قال مركز حقوق الانسان "بتسيلم " إن العنف والتنكيل في القدس وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة هو "روتين وعادة إسرائيلية، وعقلية تعامل سائدة منذ عقود، كما جاء في تقرير نشره المركز مساء الثلاثاء.وأوضح أن استهداف الاحياء الفلسطينية شكل من أشكال استعراض القوة وفرض السيطرة وهيبة الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية، وهو في نفس الوقت شكل من اشكال تدريب هذه القوات بشكل شبه يومي كيف يتعامون مع الاحياء والقرى الفلسطينية.وحسب التقرير فإن هذه السياسية اتبعت بعنف، من قبل قيادات الشرطة والجيش في العيسوية ثم انتقلت الى سلوان عبر الشرطة والقوات الخاصة وشركات الحراسة الخاصة بالمستوطنين في القدس.وفي الضفة الغربية كان هناك نموذج (وهو موضوع هذا التقرير) من بلدة سلواد شمال شرق رام الله، التي يسكنها نحو 10,000 نسمة، والتي يوجد برج مراقبة عسكريّ لجيش الاحتلال قرب مدخلها الرئيسي.واوضحت بتسيلم أنه ومنذ أواسط تشرين الثاني 2020 وطيلة ثلاثة أسابيع تعرّض سكّان البلدة لتنكيل يوميّ ورُعب حقيقيّ على يد أربعة جنود - يُرجّح أنّهم من جنود البُرج - كانوا ينصبون الحواجز عند مداخل البلدة ويفتشون الخارجين منها والدّاخلين إليها، ويتجوّلون في شوارع البلدة، ويعتدون جسديّاً على السكّان، ويلقون قنابل الصّوت والغاز المسيل للدّموع، ويخرّبون السيّارات، وذات مرّة حتى أطلقوا النار وأصابوا فتىً في الـ16 من عمره.ويسرد التقرير عددا من الإفادات التي أدلى بها سكّان من سواد أمام باحث بتسيلم الميدانيّ إياد حدّاد حول حادثتين وقعتا خلال الفترة المذكورة، وهُما إصابة الفتى رمزي حامد (16 عاماً) وضرب وإذلال خمسة من عمّال شركة الجنيدي لتصنيع الألبان في طريقهم إلى العمل في البلدة، وجاء فيه" نحو الـ 8:30 من مساء السّبت الموافق 28.11.20 كان رمزي حامد وصديقه ع.ع. (كلاهما في الـ16 من عمره) عائدين من مركز قريتهما سلواد إلى منزليهما. في الطريق التقيا فتية حذّروهما من وجود جنود في الطريق. واصل الصّديقان السّير وبعد عدّة عشرات من الأمتار أطلق نحوهما الجنود قنبلة غاز مسيل للدّموع وكانوا على بُعد نحو مئة متر منهما. استمرّ رمزي وصديقه يتقدّمان وعندئذٍ ألقى الجنود قنبلتي غاز، وبعد ذلك مباشرة أطلق أحدهم طلقتين من الرّصاص الحيّ أصابت إحداهما رمزي في صدره. تراجع رمزي وصديقه فوراً إلى الوراء ثمّ نُقلا إلى عيادة البلدة في سيّارة خاصّة ومن العيادة أخلي رمزي خلال دقائق في سيّارة إسعاف إلى مستشفىً في رام الله حيث رقد رهن العلاج لمدّة أسبوع وغادر المستشفى والرّصاصة لا تزال في جسمه.يصف رمزي حامد ما حدث في ذلك المساء في افادته ويقول: كانوا ثلاثة جنود وجوههم مغطّاة بما يشبه الكمّامة وكان اثنان منهم يحملان بندقيّة والثالث يحمل هراوة، وفجأة ودون أيّ سبب إذ لم نفعل شيئاً يثير الشبهة أطلق أحد الجنود طلقتين من رصاص حيّ فأصابتني إحداهما في صدري. في البداية حين أدركت أنّني أصبت أحسست بغثيان ودُوار، وضعت يدي على موضع الإصابة فشعرت بالدّم ينزف.وأشارت بتسيلم إلى أن رمزي مكث في المستشفى لمدّة أسبوع ثمّ غادر إلى المنزل، وأنّ الأطبّاء قرّروا في الوقت الحاليّ عدم إجراء عمليّة لإخراج الرّصاصة من صدره نظراً لموضعها الحسّاس.واستعرض تقرير بتسيلم انتهاكا آخر وقع في منتصف ليلة 13.11.20 حيث نصب أربعة جنود حاجزاً عند المدخل الجنوبيّ للبلدة وأخذوا يوقفون ما ينتقونه عشوائيّاً من السيّارات والمارّين، ومن ضمن ذلك أوقف الجنود في حادثتين منفصلتين خمسة من عمّال شركة الجنيدي واعتدوا عليهم جسديّاً - صفعاً وركلاً وضرباً بالهراوات والبنادق - عدا الإهانات وإلحاق أضرار بسيّارة أحدهم.وقال أ. ع. (25 عاماً) من سكّان بيت عور التحتا، في إفادته، في ساعة متأخّرة من اللّيل، سافرت في سيّارة زميل يعمل معي في معامل شركة الجنيدي في سلواد. أنا أعمل هناك منذ ستّة أشهر. عندما وصلنا إلى جسر عين يبرود - سلواد كانت حركة المرور متوقّفة ورأينا أربعة جنود يغلقون المفترق. كان الجنود يقفون قرب جيب عسكريّ ولا يرتدون الكمّامات، لوّح أحدهم بمصباح مشيراً لنا أن نتوقّف، واعترضنا اثنان حيث وقفا قبالة السيّارة. حين توقّفنا أمر أحدهما السّائق، زميلي، أن يفتح النافذة وعندما فتحها أمره أن يفتح أيضاً النافذة الخلفيّة ثمّ سأله بالعبريّة: /من أين أنت؟ فأجابه: من دير جرير، عندئذٍ سأله الجندي إن كان يتحدّث العبريّة ولمّا أجابه بالنفي قال الجنديّ: كيف تقول انّك لا تعرف العبريّة؟ عندما سألتك من أين أنت قلت لي اسم قريتك. في هذه المرحلة أمره الجنديّ أن يطفئ المحرّك ويخرج من السيّارة. لم يطلب الجنود بطاقات هويّاتنا ولم يسألونا عن أيّ شيء آخر:خرج زميلي من السيّارة فأوقفه الجنديّان إلى جانبها، كان أحدهما طويل القامة نحيفاً ذا بشرة غامقة وله لحية متوسّطة الطول، وكان الآخر أشقر قصير القامة. أمرني الاثنان أن أدير وجهي ولا ألتفت، بعد ذلك توجّها نحو زميلي وقد سمعته يقول لأحدهما /تكلّم معي بالعربيّة فقط، لا تتكلّم بالعبريّة/. سمعت أحد الجنديّين يأمره أن يضع يديه على السيّارة ثمّ أخذ الجنديّ ذي اللّحية المتوسّطة يضربه بين ساقيه ويتحسّس جسده، يفتّشه، ويتحدّث معه بالعبريّة.واضاف: أمرني أن أخرج. حين خرجت أوقفني ووجهي نحو السيّارة رافعاً يديّ إلى الأعلي وأمرني أن أفرج ساقيّ واستمرّ يأمرني بذلك حتى أصبحت لا أقدر على المزيد، ثمّ أخذ يضربني على ساقيّ. بعد ذلك سألني: كم عمرك؟ ولمّا أجبته أخذ يضربني بالهراوة على خاصرتي بقوّة. في هذه المرحلة انضمّ الجنديّ الثاني، وأخذ يركلني بين ساقيّ بكلّ ما أوتي من قوّة وقد آلمتني خصيتاي كثيراً. بعد ذلك ضربني الجنديّ الأشقر ببندقيّته على عنقي من خلف وأوجعني كثيراً.فجأة سألني الجنديّ الأشقر "أين السّلاح؟". أجبته "لا يوجد معي سلاح" فعاود يسألني "أين المسدّس؟". قلت له: "يا بني آدم! من أين لي المسدّس؟ هل ترون هنا كلّ يوم أناساً يحملون مسدّسات؟!". عندئذٍ ضربني مرّة أخرى على خاصرتي اليمنى بالهراوة الحديديّة بقوّة شديدة. أحسست ما يشبه ضربة كهرباء ووقعت أرضاً من شدّة الألم. كنت أتلوّى من الألم ولم أستطع أن أقول كلمة!!
"بتسيلم": 4 جنود ينكّلون بأهالي سلواد طوال ثلاثة أسابيع دون رادع!!
03.02.2021