بقلم : صالح النعامي ... 14.04.2009
اعتبر معلقون إسرائيليون أن مصر أسدت لإسرائيل معروفاً بتفجيرها الأزمة مع حزب الله.وقال كل من عاموس هارئيل المعلق العسكري في صحيفة " هارتس "، و آفي سيخاروف مراسلها للشؤون العربية في تعليق نشراه في الصحيفة أن تفجر الأزمة من شأنه أن يعزز التعاون الإستخباري والتنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والمصرية. وكان هارئيل قد أكد في مقال سابق أنه من غير المستبعد أن تكون الأجهزة الأمنية المصرية قد نجحت في إلقاء القبض على عناصر أفراد المجموعة بناءً على معلومات تلقتها من الإستخبارات الإسرائيلية. وأكد هارئيل وسيخاروف أن الكشف عن المجموعة جاء في ذروة تعاون أمني بين إسرائيل وإسرائيل في مجال الكشف عن أنفاق التهريب بين اسرائيل وقطاع غزة. من ناحيته اعتبر روني دانئيل المعلق العسكري في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية أن مجرد توجيه مصر الاتهامات لحزب الله ولحسن نصر الله على هذا النحو يقلص من شعبية الحزب ويرسم ظلال من الشك حول أهدافه، معتبراً أن ما فشلت إسرائيل في تحقيقه عبر محاولاتها اقناع الرأي العام العربي بأن حزب الله يعمل ضد المصالح العربية، فإن الحملة المصرية ضد الحزب قد تنجح في تحقيقه.
*المساعدة في مواجهة إيران
من ناحيته اعتبر أمنون أبراموفيتش كبير المعلقين في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية أن تفجر الأزمة مثل نقطة تحول فارقة لصالح إسرائيل في مواجهة إيران. وأضاف في تحليل قدمه قائلاً " في الوقت الذي يتحدث فيه الرئيس أوباما عن استعداده لفتح حوار مع إيران، فإن تفجر الأزمة يشكل دليلاً على صحة معارضة إسرائيل للحوار مع إيران، على اعتبار أن هناك إنطباع بأن إيران هي التي تقف وراء ما قام به حزب الله في مصر. وشدد أبراموفيتش على أن إسرائيل بصدد إستغلال هذه الأزمة للدفاع عن موقفها الذي يبرر التوجه للخيار العسكري في مواجهة البرنامج النووي الإيراني.
*إضفاء شرعية على حكومة نتنياهو
أما حنان كريستال المعلق السياسي لسلطة البث الإسرائلية التي تسيطر على قناة التلفزة الاولى وشبكة الإذاعة العامة فقد اعتبر أن السجال بين حزب الله ومصر يعتبر فرصة ذهبية لحكومة نتنياهو، حيث أن هذا السجال يصرف الأنظار عن الطابع المتطرف لهذه الحكومة. وفي تعليق بثته الإذاعة العامة ، قال كريستال " منذ أن تشكلت حكومة نتنياهو فقد تصدر جدول الإهتمام العالمي تصريحات وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان المثيرة للسخرية، أما الآن فإن وفي ظل الأزمة بين القاهرة وحزب الله، فإنه بإمكان نتنياهو أن يكسب شرعية لحكومته بعد أن ينجح في خياطة فم ليبرمان "، على حد تعبيره. واعتبر كريستال أنه في حال حافظ وزراء نتنياهو على خط دعائي حذر في المجال السياسي، فإنه سيكون بإمكانه أن ينجح في إقناع الرئيس مبارك خلال لقائه به الشهر القادم أن يلعب دور الوسيط بين الحكومة الجديدة وبقية الدول العربية ".
*على نار هادئة
وإجمعت وسائل الإعلام الإسرائيلية على ضرورة عدم إبداء الحكومة الإسرائيلية إهتماماً زائداً بالأزمة بين حزب الله ومصر حتى لا تظهر إسرائيل كالطرف المستفيد من الأزمة. وقال أوري لئيل مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية سابقاً من الأهمية بمكان أن تحافظ حكومة نتنياهو على الصمت وعدم التدخل الظاهري حتى لا تظهر الحكومة المصرية كما لو كانت تخدم المصالح الإسرائيلية. وفي مقابلة مع الإذاعة العبرية قال لئيل " هناك حاجة للحكمة، فما يحدث يمس الأمن القومي الإسرائيلي ".
*وزراء نتنياهو مرتاحون
رغم الحظر الذي فرضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أعضاء حكومته بعدم الحديث عن الأزمة المتفجرة بين مصر وحزب الله خشية إحراج القاهرة، فإن الوزراء لم يضبطوا أنفسهم وتحدثوا عن المزيد من المكاسب التي تحققها إسرائيل من خلال هذه الأزمة. فقد قال وزير الدولة الجنرال يوسي بيليد، عضو المجلس الوزراي المصغر لشؤون الأمن أنه بالإضافة إلى المكاسب الإستراتيجية الهائلة التي تجنيها إسرائيل من تفجر هذه القضية، فإنه لا يمكن إغفال أن الحملة المصرية تعني أن أنظمة الحكم العربية لا تتردد في تجريم مظاهر دعم الفلسطينيين الذين يرزحون تحت الحصار. وفي مقابلة أجرتها معه الشبكة العامة في الإذاعة باللغة العبرية قال بيليد " الخطوة المصرية تحمل دلالة رمزية هامة جداً، لأنها تقول بوضوح: أن الدولة الأهم والأكبر في العالم العربي لا تحتمل دعم الفلسطينيين في قطاع غزة "، على حد تعبيره. ورجح بيليد أن يسهم السلوك المصري في انخفاض مستوى مظاهر التعاطف مع الفلسطينيين في غزة، ويتيح لإسرائيل هامش مناورة أكبر في مواجهتهم عسكرياً. وأكد بيليد ما أشار إليه معظم المراقبين في إسرائيل من أن تفجر القضية سيحسن من قدرة نتنياهو على تسويق حكومته اليمينية المتطرفة. وأضاف " ليس لدي شك في أن نتنياهو سيجري محادثات الشهر القادم مع الرئيس أوباما في ظروف أفضل، فما كشفت عنه السلطات المصرية سيقنع الأمريكيين بالعودة للتركيز على العدو الحقيقي المتمثل في الإسلام المتطرف ". ووصل بيليد إلى حد القول أن الضغوط الأمريكية الممارسة على نتنياهو للإعلان عن قبوله بحل الدولتين ستنتهي. وأكد بيليد على أن قدرة حماس على تهديد إسرائيل بعد هذه الأزمة ستتقلص إلى حد كبير، معتبراً أن هذه الخطوة قد تكمل ما حاولت إسرائيل تحقيقه خلال الحرب الأخيرة على القطاع.
*فرصة لتغيير قواعد اللعبة
من ناحيته اعتبر وزير المواصلات في الحكومة الإسرائيلية يسرائيل كاتس أن مصر يجب أن تكون فاعلاً رئيسياً في أي خطة لإسقاط حكم حركة حماس في قطاع غزة. واعتبر أن تفجر الأزمة الأخيرة يسمح لإسرائيل بما أسماه بـ " تغيير قواعد الأزمة " من أساسها. وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي قال كاتس " هناك فرصة سانحة أمام إسرائيل لتغيّر قواعد اللعبة في غزة، ولتعمل على تجفيف مستنقع "الإرهاب فيه ". واضاف " لقد أدركت مصر أن مصدر التهديد لأمنها المصري يكمن في التدخل الإيراني وحزب الله وحماس. وأضاف " إذا أرادت إسرائيل إسقاط حُكُم حماس في غزة، فإنه ينبغي عليها أن تتجهز جيدا لتصل إلى هذا الهدف، منوهاً الى أن مصر يجب أن تكون هذه المرة جزءاً من المنظومة التي تحقق هذا الهدف، بسبب الارتباط المصري الفلسطيني في غزة. وأعاد كاتس للأذهان الأهداف الإسرائيلية من أي تحرك ضد قطاع غزة والتي تشمل " وقف إطلاق النار، وقف التهريب، والإفراج عن الجندي جلعاد شاليط ". واضاف " يجب أن نبدأ بعملية الانفصال المدني بين إسرائيل وغزة، ويجب ان نوقف إمدادات البضائع ومستلزمات البنى التحتية، وأن نبني صورا مرتفع بيننا وبين غزة، وان تتولى مصر شؤون قطاع غزة، وأن تفهم أنها إذا حولت التهرّب من المسؤولية في غزة فإن غزة تطاردها".. ودعا كاتس إلى تصفية قادة حركة حماس قائلاً " يجب على إسرائيل أن تغيّر نهجها السياسي مع قطاع غزة، بحيث أن يكون قادة حماس داخل المعادلة ليدفعوا ثمن إطلاق النار على إسرائيل وتهريب السلاح واستمرار أسر شاليط، مطالبا بعدم التفريق بين القيادة السياسية والعسكرية في صفوف حماس ". وفيما يتعلق بحزب الله كاتس أن مخطط حزب الله عمل عدائي من كافة النواحي، وأنه يجب على إسرائيل أن ترد بصورة مناسبة على هذا الأمر، من خلال القيام بحملة إعلامية مناسبة عالمية تطالب بتفكيك حزب الله من كل بناه العسكرية.وأشار إلى أن حسن نصر الله مطلوب للقتل، وقال: "هو لا يظهر علانية في الإعلام، وعلى من يعرفون ماذا يفعلون بشأنه ان يوصلوه إلى مكانه المناسب وهو القبر!