بقلم : د. شكري الهزَّيل ... 1.2.09

من المؤسف القول مرة ومرة اخرى أن هُنالك قضيه مهمه لم ينتبه لها سكان القرى العربيه الغيرمعترف بها في النقب, وهي قضيه جوهريه في نضالهُم نحو الاعتراف بهم جغرافيا وديموغرافيا وسياسيا!, وهي قضيه مرتبطه بالتصويت في الانتخابات البرلمانيه الاسرائيليه ومشاركة سكان القرى العربيه في القرى الغير معترف بها اسرائيليا في انتخابات برلمان دوله لا تعترف اصلا بوجود القرى العربيه وسكانها في النقب والسؤال المطروح: هل يجب ان يصوت او يشارك سكان القرى الغير معترف بها في النقب في انتخابات برلمان اسرائيلي لا يعترف اصلا بوجودهم ووجود قراهم!؟
نحن هنا امام إشكاليه قانونيه و جديه وخطيره جدا, فمن ناحيه يُقاوم الناس في القرى الغير معترف بها خطط التوطين القسري ويناضلون من اجل الاعتراف بوجودهُم في قراهُم وفي المقابل يأتي من هو من بين ظهرينا ويأخذ بيد الناس ليرمي بهم في صلب المخططات الاسرائيليه من اجل صوت[ تصورُوا عمليا وفعليا ان المساومه هنا تجري على ارض وحق وجود يُساوم عليها عمليا بادلاء صوت انتخابي تكمن في طياته كل اشكال الخديعه لابل اكثر من هذا!!!] انتخابي رخيص,بمعنى واضح وصريح يجب توعية الناس في القرى الغير معترف بها بعدم جواز تسجيل ذاتهم وعناوينهُم و تصويتهُم او ترشيحهُم في قرى ومدن التوطين القسري ولا حتى التصويت لبرلمان دوله لا تعترف بوجودهم, والصحيح هو ان يتشبثوا الناس باماكن سكناهم وقراهم الاصليه كعنوان ومكان سكن ويخوضون هناك حقهم بالتصويت والترشيح لخدمة قراهُم اللتي يناضلون من اجل ان تعترف بها اسرائيل!!.. إسرائيل ومُشتقاتها من العرب البدو هُم المستفيدون من تصويت سكان القرى الغيرمعترف بها في الانتخابا ت البرلمانيه الاسرائيليه!!
من هنا وبغض النظر عن من هو المُرشح العربي للإنتخابات البرلمانيه في اسرائيل, لا بُد من ان تُركز الناس وخاصة المجلس الاقليمي في القرى الغيرمعترف بها على اسلوب نضال سياسي جديد ومهم, وهو رفض على الاقل سكان القرى الغير معترف بها الذهاب الى القرى "المعترف بها" [قرى التوطين القسري] حتى يُدلوا بصوتهم للإنتخابات البرلمانيه الاسرائيليه من خلال سجلات الناخبين المُدونه في ما يسمى بالقرى المعترف بها!!! وعليه تترتب وتستلزم مشاركة سكان القرى الغير معترف بها في الانتخابات البرلمانيه الاسرائيليه ليس فقط ضرورة وضع ونصب صناديق إقتراع في داخل هذه القرى حتى يُدلي السكان بصوتهُم, لا بل ان الاوان ان تعترف الدوله بمكان سكنى وعيش هؤلاء الناخبين المسجلين في سجل الانتخابات دون الاعتراف ودون ذكر مكان سكناهُم في بير المشاش مثلا وعبده وسعوه وجميع ال45 قريه اللتي لا تعترف بوجودها اسرائيل, ... لكنها تريد إستغلال اصوات ضحايا عُنصرية اسرائيل للكنيست دون ان تعترف اولا بهُم حتى يُمارسوا حق الوجود قبل حق الديموقراطيه الزائفه اللتي تزفنا عليها اسرائيل منذ اكثر من ستون عاما!!... اولا عليهُم قبل ان يزفوننا في جنازاتنا الانتخابيه:أن يُوقفُوا هدم المنا زل وتجريف البيوت العربيه ,, وان يوقفوا مياه المجاري العادمه والقادمه من المستوطنات اليهوديه ..ان يوقفوها عن المرور عنوه من وسط القرى العربيه في النقب.... تصورُوا ان تستعمل دوله هذا الاسلوب في ممارستها الضغط والارهاب على سكان القرى العربيه في النقب حتى يرحلوا عن ديارهُم ويخلوها للمستوطنات اليهوديه !!, ومن ثم تدعي الديموقراطيه وتدعُو سكان قُرانا المنكوبه للتصويت للكنيست دون ان تعترف بمكان سكناهُم وعنوانهُم!!!... اولا عليهُم ان يُسجلوا عنوان مواطن عبده وبير المشاش وسعوه وبير هداج وكحله وغيرها في سجل الانتخابات حتى يتمكن من ممارسة حقه الانتخابي كمواطن كامل وصاحب عنوان ومكان سكن!!.
.. دَعونا نكُون صريحين بالقول ان المشاركه في انتخابات برلمانيه أسرائيليه دون الاعتراف بالقرى العربيه في النقب, تعني بتِر الجوهر من وعن النص الاصلي والحقيقي وتزييف للواقع المر اللذي يعيشه سكان القرى العربيه في النقب في ظل عنصرية اسرائيل الصارخه من جهه وإنتهازية عرًّابيها ومُشتقاتهُم من جهه ثانيه!! بمعنى اننا هنا نضع او بالاحرى تضع اسرائيل العجله امام الحصان وليس العكس!!....: الممارسه الحقيقيه لحق الانتخاب والتصويت الديموقراطي تعني اولا المواطنه والحقوق واقلها بما يتعلق بسكان القرى الغيرمعترف بها حكوميا,,, هو ان تعترف اسرائيل بوجود هذه القرى حتى تعترف هذه القرى بالديموقراطيه والانتخابات الاسرائيليه, لا بل على من يريد ان يحظى باصوات ودعم سكان القرى الغيرمعترف بها في النقب,, ان يَطلُب بعد ان يُلبِي: اولا الاعتراف بوجودنا كسكان وكوجود جغرافي وديموغرافي,وبعدها يصبح التصويت والترشيح امرا شبه عاديا وتلقائيا!!!
اننا نرى في الانتخابات البرلمانيه الاسرائيليه فرصه سانحه لنقل مستوى النضال السياسي من اجل حقوق سكان القرى الغيرمعترف بها نقله نوعيه في إتجاه انه ان الاوان ان يعترفوا بوجودنا وحقوقنا قبل ان يزفونا على انتخابات ملطخه بدماء اطفال غزه لا ناقة لنا فيها ولا جمل والعكس هو الصحيح ,إذ لم ترى القرى العربيه في النقب من حكومات اسرائيل المُنتخبه سوى ممارسات القمع والدوريات السوداء والمصادره والجوع والفقر والحرمان والمطارده !!!! وحتى نبدأ بالخطوه الصحيحه على اسرائيل ان تعترف في سجلاتها بسكان ومكان سكن القرى العربيه في النقب قبل ان تزج بمرشحي الكنيست الاسرائيلي للدعايه "لديموقراطيه" عاشها ويعيشها سكان القرى العربيه في النقب على جلودهم بالقمع و المطارده وهدم البيوت, ويعيشها عرب النقب بؤسا وظلما منذ نشأة اسرائيل وحتى يومنا هذا والسؤال المطروح: كيف بالامكان التصويت والترشيح لبرلمان إسرائيلي لا يعترف اصلا بوجود ومواطنة مواطني و سكان القرى الغير معترف بها في النقب!!؟؟ اولا :الاعتراف وبعدها الحديث عن الديموقراطيه والانتخابات!!!
