أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
كرامة مصرية !

بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 05.04.2009

اللقاء بين وزراء الخارجية لا يتم بالصدفة، بهذه الكلمات علق أحد الدبلوماسيين الإسرائيليين على تصريح وزير الخارجية المصري القائل: "أنه لن يرفع يده من جيبه لو التقى صدفة بوزير الخارجية الإسرائيلي "ليبرمان"، فهل قصد السيد "أبو الغيط" ما نطق فيه، أم أن فائض كرامة عربية تفجر في صدره، وهو يتابع تطاول "ليبرمان" على مصر، وتاريخها، ورئيسها، ومكانتها، ويتنكر علناً لفكرة السلام مع العرب، ويهدد بعدم الانسحاب من الجولان، وأن من يريد السلام عليه الاستعداد للحرب؟
ربما جملة من التراكمات هزت وجدان وزير الخارجية المصري، فوجه نقده، واعتراضه، وتحقيره إلى شخص "ليبرمان"، وقد يكون التوجه ذاته قد صدر من بعض القيادات السياسية في مصر، مثل الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابة، والنائب حسين إبراهيم عن كتلة الإخوان المسلمين، والدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب الذي قال: ليذهب "ليبرمان" للجحيم، إنه لن يزور مصر. ومن معظم الصحف المصرية التي شاركت في الهجوم على شخص ليبرمان، وحليفه "نتان ياهو"، لقد صب الجميع غضبه على شخص "ليبرمان" دون التنبه إلى:
1ـ أن المذكور قد نطق علانية بما يجيش في صدور كل اليهود، وما "ليبرمان" إلا جزء من مؤسسة يهودية متكاملة في إسرائيل، إذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، وما يقوله يجد صداه في حزب الليكود، وفي ألأغلبية البرلمانية التي تحاكي عقلية، ونفسية اليهود في إسرائيل الذين أعطوا الأحزاب الدينية، واليمينية، التفوق، والغلبة.
2ـ لم يكن تفوه "ليبرمان" المهين لمصر أكثر ضرراً على الشعب المصري من فعل "شمعون بيرس" و"أهود براك" و"شارون" و"ألمرت" و"تسفي لفني" الذين مارسوا فعل القتل، وتلطخت أيديهم بدم ألاف المصريين، والعرب سنة 1948، 1956، وأثناء حرب الاستنزاف 1969، وخلال حرب أكتوبر، وذبحوا بالمدفعية مدن قناة السويس، وقصفوا بالطائرات مدرسة بحر البقر، واحتقر رصاصهم إنسانية الجندي المصري، والفلسطيني سنة 1967، واخترق حقدهم وجدان كل العرب الذي تمثل مصر شريانه النابض بالكرامة؟
3ـ لقد حدد كل المجتمع اليهودي في إسرائيل موقفه من مصر خلال استطلاع الرأي الذي أفاد أن 86% من اليهود يؤيدون إعادة احتلال سيناء المصرية، وفي ذلك هم يكشفون عن وجدانهم، ورؤيتهم السياسية، ومعتقدهم الذي ورد في سفر التكوين؛ "لنسلك أعطيت هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير". وبالتأكيد فإن سيناء جزء من المعتقد اليهودي.
تصريح وزير الخارجية المصري يعتبر خطوة كرامة جريئة يجب أن تصب غضبها، وحرصها، وحذرها، واستعدادها لمواجه دولة عبرية لا تتنفس إلا العدوان، ولا تعشق إلا القتل، ولا تسقي العرب إلا القهر.