بقلم : ديالا جويحان ... 07.05.2009
تعيش عشيرة الزعاترة والزرعي الواقعة على منطقة خط التماس بالقرب من حاجز زعيم، والقريبة من الطور وبلدة العيساويه، والتي يتكون عدد سكانها نحو 300 نفرا والمكونة من40 عائلة ، تهديد الترحيل من قبل الحكومة الاسرائيليه منذ سنين طويلة، حيث حاصرتها بأسلاك شائكة، وبناء جدار الفصل العنصري، وقطع المياه، والغلاء المعيشي التي تعيشه رغم منع مواطنيها البدو من التنقل للعمل في بلدة ابوديس والعيزرية ومدينة القدس حيث أن عشيرة الزعاتره تشتهر بالثروة الحيوانية" الحلال"، وتفتقد لمناحي الحياة التعليمية والصحية لفصلها عن العالم الخارجي منذ عام 2003 وحتى هذه اللحظة، ، زميلتنا في القدس المحتلة رصدت ما تعانيه عشيرة الزعاترة والزرعي خلال جولة ميدانية نظمتها وحدة شؤون القدس في مكتب الرئاسة الفلسطينية برفقة المحامي أحمد الرويضي وأعضاءها للاطلاع عن كثب ما تتعرض له من سياسية التطهير العرقي.
وقال الشيخ إبراهيم الزرعي مختار عشيرة الزرعي،" إننا نعيش بمنطقة الطور على الخط التماس الواقعة بالقرب من حاجز الزعيم، وبلدة العيسوية منذ عام 1950، ومنفصلين عن بلدة السواحره.حيث أن العشيرة تشتهر بتربية المواشي، وأراضيها التابعة لبيت أيل، وفي عام 1982 تحولت الحياة المعيشية من بيوت الشعر إلى بيوت الحجر، وأول منزل تم اصدار رخصة بناء لعشيرة الزرعي، مؤكدا:" أن هذا الترخيص الذي اثبت صمود عشيرة الزعاتره والزرعي في هذه الأرض، وعدم التخلي عنها.وأشار الزرعي أن سلطات الاحتلال، قامت بمحاصرة العشيرة بأسلاك شائكة، وبناء جدار الضم والتوسع العنصري، وبمصادرة ارض كانت تابعه للمرحوم جميل ناصر محافظ القدس" سابقا"، والتي أصبحت الأرض شارع تمر به السيارات والحافلات.
وقال :" انه في عام 1967 عرب الجهالين منهم من سجل بمجلس محلي العيزرية وحصولهم على هوية ضفة غربية، ومنهم من سجل في مدينة القدس وتم حصولهم على هوية القدس، الا عشيرة الزرعي والزعاتره بقيت تعيش على تصاريح دخول والخروج لا تتعدي أل 50 متراً.وأشار:" أن بلدية الاحتلال منعت عنهم المياه التابعة من البلدية منذ 35 يوما، وأنهم يقومون بنقل المياه عن طريق الحمير والانتهاكات التي يتعرض لها أثناء جلبهم للمياه تعرض أبناءها للضرب من قبل جنود الاحتلال المتمركزون على حاجز حزما.
وتطرق مختار عشيرة الزرعي إلى الاقتحامات الليلية والاستفزازية لعشيرتهم بجنح الظلام، ونشر الذعر والخوف في قلوب أطفالها ونساءها ورجالها وبقاءهم بالعراء أثناء عملية التفتيش المذل الذي تقام داخل المنازل بحجة وجود أسلحة.واوضح المختار ان صفات البداوة عن البدو هو الاستقرار والامان، حيث ان عشيرة الزرعي منذ عام 67لغاية هذه اللحظة لم تتنقل عشيرة الزعاتره، ورغم بقاءها مهددين بالترحيل.وطالب المختار مؤسسات حقوقية وقانونية لدعم بقاء عشيرة الزعاترة المهددة بالترحيل، من الناحية قانونية، ومن الناحية الاقتصادية لتعتاش منه تلك العائلات التي تمنع من التنقل لطلب الرزق.
وبدوره قال الشيخ إبراهيم زعاترة، مدير أوقاف شؤون بالقدس، ان عشيرة الزعاترة رغم المغريات التي تطرح من قبل المحامي الإسرائيلي شلومو ليفر، من ترك الأرض وترحالهم لأراضي اخري بوجود مياه وكهرباء، الا اننا رفضنا هذه المغريات الغير قانونية وبقينا في هذه الارض رغم العراقيل التي تواجه طلابنا الذين ينتقلون للمدارس في بلدة العيزرية والذين يتعرضون لانتهاك اما بالضرب او عدم الرجوع لعشيرتهم وبقاءهم في بلدة العيزرية.
مؤكدا مدير اوقاف شؤون القدس:" إننا شريحة من شرائح المجتمع الفلسطيني ما تتعرض له من حصار ومصادرة للأرض والترحيل نتعرض له ايضا كعرب جهالين في مدينة القدس.وأضاف ان توجه الاحتلال نحو مصادرة الأرض، والمسجد الأقصى، وحي سلوان البستان، وواد قدوم، وحي العباسية، والمجتمع الدولي المساند والداعم للاحتلال الإسرائيلي، ونحن كفلسطينيين عزل بإيماننا بقضيتنا نبقي صامدين ثابتين في هذه الأرض، وان الاحتلال في زوال .
وأضاف ان 23 الف دولار التي اقرت من مجلس الوزراء و للمواطنين الذين عانوا من الجدار والتجمعات المهددة بالمصادرة، حيث صرف الدفع الاولي والثانية على عرب الرشايدة وعرب الكعابنة والمناطق المهددة بالمصادرة ، بالرغم ان عشيرة الزعاتره قدمت لـ إسماعيل ابو خربيش ومقره بأريحا، وزود بالقوائم من قبل شهرين، متسائلا لماذا عشيرة الزعاتره تم استثناءها من المنح لصمود العشيرة في ارضها.وأشار، الا ان الاحتلال منع عملية البناء في المنطقة،ومع ذلك سبق من قام بالبناء بدون ترخيص هدمته سلطات الاحتلال، والغرامات الباهظة التي تفرض على المواطن.وطالب من مكتب الرئاسة الفلسطينية ووحدة شؤون القدس من التحرك الجاد اتجاه قضية عشيرة الزعاتره والعمل على تعزيز صمودها.
بدوره استمع المحامي احمد الرويضي رئيس وحدة القدس في مكتب الرئاسة الفلسطينية لما يتعرض له عشيرة الزعاتره والزرعي، ونقل رسالة ة الرئيس الفلسطيني ، رئيس الديوان دكتور رفيق الحسيني، بعد أن اطلعوا على معاناة العشيرة والحياة المعيشية الصعبة التي تتعرض لها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فطالبت الرئاسة الفلسطينية بمعرفة الاحتياجات القانونية والاقتصادية التي تطالب بها عشيرة الزعاترة والزرعي لتقديمها لهم، لأنهم يعيشون على خط التماس لمنطقة الطور والعيساوية، ولتقديم المساعدات العينية والنقدية للحفاظ على وجودها وعروبتها في الأرض المقدسة. وقال أن ما خطط في تلك المناطق المهددة بالمصادرة هي جزء من المخطط الصهيوني الخطير والأكبر في هذه المنطقة خاصة وفي قلب مدينة القدس ومحيطها عامة .وأضاف أن الاحتلال يسعي بتقليل عدد كبير من السكان العرب وإحلال مكانهم أعداد كبيره من اليهود في هذه المدينة المقدسة.وقال:" انه في الأيام القادمة سوف يقوم بجولات ميدانية للقناصل والسفراء والمؤسسات المقدسية في ديارعشيرة الزعاترة والزرعي للنظر عن كثب للمعاناة التي تعيشها العائلات المحاصرة من جميع الجهات، والعمل على تسليط الضوء على عشائر عرب الجهالين المهددين بالطرد.