يصادف اليوم الإثنين، الذكرى الـ20 للانتفاضة الثانية، ففي مثل هذا اليوم 28 أيلول/سبتمبر قبل عشرين عاما، اندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، عقب اقتحام رئيس المعارضة الإسرائيلية حينها أريئيل شارون، ساحات المسجد الأقصى تحت حماية نحو ألفين من الجنود والقوات الخاصة، وبموافقة من رئيس الحكومة في حينه إيهود براك، فوقعت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال وتتزامن الذكرى الـ20 للانتفاضة الفلسطينية، مع التحالف الإسرائيلي الإماراتي البحرين، ودفع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، العديد من الدول العربية والإسلامية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، ومحاصرة القيادات الفلسطينية، سعيا منه لفرض وقائع على الأرض بعد عدم نجاح إدارة ترامب تنفيذ خطة "صفقة القرن" الهادفة لتصفية الحقوق الفلسطينية.ورغم التحديات والأوضاع الصعبة التي تعصف بالقضية الفلسطينية، إلا أن الشعب الفلسطيني لا يزال يواصل بكافة الأشكال والأدوات المختلفة، التصدي لاعتداءات الاحتلال والمستوطنين، ومواجهة الحصار على قطاع غزة، ومواصلة معركة الوجود في الأغوار الشمالية، والدفاع عن المقدسات والأقصى والقدس، التي تشكل قلب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.اندلعت شرارة الانتفاضة الثانية قبل ظهر يوم 28 أيلول/ سبتمبر 2000، حيث اندلعت مواجهات بين المصلين وشرطة الاحتلال في ساحات الحرم، استشهد على إثرها سبعة مواطنين وجرح 250 آخرون، كما أُصيب 13 شرطيا من قوات الاحتلال.وشهدت مدينة القدس مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة العشرات، وسرعان ما امتدت إلى جميع المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني، وسميت بانتفاضة "القدس والأقصى".وفي اليوم الثاني لاقتحام شارون للأقصى واندلاع مواجهات بالقدس والضفة، اندلعت صباح في 29 أيلول/سبتمبر 2000 شرارة الانتفاضة في بلدات الداخل الفلسطيني التي استمرت على مدار عدة أيام، حيث استشهد خلالها 13 شابا برصاص الشرطة الإسرائيلية، وأصيب المئات بجروح متفاوتة، فيما تم اعتقال مئات الشبان وتقديمهم للمحاكمة.وفي 30 أيلول/سبتمبر 2000، تحول الطفل محمد الدرة رمزا للانتفاضة الثانية، فبعد يومين من اقتحام المسجد الأقصى، أظهر شريط فيديو التقطه مراسل قناة تلفزيونية فرنسية، مشاهد إعدام للطفل 11 عاما الذي كان يحتمي إلى جوار أبيه ببرميل إسمنتي في شارع صلاح الدين جنوبي مدينة غزة.وأثار إعدام جيش الاحتلال للطفل الدرة مشاعر غضب الفلسطينيين في كل مكان، وهو ما دفعهم إلى الخروج في مظاهرات غاضبة ومواجهة جيش الاحتلال، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات منهم.وشكلت الانتفاضة الثانية أحد أبرز محطات النضال الشعبي الفلسطيني، التي شهدت جرائم إسرائيلية كبيرة ومتتالية، راح ضحيتها أطفالا ونساء ورجال.ووفقا لإحصائيات فلسطينية رسمية، أسفرت انتفاضة الثانية عن استشهاد 4412 فلسطينيا إضافة لـ48322 جريحا، بينما قتل 1069 إسرائيليا وجرح 4500 آخرون حسب بيانات رسمية إسرائيلية.وتميزت الانتفاضة الثانية بكثرة المواجهات المسلحة، وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، وما شهدته من تطوير في أدائها وقوتها.وخلال هذه الانتفاضة، أقدمت إسرائيل على اغتيال أكبر عدد من قيادات سياسية وعسكرية فلسطينية، بنيها الرئيس ياسر عرفات، ومؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، والأمين العام للجبهة الشعبية أبو علي مصطفى وآخرين.ورغم توقف انتفاضة الأقصى في 8 شباط/ فبراير 2005 بعد اتفاق هدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بقمة "شرم الشيخ" المصرية، إلا أنها لم تتوقف على أرض الواقع فورًا.
20 عاما على انتفاضة الاقصى: العودة لجوهر الصراع!!
28.09.2020