يتحضر الفلسطينيون لـ «يوم غضب جديد» مع بداية الأسبوع الثالث لانتفاضتهم ضد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال.ومن المقرر أن تنطلق من كافة المناطق الفلسطينية مسيرات غاضبة تجاه مناطق التماس مع الاحتلال، على غرار أيام الجمع الماضية، التي شهدت مواجهات حامية أدت إلى استشهاد 11 فلسطينيا، في الوقت الذي تواصلت فيه المطالبات الفصائلية باستمرار المواجهات وتصعيد الانتفاضة، وبضرورة اتخاذ مواقف عربية وإسلامية سياسية ضد سياسات الاحتلال.وفي غزة تواصلت المواجهات بين جموع من الشبان الفلسطينيين الذين وصلوا إلى عدة مناطق تماس حدودية شرق قطاع غزة، وجنود الاحتلال الإسرائيلي.كعادة الأيام الماضية رشق الشبان الغاضبون جنود الاحتلال بالحجارة، بعد أن وصلوا إلى مناطق قريبة من الجنود المتمركزين في ثكنات عسكرية.وأسفرت مواجهات يوم أمس عن وقوع إصابات في صفوف المتظاهرين، الذين تعرضوا لإطلاق نار ورصاص مطاطي وقنابل مسيلة للدموع من قبل قوات الاحتلال.ولا تزال الكثير من الأعلام الفلسطينية ترفرف فوق السياج الفاصل الذي تقيمه إسرائيل على طول حدود غزة، بعد أن تمكن عدد من الشبان من غرس العلم في أيام سابقة، شهدت مواجهات كبيرة في تلك المناطق.ويتحضر الشبان للنزول بأعداد أكبر، ضمن المواجهات التي تشتد كل يوم جمعة.وكانت قيادة القوى والفصائل الفلسطينية، قد دعت الى «يوم غضب شعبي» اليوم الجمعة، في كل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الوطن واللجوء والشتات والعواصم العربية والإسلامية وعواصم العالم، وعلى مناطق التماس والاستيطان والحواجز.وأسفرت مواجهات الجمعة الماضية عن استشهاد أربعة شبان اثنان من الضفة الغربية والقدس واثنان من غزة، بينهم الشاب المقعد إبراهيم أبو ثريا، في حين أصيب أكثر من 300 متظاهر بجراح.وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة اسامة النجار، ان المواجهات مع قوات الاحتلال التي اندلعت عقب قرارات ترامب في السادس من ديسمبر/ كانون الأول الحالي، أدت الى استشهاد 11 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 3300 في كافة مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة. وأوضح في حديث لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية، أن من ضمن الإصابات 400 بالرصاص الحي بينهم 6 اصابات ما زالت في العناية المكثفة في «وضع خطر». وفي سياق اعتداءاتها على قطاع غزة، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، اثنين من الصيادين من بحر شمال القطاع، بعد أن اعترضت زوارق حربية إسرائيلية قاربهما.إلى ذلك نظم العشرات من ذوي الإعاقة في قطاع غزة، وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة في مدينة غزة، تنديدا بحادثة قتل جنود الاحتلال للشاب المقعد إبراهيم أبو ثريا، الجمعة الماضية، خلال مشاركته في تظاهرات على حدود غزة، رغم تنقله هناك بـ «كرسي متحرك». وحمل المشاركون الذين قدموا على كراس متحركة لافتات كتب عليها «حماية الأشخاص ذوي الإعاقة واجب دولي»، وحمل أحد المشاركين صورة لأبو ثريا، قبل استشهاده عند الحدود، وهو يحمل علما فلسطينيا، ويجلس على مقعده المتحرك.وقال وائل أبو رزق، المسؤول في إحدى المؤسسات التي ترعى المعاقين في قطاع غزة، إن التظاهرة تحمل «رسالة احتجاج» للأمم المتحدة، تؤكد رفض ذوي الاحتياجات الخاصة لـ «عملية الاستهداف المتعمد» التي تعرض لها إبراهيم أبو ثريا، خاصة وأنه استهدف من قبل الاحتلال رغم معرفة الجنود أنه كان مقعدا، وطالب الأمم المتحدة بتوفير الحماية الكاملة لذوي الاحتجاجات الخاصة وقت الحرب ووقت السلم.وقال أحد أصدقاء الشهيد أبو ثريا، إنه عندما استشهد خلال المواجهات الشعبية يوم الجمعة الماضي «أسقط عذر المقاومة والتصدي للاحتلال عن الجميع»، وشدد على ضرورة توفير حماية لذوي الحالات الخاصة.وذكر المركز الوطني للتأهيل المجتمعي، الذي نظم الفعالية، أن الاحتلال استهدف ما يقارب 800 شخص من ذوي الإعاقة، منذ عام 2000.إلى ذلك ثمنت حركة حماس، قرار حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب أفريقيا، والقاضي بتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي لجنوب أفريقيا لدى إسرائيل من سفارة إلى مكتب اتصال.وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم في تصريح صحافي «الحركة تعد هذا القرار خطوة مهمة على طريق عزل هذا الكيان وفضح جرائمه وسياساته العنصرية المتطرفة ونزع الشرعية عنه».وأشاد بحزب المؤتمر الوطني الأفريقي وقياداته وكل الحراكات الإقليمية والدولية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني والداعمة لعدالة قضيته، مطالبا بمزيد من هذه الإجراءات والخطوات سواء من الأحزاب أو الدول أو المؤسسات في «مواجهة السياسات الأمريكية والإسرائيلية الظالمة بحق شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته، إلى أن تصل إلى قطع العلاقة بالكامل».وفي السياق أكد الشيح نافذ عزام، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، على ضرورة «تصاعد الانتفاضة والحِراك الشعبي» على المستوى الفلسطيني والعربي والإسلامي، لمواجهة وإسقاط قرار ترامب. وقال في تصريحٍ لوكالة «فلسطين اليوم» التابعة لحركة الجهاد، إن إسقاط قرار ترامب الذي وصفه بـ «الخطير» يتطلب جملة من الإجراءات على جميع المستوى الفلسطيني والعربي والإسلامي، مؤكدا أن أولها يكون من خلال «الاستمرار في الانتفاضة والحراك المتعاظم، ودعم الانتفاضة، التي تعبر عن تمسك شعبنا بثوابته».وأشار إلى أن الانتفاضة أحيت العلاقة بين القضية الفلسطينية والعرب والمسلمين والأنصار والمتعاطفين مع فلسطين، وأعادتها لصدارة المشهد الدولي والعربي والإسلامي.وأوضح عزام أن المطلوب على المستوى الفلسطيني لإسقاط القرار «ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي». وطالب في الوقت ذاته الأمة العربية والإسلامية بـ»الاستمرار في الحراك ودعم القدس بكل السبل»، إضافة لاتخاذ «قرارات حازمة» من قبل الحكومات العربية والإسلامية ضد الولايات المتحدة و»إسرائيل».وشدد على أن قرار ترامب «يمثل إهانة لكل عربي»، مؤكدا على أن المطلوب «موقف جاد وسريع» من كل الشعوب والدول العربية والإسلامية، وصولاً لإسقاط القرار.واعتبر في الوقت ذاته أن الخطوات التي قامت بها السلطة بعد قرار ترامب «غير كافية»، مضيفا «يجب أن تكون هناك فعالية أكثر لمواقف السلطة، وعليها أن تكون أكثر حزما، خاصةً فيما يتعلق باتفاقية أوسلو، والتنسيق الأمني مع إسرائيل، وبالعلاقة مع الولايات المتحدة»!!
غزة : التظاهرات تتواصل على الحدود وتحضيرات قوية لـ «جمعة الغضب الثالثة..حصيلة المواجهات منذ قرارات ترامب 11 شهيدا و3300 مصاب!!
22.12.2017