أحدث الأخبار
الثلاثاء 26 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47738
مأساة الأسرى الفلسطينيين تتزايد.. برد الشتاء والأمراض الخطيرة تنهش أجسادهم والسجان الإسرائيلي يصم الآذان ويمنع العلاج!!
17.12.2020

تتزايد في هذه الأوقات مأساة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بسبب الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة، والتي تشمل اقتحامات غرف الأسرى، والاعتداء عليهم، علاوة عن اتباع سياسة “الإهمال الطبي” بهدف قتلهم، وتعذيب أجساد من يعانون من أمراض خطيرة. وفي هذا السياق، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن هناك تزايدا في وتيرة الاقتحامات الهمجية التي يتعرض لها الأسرى من قبل قوات القمع، لا سيما أسرى معتقل “نفحة” القابعين بقسم 10، الذين تعرضوا خلال الأيام الماضية لاستهداف غير مسبوق طال عدة غرف في القسم. وأوضحت الهيئة في بيان صحافي، أنه خلال الأسبوع المنصرم، اقتحمت ثلاث وحدات قمعية متخصصة غرف الأسرى بقسم (10) بمعتقل نفحة، واعتدت على الأسرى بالضرب بشكل تعسفي ونكلت بهم، كما قامت بعزلهم عن العالم الخارجي لعدة أيام، لافتة إلى أن عمليات الاقتحام تمت من دون أي مبرر يستدعي لذلك، وأن وحدات القمع تعمدت خلال حملة التفتيشات التي نفذتها استفزاز وابتزاز الأسرى بشكل مقصود، وعبثت بمقتنياتهم وقلبتها رأساً على عقب. وأعربت الهيئة عن قلقها من استمرار الهجمة الشرسة والعنصرية التي تنفذها وحدات القمع الإسرائيلية بحق الأسرى في مختلف السجون، والتي تعبر عن مدى الحقد والكراهية والتطرف الإسرائيلي تجاه قضية المعتقلين الفلسطينيين. كما لا تزال معاناة المرضى من الأسرى، في فصل الشتاء، بسبب شح الملابس الشتوية والأغطية وعدم توفر وسائل التدفئة، خاصة في السجون الصحراوية، كما يعاني المرضى منهم بشكل كبير، خاصة المصابين بأمراض خطيرة كالسرطان، ومن يحتاجون إلى عمليات جراحية عاجلة، بسبب مماطلة الاحتلال في تحويلهم لمراكز العلاج المختصة، وحرمانهم بشكل متعمد من العلاج، علاوة عن مأساة الأسرى الذين يعانون من فيروس “كورونا”. وقد أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، الأربعاء، عن إصابة الأسير أحمد أبو سرية من مخيم جنين، بفيروس “كورونا”، وقد اعتقل هذا الأسير قبل مطلع الشهر الجاري، ويقبع في مركز توقيف “حوارة”، لافتة إلى أنه بهذه الإصابة يرتفع العدد الإجمالي للأسرى المصابين بالفيروس إلى 138 أسيرا، يقبعون في عدة سجون ومراكز توقيف الاحتلال. كذلك قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن إدارة سجون الاحتلال بما فيها إدارة معتقل “النقب” تواصل سياستها بانتهاك الأسرى والمعتقلين طبياً، خاصة ممن يعانون من أمراض مزمنة، حيث تتعمد استهدافهم بتجاهل أمراضهم وعدم التعامل معها بشكل جدي، كما أنها تتقاعس عن تقديم العلاج اللازم لهم، وتستبدل ذلك بإعطائهم حبوبا مسكنة ومهدئة للألم فقط. ورصدت الهيئة في تقرير أعدته بهذا الخصوص، عدداً من الحالات المرضية القابعة حالياً داخل معتقل “النقب” الصحراوي، ومن بين الحالات: حالة الأسير شرحبيل أبو ذريع (49 عاماً) من بلدة العيزرية شرق القدس، والذي يشتكي من عدة أمراض مزمنة ووضعه الصحي سيئ للغاية، حيث يعاني من ضعف بعضلة القلب، كما عرضت حالة الأسير إسلام صلاح (32 عاماً) من بلدة الخضر في بيت لحم، الذي يعاني من تلف في شبكية العين والقرنية، وبالكاد يستطيع أن يرى، ومؤخرا بدأ يعاني من آلام حادة في بطنه وظهره وخاصرتيه. في حين يمر الأسير أحمد حمامرة (23 عاماً) من مدينة بيت لحم، بوضع صحي سيئ، كونه يعاني من ارتفاع بضغط الدم ومن مشاكل في الأعصاب، وأثناء اعتقاله اعتدى عليه جنود الاحتلال وقاموا بضربه على أسفل بطنه مسببين له مشاكل والتهابات، فيما الأسير طارق دويك (27 عاما) من بلدة الرام شمال القدس، يشتكي من مشاكل حادة في الأسنان بسبب ما تعرض له من ضرب مبرح على فكه أثناء عملية اعتقاله. ومن ضمن معاناة الأسرى، استمرار سلطات السجون بوضع العديد منهم في زنازين العزل الانفرادي، حيث قال نادي الأسير الفلسطيني إن إدارة السجن عزلت مجددا الأسير عمر خرواط (49 عاما)، ونقلته إلى عزل سجن “هشارون”، وذلك بعد قرابة 20 يوما على إنهاء عزله الانفرادي، الذي استمر لمدة ثمانية أشهر. وأوضح النادي في بيان له، أن إدارة سجون الاحتلال تواصل استهدافها لمجموعة من الكوادر التنظيمية، وبشكلٍ ممنهج منذ مطلع العام الجاري، حيث صعّدت على وجه الخصوص من تنفيذ سياسة العزل الانفرادي بحقهم، لافتا إلى أن الأسير خرواط، ومنذ شهر مارس الماضي، واجه العزل الانفرادي، إلى جانب رفيقه الأسير حاتم القواسمة، حيث جرى عزلهما في زنازين لا تصلح للعيش الآدمي، وفي ظروف قاسية وصعبة، إضافة إلى حرمانهما من زيارة العائلة، وبعد ضغوط نفذها الأسرى، جرى نقل الأسير حاتم القواسمة إلى سجن “هداريم”، فيما أبقت في حينه على عزل الأسير خرواط في سجن “مجدو” إلى أن نقلته إلى سجن “شطه” مؤخرا، والأسير خرواط كان قد اعتقل عام 2002، بعد أن أُصيب إصابات بليغة، واستشهد في حينه مجموعة من رفاقه، ولاحقًا حكم عليه الاحتلال بالسّجن مدى الحياة. وبسبب نكث إدارة السجون وعدها بإنهاء عزل هؤلاء الأسرى، شرع سبعة أسرى من عدة سجون، بخطوة احتجاجية، حيث قامت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي بنقلهم إلى عزل سجن “نفحة”. وضمن الفعاليات المساندة للأسرى، نظم قبل يومين المؤتمر الأوروبي السادس لمناصرة أسرى فلسطين، الذي أقيم في فلسطين لأول مرة منذ خمس سنوات، تحت شعار “كل التضامن مع الأسرى المرضى، الحرية لأسرى فلسطين”، وشارك في المؤتمر الذي أقيم بالغرفة التجارية بمدينة رام الله، العديد من المؤسسات الرسمية والمحلية، وأكثر من 45 شخصية عربية دولية واسعة وممثلين عن الهيئات والمؤسسات الدولية والحقوقية عبر تقنية “زوم” بسبب جائحة “كورونا”. وشهد المؤتمر عدة كلمات من بينها كلمة للمنسق العام للتحالف الأوروبي لمناصرة الأسرى في فلسطين خالد عبيدي، وأخرى لوزيرة الصحة مي الكيلة، ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر. وأكد المتحدثون أن سلطات الاحتلال تواصل سياسة الاعتقالات اليومية وتحتجز الأسرى في ظروف وأماكن صعبة، وترفض تقديم العلاج لهم، كما ترفض إطلاق سراحهم بسبب جائحة “كورونا”، وشددوا على ضرورة توفير العلاج اللازم للمرضى من الأسرى وبشكل عاجل. وقد أوصى رئيس الهيئة في كلمته بتشكيل لجنة طبية دولية دائمة من الصليب الأحمر، ومنظمة الصحة العالمية، وتشكيل فريق طبي قانوني يقومون بزيارة السجون بشكل متواصل لمعالجة الأسرى.

1