أحدث الأخبار
الخميس 28 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47742
رام الله..فلسطين : احمد سعدات يرفض فكرة الافراج عنه في صفقة ناتجة عن مفاوضات!!
31.03.2014

قالت عبلة سعدات زوجة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات "إن زوجها يرفض فكرة الإفراج عنه في صفقة للأسرى ناتجة عن مفاوضات مشروطة مع الاحتلال الصهيوني".وأوضحت "أم غسان" في حوار مع "المركز الفلسطيني للإعلام" أنَّ زوجها قال لها في آخر زيارة له في سجن "جلبوع" الصهيوني: "لا يمكن أن أخرج بمفاوضات مشروطة".وأضاف "لا أقبل أن يكون ثمن حريتي عدة أمتار من أرض فلسطين التي ناضلنا من أجلها واعتقلنا من أجلها، أو لأجل تمديد عمليات الاستيطان، أنا أرفض أن أكون حرّاً مقابل بناء عدة كيلو مترات من المستوطنات أو حتى بناء بيت واحد للمستوطنين الصهاينة".وأضافت "أنَّ حديث زوجها جاء بعد تأكيد وزير الأسرى في حكومة رام الله عيسى قراقع في مؤتمر تضامني مع الأسرى أن تمديد المفاوضات يمكن أن يكون رهنا بإطلاق سراح مروان البرغوثي وأحمد سعدات وبقية البرلمانيين والأسرى المرضى".وقالت معقبة على موقف زوجها المبدئي: "أنا أعرف أحمد قبل أن أتزوجه وأعرف حياته، ولذلك قبلته وعشت معه لحظات صعبة جدا كان من الممكن أن نفقده فيها، ولذلك لن أؤثِّر على موقفه هذا، بل على العكس من ذلك سأدعمه، لأن ذلك هو الموقف الصحيح الذي يجب على جميع الأسرى أن يقتفوه".وتابعت: "هذه الأرض استشهد من أجلها أناس كثر، ودفع الكثيرون من أعمارهم في سبيل تراب فلسطين، لذلك لا يمكن أن نضحي بهذه الأرض من أجل سنوات يعيشها الشخص خارج السجن".وأشارت "أم غسان" إلى أن سعدات يعتبر أن وجوده في السجن استكمال لمسيرة العمل النضالي خارج أسواره.من جهة أخرى، أدانت زوجة سعدات تصاعد حملات الاعتقال السياسي ضد مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية، وطالبت السلطة الفلسطينية بالتكاتف مع أبناء شعبها الفلسطيني وألا تبتعد عن الجوهر الرئيسي للقضية الفلسطينية.واعتبرت الاعتقال السياسي إسنادا ودعما للاحتلال الصهيوني، وخاصة أن المعتقلين لدى السلطة يعتقلون لدى الاحتلال، ويجدون الملفات جاهزة لديه، وهذا يُعتبر عمالة وإسناد للمحتل، فالاحتلال مستريح وتصله المعلومات جاهزة، فما عجز عنه الاحتلال أنجزته السلطة الفلسطينية للأسف".وأضافت أنّ "عائلة سعدات اكتوت بنار الاعتقال السياسي، حيث تعرض زوجي للاعتقال السياسي أربع مرات قبل الاعتقال الأخير الذي أمضى فيه أربع سنوات منذ بدء اتفاق أوسلو وحتى عام 2000م".وعن موقف سعدات من المفاوضات الجارية حاليا بين الاحتلال وقيادة السلطة، قالت أم غسان إنّ زوجها ضد هذه المفاوضات جملة وتفصيلا منذ اتفاق أوسلو وحتى اليوم، وهو ليس موقفا فرديا، ولكنه موقف جماعي من قبل الجبهة الشعبية".وأوضحت نقلا عن زوجها أنّ "هذا النهج هو نهج عبثيّ وإضاعة للأرض والقضية الفلسطينية"، لافتة إلى أن رأي زوجها كان أنه بعد حصول فلسطين على عضوية الأمم المتحدة يجب على رئيس السلطة التوجه للمؤسسات الدولية، وألا تبقى القضية الفلسطينية حكرا بيد الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية التي هي عدو للشعب الفلسطيني".ونوهت إلى أن "موقف سعدات من المفاوضات في حقيقة الأمر هو موقف الشعب الفلسطيني وموقف الفصائل الفلسطينية، فالمفاوضات ستار لـ"إسرائيل" لكي تتمادى ضد الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".وحول كيفية مرور الأعوام الطويلة على اعتقال أحمد سعدات وعدم التواصل معه بشكل دائم قالت أم غسان: "كانت المرحلة طويلة كثيرا بأحداثها ومجرياتها، 12 عاما، 4 لدى السلطى و 8 لدى الاحتلال.وزادت "خلال اعتقاله لدى السلطة كان بيننا اتصالات مستمرة، وكان يرى الأولاد ويتواصل معهم بشكل مستمر ويتابع نموهم، ولكن في الثمانية سنوات الأخيرة كانت صعبة للغاية، فمنها ثلاث سنوات في العزل الانفرادي، حيث لم يكن يتواصل فيه مع أي انسان إلا عن طريق محاميه".وأوضحت سعدات أن تلك الفترة كانت من أقسى فترات اعتقاله، ولكن بعد انتهاء العزل وبعد الإضراب وفك عزل الأسرى كانت هي الوحيدة التي تزوره بسبب حملها للهوية المقدسية إضافة إلى نجلهم غسان وهو الوحيد من بين إخوته المسموح له بزيارته، حيث لم يزره أيّ أحد منهم منذ ثمانية أعوام".وتسرد أم غسان قصص الحياة الصعبة خلال فترة غياب زوجها قائلة: "كانت الحياة صعبة جدا بعدم وجود أبو غسان حيث حدثت الكثير من الأحداث التي كنا فعلا بحاجة فيها له، فمثلا كان أبنائي في الجامعة وتخرجوا من الجامعة ولم يكن والدهم متواجدا معهم، ونجلي "يسار" كان في المدرسة وأنهى دراسته، وكما تعلم في مثل هذه الفعاليات يحتاج الأبناء والأهل لوالدهم لكي يكون معهم".وكانت أهم الحوادث التي مرّت على العائلة خلال زواج غسان وشقيقته إباء، حيث لم يحضر والدهم الأعراس، وقالت الأم إن أقسى هذه التجارب كانت ابنها البكر غسان، إذ إنه الابن الأكبر، فكانت التجربة صعبة جدا.وأكملت "كنت وحدي خلال تلك الفترة، وأما عائلة زوجي فكانت صغيرة وجميعها موجودة في الأردن، فشقيقه قد استشهد على يد الاحتلال، ووالده ووالدته توفيا أيضا، ولا يوجد أي شخص من عائلته في فلسطين".لكن أم غسان تقول إنها تُسلي نفسها، وتقول: "أؤمن أننا وجميع عائلات الأسرى الفلسطينيين نعيش في نفس الظروف، وهذا مما قد يخفف الألم قليلا، أننا لسنا الوحيدين الذين يعانون ويعايشون هذه التجربة".وحول أهم الرسائل التي يرسلها سعدات من سجنه، قالت أم غسان: إن "أكثر ما يُنغص عليه في سجنه هو الحالة العامة للقضية الفلسطينية وخصوصا الانقسام الفلسطيني".وأضافت: "هو يؤكد دوما في أية رسالة يخرجها ويوجهها من داخل سجنه أن الوحدة الفلسطينية هي الخيار لمواجهة المحتل الصهيوني وأساس لانتصار الشعب الفلسطيني".وكما كان يوصي دائما بالانتصار لقضية الأسرى من خلال تفعيل الحملات لشرح معاناة الأسرى وقضاياهم وكيفية اتباع أساليب للنضال لجعلها قضية دولية كحق عام، ويركز على المرضى والأطفال منهم".واستكملت سعدات حديثها عن زوجها قائلة إن: "أبا غسان يحمل الأمل دوما في صدره، فهو يقول إن الشعوب دوما تنبثق منها الحريات والثورات، وبأن وجوده في السجن هو استكمال لمسيرة العمل النضالي خارج أسواره".وزادت أن "أحمد سعدات يطّبق النضال المستمر داخل السجن من خلال ترتيب أوضاع المعتقلين وتوعيتهم وتجذير وتقوية مواقف الأسرى الداخلية، لذلك يدرك الاحتلال هذه المسألة، ويقوم بشكل مستمر بنقله لمختلف السجون خلال أشهر قليلة".وأضافت أنَّ الأسرى المحررين من جميع التنظيمات الفلسطينية يتحدثون بشكل دائم عن شخصه ودوره الوطني والنضالي، إضافة إلى تشكيله للنموذج النضالي داخل السجن.وضربت سعدات مثلا على الصعيد الشخصي لزوجها حيث قالت: "لا يوجد له أي طلبات من الأموال لشراء الأغراض من السجن، وحتى على صعيد المرض أيضا فهو يدعو المعتقلين دوما للمحافظة على صحتهم حتى لا يحتاجوا الذهاب لعيادة العدو الصهيوني".وفي ختام اللقاء، وجهت سعدات رسالتها للشعب الفلسطيني بألا يصمت على ما يحصل على الأرض، فالواقع يقول بأن الاحتلال ما زال على الأرض، ويزيد من هجمته علينا.وقالت: "من المفروض أن يصحوَ الشعب من سباته العميق، ويعود للمقاومة لأنها الخيار الوحيد الذي سيُعيد كرامتنا وحريتنا وأسرانا وأرضنا"!!

1