حملت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” اليوم الأربعاء، الاحتلال الإسرائيلي مسئولية التداعيات “الخطيرة” الناتجة عن استمرار حصارها لقطاع غزة، عقب وفاة ثلاثة أطفال فلسطينيين حرقا.وقالت الحركة في بيان صحافي إن حادثة وفاة الأطفال الثلاثة الليلة الماضية داخل منزلهم في حريق نتج عن إضاءة الشموع بدلا عن انقطاع التيار الكهربائي “تأتي ضمن الأزمات الإنسانية الكبيرة التي سببها الحصار الإسرائيلي لأهالي القطاع”.وأضافت الحركة “أمام هذه الفاجعة تتضاعف المسؤوليات أمام الجهات والمؤسسات الدولية للضغط على الاحتلال لرفع حصاره الظالم عن قطاع غزة” المفروض منذ 13 عاما.يأتي ذلك فيما أعلنت شركة توزيع الكهرباء في غزة عن عودة نظام وصل التيار 8 ساعات مقابل 8 قطع، عقب تشغيل محطة التوليد الوحيدة وإدخال الوقود المخصص لها أمس. وبينما كانت النسوة من حول جدة الأطفال يحاولن إنعاشها بعد أن أغمي عليها، كانت صيحات الغضب تتردد في أرجاء المكان خلال التشييع الذي علت فيه أصوات أطفال العائلة على أصوات المشيعين، وهم يجشهون بالبكاء على فقدان الاطفال الأشقاء "يوسف (5 أعوام)، ومحمود (عامان ونصف)، والرضيع محمد (عام ونصف)".وقال عم الأطفال الثلاثة بكلمات عامية وسط حالة من الحزن والدموع التي لا تتوقف: "لقينا أولادنا جنب بعض مثل السكن، مفحمين".وأضاف: "اللي صار كله ظلم، هذه مأساة سنعيشها لسنوات، ويمكن أن تتكرر مع عائلات أُخرى مثل ما صار في السنوات الماضية، وكل السبب انقطاع الكهرباء".وأشار إلى أن الجيران اتصلوا بجهاز الدفاع المدني، إلا أنهم وصلوا متأخرين لنحو 45 دقيقة، مشيراً إلى أن الإسعاف وصل في 15 دقيقة وانتشال الجثامين ونقلها إلى مستشفى شهداء الأقصى.وكان جهاز الدفاع المدني أكد وصول طواقمه سريعاً، إلا أن النيران كانت قد التهمت الغرفة التي كان بها الأطفال، مشيراً إلى أن التحقيقات ما زالت جارية حول أسباب الحريق.وحمّلت فصائل فلسطينية الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي المسؤولية عن الفاجعة بسبب الحصار المشدد على قطاع غزة منذ 14 عامًا.هذه ليست المرة الأولى التي يفقد بها قطاع غزة عدداً من الأطفال نتيجة حرائق مماثلة بفعل أزمة الكهرباء، حيث توفي ما لا يقل عن 11 طفلًا في السنوات الأخيرة بحوادث مماثلة.وبحسب إحصائية لمركز الميزان لحقوق الإنسان، فإن عدد ضحايا انقطاع الكهرباء ارتفع إلى (35) مواطنًا من بينهم (28) طفلاً و(6) سيدات، وإصابة (36) آخرين بحروق متفاوتة ، من بينهم (20) طفلاً، وجمعيهم كنتيجة مباشرة لأزمة انقطاع التيار الكهربائي.ويعاني قطاع غزة من أزمة خانقة في الكهرباء بفعل منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الوقود لمحطة الكهرباء الوحيدة للقطاع، من حين إلى آخر، حيث وصلت إلى ذروتها في الأُسبوعين الأخيرين وكادت تصل إلى ساعتين ونصف الساعة من بين كل 20 ساعة، ما أثر على حياة السكان من كافة النواحي، وضاعف من معاناتهم انتشار فيروس كورونا.وكانت محطة التوليد توقفت لمدة أسبوعين بسبب إغلاق إسرائيل معبر كرم أبو سالم التجاري مع قطاع غزة ووقف إدخال الوقود اللازم لتشغيل المحطة ما فاقم العجز في الكهرباء في القطاع لأكثر من 75%.وسمحت إسرائيل أمس بإعادة فتح معبر كرم أبو سالم التجاري مع قطاع غزة واستئناف ضخ الوقود لمحطة توليد الكهرباء بموجب تفاهمات للتهدئة مع حركة حماس بوساطة قطرية.
شُيّعوا في جنازة غاضبة..حماس تحمل الاحتلال مسؤولية وفاة 3 أطفال حرقا في غزة!!
02.09.2020