أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
بعد تشييع محمود درويش..اما ان الاوان لتشييع "اتفاقية اوسلو" الى مثواها الاخير في رام الله وغزه!!

بقلم :  د.شكري الهزَّيل ... 23.8.08

بادئ ذي بدأ الرحمة كل الرحمة على شاعر فلسطين وشاعر الثوره والمقاومه الفلسطينيه محمود درويش الذي شُيع جثمانه الى مثواه الاخير في رام الله ليورى في ثرى وتراب فلسطين, ولكننا كُنا نفضل ان يورى درويش في ثراء البروة والجليل مسقط راسه لنقيم له عرس الجليل وعرس فلسطين الكبير بمناسبةعودته الى مسقط راسه شهيدا وبطلا فلسطينيا عظيما يليق بمكانته جنا زة عرس وطن يمتد من الجليل الى النقب ومن رفح الى جنين ومن الساحل الى الجبل الفلسطيني ومن رام الله الى البروه والجديده وحيفا ويافا وكامل الوطن الفلسطيني الذي حمله درويش في شعره وقلبه الذي نبض اخر نبضاته بعيد بعيدا عن الوطن الذي مجدَّه درويش ومجد الوطن وشعبه بدورهما درويش الظاهره...درويش الشاعر..درويش الفلسطيني..درويش المنافي.. درويش المقاومه.... ودرويش الرمز... ودرويش اوراق الزيتون :: يحكون في بلادنا...يحكون في شَجَنْ..عن صاحبي الذي مضىوعاد في كفنْ!!.. ودرويش هذا جاء بامه الجليليه الى رام الله لتودعه الوداع الاخير بعدما ملأ الدنيا وكل الازمان وقضى العمر يحن اليها:: أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي .....ولمسة أمي ....وتكبر فيّ الطفولة يوما على صدر أمي واعشق عمري لأني إذا متّ اخجل من دمع أمي..خذيني إذا عدت يوما وشاحا لهدبك وغطي عظامي بعشب تعمّد من طهر كعبك وشدي وثاقي بخصلة شعر بخيط يلوّح في ذيل ثوبك::.... وكنت اتمنى كما تمنى الملايين من الفلسطينيون والعرب ان تستقبل ام محمود ابنها العائد الى ثرى الوطن في البروه والجديده والجليل.. هناك في مسقط راسه حين يكون التشييع والوداع طبيعيا بطبيعة المكان والحدث الجليل,,,, وبطبيعة ام محمود الصابره واللتي انتظرت محمودها عقود من الزمن, ولكن ورغم ان رام الله واقعه في فلسطين حالها حال البروه,, الا ان القرار العاجل والمستعجل بدفن درويش الرمز الوطني الكبير في رام الله بدلا من الاصرار على عودته وحق عودته الى البروة والجليل يثير تساؤلات كبيره وجمه عن معنى هذا الاستعجال وعدم الاصرار والمحاولة المستميته على عودة الفارس الغائب الى سرج وطنه وترابه في البروة والجديده والجليل حيث نشأة محمود درويش الفلسطيني في فلسطين الزمان والمكان والتراب والشعب والرمز والوحده الوطنيه الفلسطينيه التى ضاعت او ضُيعت بوصلتها في رام الله اوسلو وليست رام الله فلسطين.. ومن لا يعرف تاريخ محمود درويش فهو ليست مجرد رمز وطني, وليست لاجئا ومهجرا عاديا.. وليست عائدا عاديا الى حيفا..درويش الرمز والوطن طاردته اسرائيل حتى ترك وطنه قسرا وظلما عام 1970, وعلى كل الاحوال هو مواطن فلسطين ومواطن البروه والجليل ويحق له العوده كما يحق لملايين الفلسطينيين العوده الى ديارهم ووطنهم.. ويحق لدرويش ان يورى الثرى اولا واخيرا في مسقط راسه البروه او على الاقل في الجديده والجليل القُطر الذي عشق سهوله وجباله وخروبه والسؤال لماذا لم نُصر ويصروا اولا ولو رمزيا وسياسيا على دفن درويش رغم معارضة اسرائيل في البروة والجليل؟؟ لماذا لم تكن المطالبه بدفنه في البروه او الجليل هامه تاريخيا ووطنيا وعاجله اكثر من استعجال قرار دفنه في رام الله وتخليص اسرائيل من مسؤولية حتمية قبولها بحق عودة درويش الى وطنه ميتا مكرما ام حيا يرزق؟؟؟.. لماذا جرى هذا التلفيق وهذا الاستغفال والاستعجال الاوسلوي بدفن رمز حق العوده الذي جسدته اشعار درويش منذ عقود من الزمن؟؟ كيف سُمح لدرويش بزيارة حيفا واحياء امسيه شعريه فيها العام الماضي والسماح له بزيارة اهله اخيرا[ طبعا بتاشيرة دخول من الاحتلال الاسرائيلي], ولا يُسمح له الان بالعوده الاخيره الى ارض امه او قرب امه على الاقل في الجديده وقرب ضريح والده؟؟... لو كان الامر جديا ووطنيا وعاديا وليست اوسلويا لتحولت عودة جثمان المناضل محمو د درويش الى وطنه الى قضيه حق عوده وقضيه لا تعفي اسرائيل اقليميا واعلاميا بهذه السرعه من مسؤولية عدم تمكن محمود درويش من العوده الى وطنه واهله وقُربه لامه ورائحة خبزها,,.. ولكن من الواضح ان من عقدوا اتفاقية جنيف2003 وتنازلوا عن حق العوده لملايين من اللاجئين الفلسطينيين,, هم انفسهم اومن يلف لفهم من لفلف بسرعه وعلى عجل دفن محمود درويش في رام الله بدلا من البروه والجليل, [لابل هم انفسهم من لم يطالبوا [و صمتوا] حتى اليوم بالتحقيق في اسباب وفاة الزعيم الفلسطيني ياسرعرفات]... ما جرى ان فريق اوسلو استغل جو الصدمه والحزن على وفاة محمود درويش, وقبل ان يستفيق الرائ العام الفلسطيني من الصدمه والحزن والاثر النفسي لفقدان درويش, استعجل الاوسلويين قرار دفن درويش باذن من اهله!!,, في حين صمتت اسرائيل على حق عودة درويش الى وطنه حيا ام ميتا, تاركه الامر لجماعة اوسلو لتسويته ضمن تسوياتهم وتنا زلاتهُم الكثيره والمعروفه ليست عن حق عودة درويش على الاقل الى الجديده بجوار ضريح والده فقط, لابل ايضا تنا زلاتهم عن الوطن وحق العوده والوحده الفلسطينيه لضمان ضمانة اسرائيل لبقاء جمهورية اوسلو في رام الله, ومن المعروف ان محمود درويش قد عارض اوسلو, ومورست عليه ضغوط كثيره حتى صمت او أُصمت, ليتعايش مع اوسلو والحدث بمقولة """ مكرها اخاك لابطل""",, ونحن هنا لا نريد ان نخوض في ظروف ومواقف محمود درويش السياسيه, لابل التركيز فقط على رمزية درويش وثقله الوطني ومعنى الاصرار على عودته الى دياره الفلسطينيه في الجليل, واهمية هذا الاصرار في فحوى ومعنى حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم احياءا ام امواتا... افرادا او جماعات!!... الفرق كبير بين اكذوبة الاوسلويين ولم الشمل المزعوم[ توسل اسرائيل بلم شمل هذا الفرد او ذاك]] وبين الاصرار على حق العوده الفلسطيني.. لاحظوا معنا كيف ان كبير المفاوضين الفلسطينيو ن المزعوم قد حفي لسانه وهو يتحدث عنم المفاوضات وفشل المفاوضات منذ زمن طويل ومن ثم يعود ويفاوض ويطحن هواء وكلام مع الاسرائليويون, ومن ثم يعود للقول... لا نتائج...في زمن اوسلو وجمهورية رام الله لم يتحقق لادوله و لا جزيره, ولا سلام و[لا حرب ايضا], ولا عوده, ولا امن ولا سلام,, ولا وحده وطنيه: اوسلو فتت المفتت وشقت المشقوق وهدمت المبني ليصير قطاع غزه في عصر اوسلو "" اقليم متمرد"" ومحاصر من قبل جمهورية رام الله واسرائيل وعرب الرده بحجة انقلاب حماس على شرعية رام الله بالرغم من ان حماس هذه تباركت باوسلو حتى تنشئ لها جمهوريه في غزه على وزن صاده وماصاده[ صاد تعني: لمس باللهجه البدويه]... اوسلو ومش اوسلو ومعارضة اوسلو,, وقصة صاده وما صاده بسيطه, وهي ان اعرابي جائع وجد كوم من النمل ينهش في حفنة من الزبيب[ العنب المجفف], وبدا ينش النمل وهو يتقنف وياكل الزبيبه تلوى الاخرى بعد ان يُبعد عنها النمل وينفض عنها الغبار وكل مره حتى يبرر اكله للزبيب يقول لا هذه لم يصيدها ويلوثها النمل, وهكذا دواليك صاده وما صاده حتى إلتهم الاعرابي كل حبات الزبيب وللاسف هكذا هو حال حماس في ظل شرك اوسلو..صاد وما صاد اوسلو..., ولكن مايلفت الانتباه الاستهتاري بعد سنوات اوسلو العجاف هو تصريح البهلول المفاوض الاوسلوي احمد قريع انه سيطالب بدولة "ثنائية القوميه" اذا استمرت اسرائيل في تعنتها على حد زعم البهلوان الاوسلوي الذي يتمسك بجمهورية اوسلو في رام الله التي لا تتعدى مساحتها و سلطتها[ هذا اذا وجدت اصلا !!] سلطة منطقة ما يسمى بالمقاطعه وما حولها من تسميات وقراقع وقوقعات يتقوقع بداخلها قريع وجماعة اوسلو الذي لم يكِل لسانهم من الكذب على شعبهم بالمفاوضات الوهميه مع اسرائيل,.. ولا هٌم كحلُوها ولا تركوها كما هي.. عورُوا عينها!!, لابل في زمانهم زاد الاستيطان الصهيوني في الضفه الفلسطينيه اضعاف من ما كان عليه قبل اوسلو.. في زمانهُم دُفنت القضيه الفلسطينيه في رام الله عنوه على يد الفاسدين والعاجزين... ما يجري في رام الله هو جنازة حيه لاوسلو والسؤال متى سنشيع جثة اوسلو الى مثواها الاول والاخير في رام الله؟ حتى يتسنى لنا المطالبه على الاقل بحق دفن محمود درويش في البروه والجليل, بدلا من ان نلتف على هذا الحق كما فعلت جماعة اوسلو بلفلفتها السريعه والانتهازيه[ تلميع صورة الاوسلويين من خلال مراسيم دفن درويش في رام الله] لموقع ومكان دفن محمود درويش في رام الله بدلا من الاصرار على حق عودة هذا الرمز الفلسطيني الكبير الى وطنه في البروه والجديده والجليل!!..درويش كان سيعود الى مهجَّعه الاول ومثواه الاخير في الجليل, ولن يلقي الاشعار بعد ذلك اليوم,,,, ولكنه برمزيته وبعودته كان يُخيف اسرائيل كما يخيف الاوسلويون في برنامجهم العاجز في دولة رام الله اللتي لاتأبه بالعوده لا كحق ولا كمطالبه... ندعوكم الى المشاركه في مراسم تشييع جنا زة اتفاقية اوسلو في رام الله ودفنها في رام الله وغزه!!.... ولا اسف ولا رحمة عليها : هذه التي دمرت القضيه الفلسطينيه,,,,,,,, وحالت دون عودة محمود درويش الى مسقط راسه في البروه والجليل ليورى في ثرى ارض امه ويشتم رائحة خبزها!!.. العوده الى عودة المطالبه الجماهيريه الفلسطينيه بالحق الفلسطيني خارج اطر اتفاقية اوسلو ورموز العجز والفساد الفلسطيني!!...ان الاوان لدفن اوسلو في مسقط راسها ومكان ترعرعها وتكاثرها السلبي::: في رام الله وغزه!!

الكاتب : باحث علم إجتماع فلسطيني, ورئيس تحرير صحيفة ديار النقب الالكترونيه