أحدث الأخبار
الجمعة 07 تشرين ثاني/نوفمبر 2025
1 2 3 48313
الشهيدة هنية حنون.. فلسطينية سبعينية قتلها الاحتلال في الضفة الغربية!!
07.11.2025

**كتب جهاد بركات...فجر اليوم، استشهدت السبعينية الفلسطينية هنية حنون وهي تدافع عن حفيدها محمد الذي اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلية، من منزلها ببلدة المزرعة الغربية الواقعة شمال غربي محافظة رام الله بالضفة الغربية المحتلة. فقد اعتدى عناصر من تلك القوات على المرأة المسنّة، التي تُعرَف بلقب أم عماد، عندما حاولت منعهم من اقتياد حفيدها، علماً أنّ الشاب البالغ من العمر 22 عاماً كان قد اعتاد أن يبيت مع ابن عمّه محمود لديها ليؤنسا وحشتها ليلاً.في خلال 73 عاماً من حياتها، خبرت هنية حنون الاحتلال واعتداءاته؛ فثلاثة من أبنائها الناشطين في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحركة فتح اعتقلوا مرّات عديدة في سجون الاحتلال، وعانت بسبب بعدهم عنها وكذلك في خلال رحلات مليئة بالعذاب كانت تخوضها لزيارتهم. بعد ذلك، عايشت هنية حنون كذلك آلام أسر اثنَبن من أحفادها، علماً أنّ أحدهما لم يكن يتجاوز 14 عاماً عندما اعتُقل أكثر من مرّة، بالتزامن مع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة. أمّا الآخر، محمد عباس حنون، فقد اعتقلته قوات الاحتلال فجر اليوم الخميس، الأمر الذي جعلها تواجه عناصرها، إذ لم تحتمل أن يُضرب محمد ولا ابن عمه محمود إياد حنون في بيتها وأمام ناظريها.وفي التفاصيل، اقتحمت قوات الاحتلال، عند الساعة الخامسة فجراً، منزل المرأة السبعينية في المزرعة الغربية، بطريقة "عنيفة" بحسب وصف قريبها الناشط خالد حنون، وقد ترافق ذلك مع تخريب محتويات المنزل وضرب حفيديها الشابَين. ويروي قريب هنية حنون لـ"العربي الجديد" أنّ "الشهيدة أرادت، كما الحال مع أيّ أمّ أو جدّة فلسطينية، أن تحمي حفيدها. فعمد عناصر قوات الاحتلال إلى إدخالها إلى إحدى الغرف ودفعوها في اتّجاه السرير، ليسقط عليها عدد من الألحفة، الأمر الذي أدّى إلى توقّف قلبها.ويشير ابنها نصر حنون بحديث لـ"العربي الجديد" إلى أنّ والدته تعاني من مشكلات في القلب، وهي تتلقّى علاجاً لذلك، لكنّ قوات الاحتلال منعت حفيدها محمود من إعطائها الدواء. فقد لازم أحد عناصر القوات الإسرائيلية هنية حنون في الغرفة، ومنع محمود من الدخول. وحين سمح له بذلك، وجدها وقد استشهدت.يُذكر أنّ فصول المأساة لم تنتهِ هنا، إذ توجّهت القوات الإسرائيلية إلى منزل حفيدها محمد بعد اعتقاله، واعتدى عناصرها بالضرب على والدته وشقيقتَيه، ما أدّى إلى كسر في يد شقيقته سارة البالغة من العمر 16 عاماً، وقد نُقلت إلى المستشفى على أثر ذلك.لم يكن هذا الاعتداء الإسرائيلي الذي أردى هنية حنون شهيدةً الأوّل الذي تتعرّض له على يد الاحتلال، إنّما الأخير. ويخبر ابنها ناصر "العربي الجديد" عن الاعتداء الأوّل، الذي حدث في خلال الانتفاضة الأولى، انتفاضة الحجارة التي انطلقت في عام 1987، قد أُصيبت عندما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص على شقيقه عباس؛ والد محمد الذي اعتُقل اليوم.
ويؤكد كلّ من يعرف هنية حنون أنّها عايشت جيلَين من المناضلين؛ أبناءها وأحفادها، قبل أن تستشهد بفعل عنف الاحتلال الذي تتّسم به الاقتحامات اليومية التي تنفّذها قواته في الضفة الغربية المحتلة. وظهر اليوم، شيّعتها بلدتها المزرعة الغربية في جنازة مهيبة، بوصفها واحدة من المناضلات الفلسطينيات؛ هي عُرفت بأنّها امرأة مكافحة وقد ربّت مناضلين.ويلفت ابنها البكر عماد حنون بحديثه لـ"العربي الجديد" إلى أنّ العائلة تريد توجيه رسالة إلى العالم كلّه، لكنّه يشكّ بمدى الاستجابة. ويقول: "رسائل كثيرة أُرسلت من قبل، ووصلت ثمّ أُهملت". يضيف أنّ "مصير الاحتلال بالنسبة إلى الفلسطينيين معروف؛ هو إلى زوال"، لكنّهم يطالبون الهيئات الدولية بالتحرّك دفاعاً عن النساء والأطفال.يضيف ابن هنية حنون البكر أنّ "جيش الاحتلال يدّعي أنّه مؤسسة عسكرية، وأنّ ثمّة تدريبات في المعسكرات، لكنّ عناصره تنفّذ ما تدرّبت عليه على الآمنين في منازلهم". ويتابع عماد: "في كلّ دول العالم، ثمّة قواعد للاعتقال، لكنّ هؤلاء (عناصر الاحتلال) ليست لديهم لا قواعد ولا رحمة، وهم على استعداد لإطلاق النار على أيّ شخص".ولا يخفي عماد أنّ العائلة تتخوّف على مصير محمد، ابن شقيقه عباس، إذ هو تعرّض لضرب مبرح، وقد نُقل وهو مصاب، من دون أن تعرف العائلة مصيره ولا إلى أيّ وجهة أُخذ ولا حقيقة وضعه الصحي.
المصدر :العربي الجديد

1