم الاجتماعية والاقتصادية لا بل على عكس هذا كان وما زال الجهد الإسرائيلي منصب على اقتلاع عرب النقب من جذورهم وإلقائهم في متاهات سياسة المخططات الإسرائيلية والأساليب التي تتأرجح بين عصا التهجير والتوطين والتنكيل المباشر وغير المباشر, وجزرة الترغيب وشراء ذمة بعض الجاهلين وأصحاب النفوس الضعيفة من بين العرب في النقب الذين ساوموا على وجودهم التاريخي من خلال مقايضة الأرض والديار مقابل التناغم والانضمام مجانياً إلى مشاريع التوطين بمثابة طُعم في صنارة سياسة التوطين وكعينة تجلب العرب الآخرين إلى حيث تشاء السياسة الإسرائيلية وتوصيات غولدبرغ الهادفة إلى الزج بأكثر عدد ممكن من عرب النقب إلى داخل مدن التوطين والهلاك التاريخي والحضاري والاقتصادي الحاصل كواقع في جميع مدن وقرى التوطين القسري القائمه منذ السبعينات من القرن الماضي, وبالتالي لايجوز باي حال من الاحوال التعاطي مع توصيات لجنة السرقه الاسرائيليه ولا بد من الدفاع عن الارض والوجود العربي النقباوي كما هو حال القرى الغير معترف بها والذي يمثلها المجلس الاقليمي للقرى الغير معترف بها بالاضافه الى اثر ما للجنة الاربعين وغيرها من مؤسسات مدنيه عربيه نقباويه تعنى بالدفاع عن حق الوجود العربي النقباوي على ارضه وترفض التوطين والمساومه على الارض.. عليه يترتب على المجلس الاقليمي بشكل اساسي ان يبدأ حملته الاعلاميه والسياسيه والقانونيه المناهضه والرافضه لقرارات وتوصيات لجنة السرقه المسماه بلجنة غولدبرغ... يجب رصد ماهو قادم والتصدي اليه, وهذه مهمه ملقاه على الاخوه في المجلس الاقليمي الذي يمثل ا لقرى العربيه في النقب الغير معترف بها من قبل اسرائيل, ومهمه ملقاه ايضا على ظهر كل الغيورين على مستقبل عرب النقب!!
ما جرى ويجري من مخططات توطين إسرائيلية وآخرها توصيات لجنة غولدبرغ الهادفة إلى ترحيل أكثر من80000 ألف مواطن من القرى العربية غير المُعترف بها في النقب, يعني في واقع الأمر ليس الاستيلاء على ما تبقى من أرض عربية في النقب فحسب لا بل ربط مصير سكان هذه القرى بمخالب خطط التوطين الهادفة إلى الفتك والتنكيل بما تبقى من معالم الديار والوجود العربي في النقب, وإغراق العرب اجتماعياً وحضارياً وتاريخياً في طيات أخطبوط مُخططات إسرائيل الإحلالية والتي تعني طرد العرب من جهة وفرض واقع جديد في النقب من خلال إنشاء المستوطنات اليهودية وإحلالها مكان تواجد القرى العربية كأمر واقع من جهة ثانية وبالتالي تحويل العرب إلى مُجرد حالة إنسانية عامة تقبع في ملف خاص وتُعالج في أُطر مدن التوطين ومُشتقاتها من مُصطلحات "التطوير" التي يحلو لإسرائيل إطلاقها على مدن التوطين والتنكيل الاجتماعي والاقتصادي التي يقطنها العرب في النقب. والجديد في الامر هو تعيين اسرائيل لا شخاص عرب يقطنون في المدن التوطينيه ليتفاوضوا باسم اصحاب الاراضي, وهذا ما يجب رفضه جملة وتفصيلا!!
لم تأخذ في يوم من الأيام المُخططات الإسرائيلية نحو عرب النقب برأي هؤلاء أو تُعر حالة العرب أي اهتمام، تماماً كما هو الحال في ما يُسمى بلجنة غولدبرغ او ما يسمى بخطة تطوير النقب والجليل اللتي تستهدف محو وجود القرى غير المعترف بها, ورغم أن المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها قد طرح خرائط هيكليه مفصلة لتطوير والاعتراف باكثر من 45 قرية عربية في النقب لا تعترف اسرائيل بوجودها رغم وجودها قبل طلة اسرائيل على الوجود, ِإلا أن الدولة الإسرائيلية لم تُعر خطة المجلس الاقليمي أيّ اهتمام وتُحاول دوماً الالتفاف على دور المجلس الإقليمي من خلال محاولة الالتفاف على هذا المجلس وغيره من مؤسسات تدافع عن حقوق عرب النقب وحق القرى غير المُعترف بها بالوجود والحياة الكريمة خارج أُطر مدن التركيز والتوطين التي خططتها إسرائيل والتي كانت وما زالت (مدن التوطين) عبارة عن مشاريع فاشلة وجائرة كادت أن تكون موضوعياً وعملياً عبارة عن غابة من الحجارة مليئة بالمآسي والمرارة الانسانية والاجتماعية والاقتصادية التي هي السمة المرادفة والحاصلة في مدن التوطين التي تصر إسرائيل على تسميتها بمدن "التطوير" وتزمع على إقامة المزيد منها ومن غابات الحجارة!!
يبدو جلياً أن التطوير وتوصيات لجنة "غولدبرغ" من وجهة نظر إسرائيل يعني أولا تقوية الدوريات "الخضراء" حتى تتمكن هذه الدوريات من مطاردة البدو وحصرهم في المحميات "الطبيعية" البشرية التي أقامتها الدولة لهذا الغرض!!! ويبدو أن الدوريات "الخضراء" لم تعد تكفي لمشاريع "التطوير" الإسرائيلية ولذلك هنالك ايضا وحدات شرطة خاصة تهتم بأمر المخالفين "للتطوير" والرافضين الدخول إلى المحميات البشرية ويفضلون العيش في براريهم وديارهم ومسقط رأس أجدادهم, ويبدو جليا ان اسرائيل قد شكلت تشكيله من الجرافات والشاحنات مهمتها هدم وجرف بيوت عرب النقب ومصادرة املاكهم كما جرى مؤخرا لقرية كركور وعائلة الاطرش وابوهدوبه!!.
.يجب رفض مخططات وتوصيات لجنة غولدبرغ والاصرار على الاعتراف بما هو قائم من قرى عربيه يقطنها اكثر من نصف عدد بدو النقب, وعليه يترتب حتمية صف الصفوف العربيه النقباويه لمواجهة توصيات لجنة غولدبرغ ومشتقاتها من سماسره... نحن ندعو المجلس الاقليمي للقرى الغير معترف بها في النقب ان يبدأ حملته الاعلاميه والسياسيه والقانونيه المضاده لتوصيات غولدبرغ,,, ونحن بدورنا في منبر ديار النقب سنوفر كما فعلنا دوما الغطاء الاعلامي والدعائي لكل الحملات المضاده لتوصيات لجنة غولدبرغ ...علينا جميعا مد العون لقُرانا واهلنا وربعنا في القرى العربيه في النقب ...بقاء هذه القرى وصمودها يعني بقاء الهويه الحضاريه والتاريخيه لعرب النقب.. وزوال هذه القرى لا سمح الله يعني هزيمتنا جميعا كأصحاب حق في ارض النقب وديار النقب وفي فلسطين الوطن الام .. يجب ان تُمثل القرى العربيه في النقب التي لا تعترف بوجودها دولة الاحلال الاسرائيليه...يجب ان تمثل الرمز والضمير الحي لكل عرب النقب واصحاب الضميرالانساني....حذارا ثم حذارا من مطبات توصيات " غولدبرغ" !!