أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
الاعلام المُعادي: صورة القضيه الفلسطينيه في الاعلام الغربي و"العربي" !!

بقلم :  د.شكري الهزَّيل ... 31.5.08

قبل ما يقارب القرن من الزمان وحين كان فلسطين وطن عامر باهله وعامر بمدنه وقراه وجباله وبحره وباديته, كان من يجلس وراء البحار ويخطط لسرقة الوطن والدار والديار الفلسطينيه, وكان من بيننا وما زال من قللَّ او يقلل من خطورة ما يحاك من مؤامره عنكبوتيه استهدفت وتستهدف فلسطين شعبا وارضا, وكان من بيننا انذاك واليوم من راهن على وهم وسراب انسانية غربيه تكيل بالف مكيال وتنحاز بالمطلق لمشاريع استكباريه بعيدة المدى بغض النظر عن عدد ضحاياها وعواقبها الى حد ان طرد شعب كامل من ارضه والاستيلاء عليها واحلال لمم امي بدلا منه لم يكن امرا غير عاديا بالنسبة للامبرياليه والفاشيه الغربيه وحتى لايظن احدا اننا نسينا الصهيونيه فلابد من القول ان الصهيونية نشأة وتطورا كانت وما زالت جزء لا يتجزأ من الامبرياليه والمشروع الاستكباري والاحلالي الغربي لابل ان الصهيونية ولدت من رحم المشروع الامبريالي لتكون ذراعه الطويل على المدى الطويل وقاعدته الاستكباريه والاحلاليه الثابته في المشرق العربي وبالتالي اخطأ من ظن ان بلفور ووعد بلفور[1914] كان سببه مجرد انتماء بلفور لليهوديه والصهيونيه العالميه لابل ان بلفور كوزير خارجيه بريطانيا كان من اشهر المُنظرين اعلاميا للاستعمار والاستكبار الغربي في مناطق ماوراء البحار, وبلفور هذا أمَن بالتفوق العرقي الغربي على باقي الشعوب وامن بحضارة الغرب وجهل باقي الشعوب ونادا وطالب في كتاباته بضرورة استعمار شعوب ما وراء البحار وفرض الحضارة والتحضير عليهم على حد زعم بلفور ولذلك ايضا لم يأتي كلام ثيودر هرتسل في كتابه " دولة اليهود"[1896] من فراغ حين قال ان " اليهود سينشأون دوله في فلسطين مربوطه باوروبا وتكون بمثابة الحائط بين التخلف والحضاره",, ولم يخفي هرتسل في المؤتمر الصهيوني الاول في بازل 1897 نواياه الصهيونيه باحتلال فلسطين عبر ما اسماه "بالشرعيه الدوليه" وهي كانت انذاك وما زالت تعني الشرعيه الامبرياليه الغربيه التي سهلَّت اولا الهجره الصهيونيه الاحلاليه والاستيطانيه الى فلسطين ومن ثم شرعنت تقسيم فلسطين[ التقسيم كان مجرد خدعه وكذبه امبرياليه والصهيونيه اصلا لم تقبل التقسيم وسعت وما زالت تسعى لاحتلال واستيطان كامل فلسطين] وطرد وتهجير وتجزير الشعب الفلسطيني, وما اعتراف امريكا باسرائيل بعد 15 دقيقه من اعلان بن غوريون دولته عام 1948 الا دليل قاطع بان امريكا والمعسكر الامبريالي لم يهتموا لابطرد الشعب الفلسطيني ولا بمصيره ولابمستقبله لابل ان الاعلام الغربي انذاك وكما هو حاله اليوم اخفى وتغاظى عن الجرائم والمجا زر الصهيونيه اللتي ارتكبت عام 1948 وما بعده بحق الشعب الفلسطيني... الغرب وامريكا على وجه التحديد كانت معنيه فقط بتمرير المشروع الامبريالي الصهيوني في فلسطين مهما كان الثمن وحتى لو قُتل كامل الشعب الفلسطيني! ومن يعود الى البحث في ما كُتب عام 1948 في الاعلام الغربي عن ما يجري في فلسطين يكتشف بان الصوره المقلوبه هي نفسها السائده عام 2008 بعد ستون عاما على النكبه الفلسطينيه!! بمعنى ان الاعلام الغربي والامريكي يتجاهل وجود وعذابات الشعب الفلسطيني ويصمت ويُعتم على جميع اشكال الجرائم الاسرائيليه بحق الشعب الفلسطيني لابل ان المراسلين والاعلاميين الغربيين المعتمدين في الدول العربيه والمناطق الفلسطينيه اشد فتكا بالقضيه الفلسطينيه مما يتصوره الجهله العرب الذين يسهلون لهم مهام البث والارسال, وهؤلاء بدورهم ومن قلب العواصم العربيه والمناطق االفلسطينيه يقُومون بقلب الحقائق واظهار اسرائيل كضحيه والفلسطينيون والعرب كمُعتدون لابل ان الاعلام الغربي لم يعير النكبه الفلسطينيه عُشر انتباهه وتركيزه على نشأة ووجود اسرائيل الذي يهدده العرب والفلسطينيون!.. ولا ترى للمثال في الاعلام الغربي الا القليل حول ما يجري في غزه والسبب كما يعرضه الاعلام الغربي هو الارهاب الفلسطيني المزعوم وليست الاحتلال الاسرائيلي!!.. وللمثال لا الحصر يستقبل فلسطينيو اوسلو وغيرهم المسؤولين والوزراء الالمان في رام الله وكأن الامور طبيعيه في حين ان الاعلام الالماني ليست صهيوني فحسب لابل ُمُعادي للقضيه الفلسطينيه ومُنحاز بالكامل لاسرائيل ولا يذكر من قريب ولا من بعيد عذابات الشعب الفلسطيني, ولذلك كان احتفاء الاعلام الالماني ب نشأة اسرائيل ومرور ستون عاما على قيام اسرائيل وكأن المانيا هي اسرائيل!, وما يتعلق بالنكبه والشعب الفلسطيني لا ذكر له... الالمان غسلوا ذنوبهم بالدم الفلسطيني ومُنحازون تماما لاسرائيل ومُعادون على المستوى الرسمي والاعلامي للقضيه الفلسطينيه ومع هذا نجد سلطه فلسطينيه ودول عربيه تُهيأ لمراسلي الاعلام الالماني والغربي افضل بنيه تحتيه للارسال ليرسل هؤلاء الاعلاميين الاعداء واعداء القضيه الفلسطينيه من خلالها رسائلهم التشويهيه عبر وسائل الاعلام المرئيه والمقروءه الى ملايين المشاهدين من الالمان والاوروبيين بشكل عام!!,, والامر نفسه ينطبق تقريبا على جميع وسائل الاعلام الاوروبيه التي تبث السموم ضد الشعب الفسطيني والشعوب العربيه من قلب الوطن العربي ومن قلب الاحداث والسؤال المطروح: ماهو دور السفارات العربيه والفلسطينيه المتواجده في اوروبا’’’ ولماذا تصمُت على تشويه القضيه الفلسطينيه وانحياز الاعلام الغربي المطلق والهمجي لاسرائيل؟؟ ولماذا لا يراقب العربو الفلسطينيون ومراكز القرار العربي و الفلسطيني على وجه التحديد الاعلاميين والمراسلين الغربيين الاعداء الذين يختبأون في ثوب اعلاميين ومراسلي تلفزه اوروبيه تُعادي الشعب الفلسطيني وتنحاز الى اقصى الفاشيه الاسرائيليه والامريكيه!!.. لماذا ما زال حال الاعلام الغربي كما هو حاله في عام 1948 وحالنا العربي والفلسطيني كالنعَّام ما زال هو هو منذ عام 1948 حتى يومنا هذا!!.. في بداية التسعينات وخلال دراستي الجامعيه اطلعت على افلام صامته كانت الحركه الصهيونيه تبثها في اوروبا كدعايه """لارض بلا شعب لشعب بلا ارض" ..كانت هذه الافلام التضليليه تُظهر المستوطنين اليهود في فلسطين وهم يكدحون ويزرعون الارض وفي خلفيه بعيده للصوره يظهر عربي يقود جمل سائر في الصحراء غير ابه بالارض والمكان! وبطبيعة الحال الافلام لا تُظهر المدن والقرى الفلسطينيه ولا القدس على الاقل الموجوده منذ الاف السنين!!.. الافلام كانت تُظهر فلسطين صحراء والمستوطنين الصهاينه يحولون الصحراء الى واحات خضراء!!!..وما هو جاري اليوم في الاعلام الغربي لايختلف كثيرا, فهذا الاعلام المتكالب يحتفل بمرور ستون عاما على وجود اسرائيل وما زال يُعتم مع سبق الاصرار على وجود قضيه فلسطينيه وشعب فلسطيني مشرد لابل ايضا يساند هذ ا الاعلام الغربي جريمة بوش الكبرى في العراق:: الاعلام الغربي يتحدث عن سعر برميل النفط اكثر الف مره من ذكر خبر حول المجا زر اليوميه الجاريه في العراق وفلسطين!!
يتعجب المرء لعجب وغضب العرب من وعلى خطاب معتوه واشنطن امام الكنيست الاسرائيلي ودعمه المطلق لاسرائيل في عيدها الدموي الستيني في حين انه لم يتطرق بكلمه واحده حول النكبه الفلسطينيه,, ومعتوه واشنطن هذا جاء ليقول لاسرائيل اننا قلب واحد معكم وشاء من شاء وابا من ابا,,, وجاء ليؤكد لاسرائيل ان عاصمتها القدس,, وجاء هذا المجرم و المعتوه الامريكي المضرع بالدم العربي والفلسطيني ليقول انه جزء لا يتجزا من معسكر اعداء القضيه الفلسطينيه وليست وسيط سلام كما يدعي كبير او مخبول المفاوضين الفلسطينيين,, جاء بوش مع جوقته الاعلاميه الغربيه ليؤكد دعمه لاحتلال فلسطين ودعمه المطلق لاسرائيل,,, وهذا ما يقوم به الاعلام الامريكي المتصهين الذي يتواجد مُراسليه في العواصم العربيه والمناطق الفلسطينيه ومن هناك يبثون الكذب والتضليل المعادي للقضيه الفلسطينيه والمنحاز للاحتلال الاسرائيلي!! هؤلاء المراسلون الاعداء ووسائل اعلامهم في بلادهم الغربيه يغضون النظر عن مجا زر اسرائيل اليوميه بحق الشعب الفلسطيني,,, بينما لو قُتل اسرائيلي واحد على يد فلسطيني, تقوم الدنيا ولا تقعد في الاعلام الامريكي والغربي!! ومع هذا نرى كيف يجهل العرب والاعلام العربي دور مراسلي شبكات الاعداء الذين يبثون الكذب والتضليل من قلب العواصم العربيه ومن بغداد و رام الله وفلسطين الذي شوه صورتها الاعلام الغربي والامريكي ومشتقاته من فلسطينيين وعرب الى حد تحويل القضيه الفلسطينيه الى قضية ارهاب يُرهب ويهدد فقط وجود دولة اسرائيل!!....الموجود والمهم بالنسبه للاعلام الغربي فقط اسرائيل وباقي ماتبقى غير موجود ولا شئ حتى ولو كانت قضية شعب فلسطيني موجود وحي ويناهز عدده الاجمالي وطنا ومهجرا ال11 مليون نسمه في الوقت الراهن... الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني هو محرقه اعلاميه غربيه بكل ماتعنيه الكلمه لابل ان هذا الاعلام الغربي الفاشي والمجرم هو البوق الذي يتكلم من خلاله معتوه واشنطن ورئيس دولة الكاوبوي,, واخطأ من ظن ان بوش الذي يخطب امام كنيست اسرائيل ويتجاهل مصير ملايين الفلسطينيين,, هو حاله غربيه شاذه لابل ان بوش والاعلام الغربي والامريكي ككل يعتبرون ذاتهم جزء لا يتجزأ من اسرائيل وجزء لا يتجزأ من معسكر اعداء الشعب الفلسطيني,, وما عليكم الا اجراء احصائيه و بحث بسيط على فحوى وشكل الاعلام الغربي الذي يتطرق لاسرائيل والقضيه الفلسطينيه, لتجدوا كيف يتعامل هذا الاعلان المعادي للقضيه الفلسطينيه مع الاحداث بدعم مطلق لاسرائيل وبتجريم مطلق للشعب الفلسطيني!!!,,, ومن ثم يدعي الحياديه والديموقراطيه وهو البعيد كل البعد حتى عن معنى العداله والصدق في الاعلام!... حال ونهج الاعلام الغربي هو صورة طبق الاصل من مسلكية جورج بوش الاجراميه في فلسطين والعراق وهو الذي يدعي انه ملاك الديموقراطيه! بينما هو في الحقيقه مصاص دم ومجرم مُنحط اخلاقيا وانسانيا ولو كانت جرائم بوش قد جرت في اوروبا لقامت الدنيا ولم تقعد باعتباره مجرم حرب,,, الا ان الامر يختلف حين يدعم بوش اسرائيل و يقتل بوش ملايين العراقيين والعرب,, لانه ببساطه يقتل عرب يستقبلونه بالورود والهدايا والرقص.. هذه هي الصوره التي يرسخها الاعلام الغربي في اذهان شعوبه:: اقتُل العربي يرقص لك كما تفعل مملكة ال سعود حين تستقبل بوش!! , وفي المقابل هاهُم مراسلو الاعلام الغربي يحظون باعلى درجات الاحترام في العالم العربي وفلسطين والعراق وذلك بالرغم من انهم في تقاريرهُم يمثلون اعلى درجات العداء للعرب والشعب الفلسطيني ولا ينتقدون الاحتلال الامريكي والاسرائيلي بكلمه واحده!:: العكس هو الصحيح: يدعمون الاحتلال والظلم في العالم العربي ويشكلون دعائمه الاعلاميه والجماهيريه!!...العرب في اكثريتهم يدورون ويلفون حول قناة الجزيره مثلا الناطقه بالعربيه وجمهورها هو الشعوب العربيه وقناة الجزيره موجهه للعالم العربي ومن الطبيعي ان تكون الجزيره حذره في طرحها والجزيره في الوقت الراهن بالف خير وداعمه للقضيه الفلسطينيه, والحديث هنا لايدور حول دور الجزيره!!, ولكن العرب لا يعيرون انتباها للمراسلين الاعداء الناطقين بلسان ولغات بلدانهُم ويمثلون وسائل الاعلام الغربيه في الدول والمناطق العربيه الساخنه كفلسطين والعراق,,.. هؤلاء يفتكون اعلاميا بالقضايا العربيه وعلى راسها العراق وفلسطين,., والمفارقه ان قسم من الاعلام العربي الرسمي والفضائي يُعتبر متوازيا وليس عدوانيا اذا تعلق الامر بقضايا غربيه,,,, والمفارقه الاخرى ان الدول الغربيه تطوع وتُجند الاعلاميين العرب ""ليبراليين وغيرهم"" وتُنشأ محطات تلفزه واعلام غربيه ناطقه بالعربيه وموجهه الى العالم والعقل العربي مهمتها دعم اسرائيل وتشويه صورة القضيه الفلسطينيه وجعل احتلال العراق وفلسطين وقتل شعبيهما العربيين امر عادي!!... والمفارقه الابشع هي اعلام النفط واعلام البلاط العربي المأجور الذي يحمل اسماء عربيه لابل يطلق على نفسه " عربيه" ويقوم بدعم الاعلام الغربي ويشوه صورة الوضع العربي ويشوه صورة القضيه الفلسطينيه والقضيه العراقيه الى حد الاجرام اللغوي والاعلامي حين يُطلق على وجود الاحتلال الامريكي في العراق بمجرد قوات التحالف او القوات الامريكيه في العراق وكأن امر احتلال وتدمير العراق امراعاديا وليست احتلال لدوله عربيه, وحين يطلق على العدوان الاسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني مجرد عمليات عسكريه اسرائيليه وكأنه لا احتلال اسرائيلي هناك ولا عذاب فلسطيني هنا!!.. امر يبدو عادي ولكنه مُعادي يلقيه مذيع عربي من محطات عربيه يوميا على المشاهدين العرب بهدف تشويه الصوره وتحييد العرب عن قضاياهم واعتبار مايجري في فلسطين والعراق من قتل وذبح كأمر عادي وروتيني ولا علاقه له بالاحتلال الاسرائيلي والامريكي,, والانكي من هذا هو نعت الاعلام العربي والغربي المعادي لكل اشكال المقاومه الفلسطينيه والعربيه للاحتلال ب "الارهاب"" !!
من هنا يبدو بوضوح ان هنالك استهداف واستغفال صهيوني و غربي مبرمج للقضيه الفلسطينيه يرقى الى مستوى التصحير الاعلامي تماما كما فعلت الدعايه الصهيونيه في بداية القرن الماضي في بثها للافلام الصامته دعما لاكذوبة ارض بلا شعب لشعب بلا ارض ويثها لدعاية كون فلسطين صحراء حولَّها المستوطنون اليهود الى واحات خضراء!, ويالتالي ماهو جاري اليوم على مستوى الاعلام الغربي والعربي المعادي للقضيه الفلسطينيه هو عملية تصحير وتجفيف لمنابع القضيه والحقوق الفلسطينيه من خلال د عم وجود الاحتلال الاسرائيلي وتجاهل وجود الشعب الفلسطيني وتشويه المعالم والمنابع التاريخيه لنشأة القضيه والنكبه الفلسطينه مقابل التركيز على نشأة اسرائيل وضرورة الحفاظ على وجودها والتستُر على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني!!.... واخيرا وليست اخرا وعندما يؤكد معتوه واشنطن احتفال اسرائيل بعيدها المئه وعشرون,,, فهو يراهن على الوضع العربي الراهن والمزري من جهه وعلى تصحير القضيه الفلسطينيه بكل الاشكال ومن بينها الجغرافي والديموغرافي والاعلامي من جهه ثانيه وبالتالي تبدو امنية معتوه واشنطن قابله للتحقيق في ظل استمرار النعام العربي التغاظي عن دور الاعلام الغربي والعربي المُعادي للقضيه الفلسطينيه والقضايا العربيه بشكل عام وعلى راسها قضية احتلال العراق وتدمير هويته العربيه!!...الاعلام الغربي سلاح فتَّاك وشديد الاثر والعواقب :: فل ننتبه لهذا الاعلام واثره على القضايا العربيه!!