أحدث الأخبار
الثلاثاء 26 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47738
داوود الخطيب ... العريس الشهيد الذي زفوه في نعش على الاكتاف!!
21.02.2021

كتب نجيب فراج- الاسير داوود طلعت الخطيب هو الشهيد الرابع الذي يرتقى في العام 2020 جراء الاهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال ، وذلك بعد ان امضى "18 عاما" خلف القضبان وارتقى قبل ثلاثة اشهر من تحرره وذلك في الثاني من ايلول الماضي، ولكنه يشيع في العام 2021 .
ورغم استشهاده قبل خمسة اشهر ، الا ان تشييع جثمانه جرى ظهر امس، بعد ان سلمته قوات الاحتلال الاسرائيلي الى الجانب الفلسطيني بعد احتجاز مؤلم استمر نحو خمسة اشهر.
وشيعته جماهير غفيرة من المواطنين في مراسم ومشاهد غاضبة للغاية لعدة اسباب من بينها انه استشهد داخل الاسر قبل ان يتحرر بثلاثة اشهر بعد ان امضى ثمانية عشر عاما بتهمة نضاله في كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة "فتح" وكذلك جراء ما عاناه من سياسة الاهمال الطبي المتعمد التي يتلظى بنيرانها مئات الاسرى المرضى ، اضافة الى ان كل احلامه واحلام عائلته التي كانت تنتظره على أحر من الجمر ذهبت ادراج الرياح ، علما ان والديه توفيا وهو داخل الاسر وكذلك شقيقه، وفوق كل هذا تقدم قوات الاحتلال على احتجاز جثمانه طيلة هذه المدة لا لسبب الا انها دائما تبحث عن مضاعفة معاناة الفلسطينيين .
وتقول شقيقته هديل :"كنا ننتظر فرحة الافراج عنه بعد ثلاثة أشهر على أحر من الجمر حتى يكون السند الحقيقي لنا بعد وفاة والديّ وشقيقي، لكن الإهمال الطبي بحقه من قبل سلطات الاحتلال أدى إلى استشهاده"، مؤكدة أنه خلال انتفاضة الحجارة التي اندلعت احداثها عام 1987، أصيب الشهيد برصاص الاحتلال في قدمه ما أدى إلى بتر إصبعين منها.
*تحضيرات سبقها القدر
ولم تتوقف هديل عن البكاء وهي تروي كيف أنه منذ فترة اجتمعت العائلة للنقاش حول التجهيزات التي ستقوم بها لاستقباله، مضيفة "أجلنا زفاف أختنا الصغرى روان الذي كان مقررا في أيلول الماضي ، الى ما بعد تاريخ الإفراج عنه حتى يشاركنا أفراحنا".
وتضيف:"اخي داوود كان حنونا جدا منذ صغره ورغم بعده عنا قسرا إلا أنه كان يشعر بحالنا، خاصة بعد وفاة والديّ وشقيقي، في كل مرة كان يوصيني بان نهتم بحالنا حتى الإفراج عنه، وسيكون لنا بمثابة الأخ والأب والام ويعوضنا عن سنوات الفراق".
*تغير المشهد
شقيقته العروس روان التي كانت تنتظر زفافها الى عريسها بحضور شقيقها داوود، تضع يديها على رأسها وتبكي وتقول:"بدل من أن تزفني يا أخي لعريسي، انا اقوم بزفافك شهيدا"، ثم أخذت بالصراخ والبكاء.
عند اعتقال شقيقها داوود كانت روان طفلة لا يتعدى عمرها سبعة أعوام، وتشير إلى أنه رغم تواجده خلف القضبان الا أنه دائما كان يشعرنا بأنه معنا ويقلق علينا ومهتم بنا وكأنه بيننا، يوجهنا وينصحنا، ويمدنا بالقوة والعزيمة، وهو من شجعني على مواصلة الدراسة وانهاء تعليمي الجامعي، على نفقته الخاصة.
*اجمل لحظات الحياة
شقيقه الأصغر مؤيد "21 عاما" كان الوحيد من أفراد عائلته الذي اجتمع مع داوود داخل سجون الاحتلال عقب اعتقاله عام 2018. ويقول :"طلبت من إدارة سجون الاحتلال ان تنقلني الى السجن الذي يتواجد فيه داوود فرفضت ذلك، لكنهم قاموا بنقله من سجن ريمون إلى مكان اعتقالي في عوفر، فكانت أجمل لحظات حياتي، حيث كنت أبلغ من العمر عامين عندما اعتقله الاحتلال.
ويروي مؤيد اللحظات الأولى للقائه بشقيقه داوود بالقول :"لحظة دخوله تعرفت عليه، أخذنا بعضنا بالأحضان وسط بكاء شديد، وقتها شعرت أنني في حضن أمي التي فقدتها وانا في الاعتقال، مكثت معه شهرين حينها كانت اموره الصحية ممتازة، ودائم الحديث حول ما يخطط له عقب الإفراج عنه."
*أسير محمول على الاكتاف
اما محمد الزغلول رئيس جمعية الاسرى المحررين في محافظة بيت لحم فقد قال "ها نحن نستقبل اسيرا آخر محمولا على الاكتاف انه الاسير العقيد داوود طلعت الخطيب بعد خمسة اشهر من استشهاده وهذه هي المحطة الاكثر ايلاما وقلقا . نحن العاملين في مؤسسات حقوق الاسرى وبقية فعالياتنا وابناء شعبنا ، نريد استقبال الاسرى احياء معافين وبصحة جيدة كي يتمكنوا من استمرارهم بالحياة خارج قضبان السجن وفي احضان عائلاتهم . فالى متى سنبقى نستقبل اسرانا في التوابيت، انها صرخة نضعها في رسم كل المؤسسات والعالم اجمع."

*الاسير حسين مسالمة
وقال :ونحن نودع الشهيد داوود الخطيب فان عيوننا ترنو صوب مستشفى سوركا بمدينة بئر السبع حيث يرقد الاسير حسين محمد مسالمة منذ عدة اشهر وهو يعاني من مرض سرطان الدم وبصحة حرجة وهو محكوم بالسجن لمدة 20 عاما امضى منها نحو 18 عاما ولم يتبقى له سوى عامين او اقل ومع ذلك ماطلت قوات الاحتلال واجهزتها الامنية والقضائية بطلبات متعددة للافراج المبكر عنه الى ان خضعت لذلك ولكن بقرار مشروط ان يبقى في مستشفى اسرائيلي والهدف معروف انه في حالة تحسنه ولو بشكل طفيف سيعيدونه فورا الى السجن ولكن قرار الافراج جاء بعد ان تيقنت هذه القوات انه في وضع صحي حرج.
* 4شهداء في العام الماضي
وحسب تقارير حقوقية فان الحركة الفلسطينيّة الأسيرة قدّمت خلال العام المنصرم 2020 أربعة شهداء من أبنائها في سجون الاحتلال ، وجميعهم ارتقوا نتيجة سياسة الإهمال الطبي بحقهم فيما يبلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 ، "226" شهيداً، بينهم "71" ارتقوا نتيجة سياسة الإهمال الطبي بحقهم، بينما ارتقى "73" نتيجة التعذيب، و"75" نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال مباشرة، و"7" أسرى استشهدوا نتيجة إصابتهم بالرصاص وهم داخل السجون.
اما الشهداء الاربعة الذين استشهدوا في العام المنصرم فهم : نور رشاد البرغوثي "23 عاماً"، من قرية عابود قضاء رام الله، والذي استشهد في شهر نيسان داخل سجن النقب الصحراوي بعد تعرّضه لحالة إغماء شديدة وتأخّر الإدارة في نقله وإنعاشه، لأكثر من نصف ساعة، وكان اعتقل في شباط 2017، وصدر بحقه حكماً بالسجن الفعلي لمدة 8 سنوات، ولا يزال جثمانه محتجزاً حتى اللحظة، والأسير سعدى خليل الغرابلي "75 عاماً" من سكّان حي الشجاعية بقطاع غزة، والذي ارتقى شهيداً في تموز الماضي، بعد اعتقال استمر 26 عاماً متواصلة، حيث كان يقضى حكماً بالسجن المؤبد، حيث اعتقل عام 1994، وتعرّض للعزل الانفرادي لما يزيد على 12 عاماً متواصلة الأمر الذي أدى إلى إصابته بالعديد من الأمراض المزمنة منها السكري وضغط الدم، وقد تراجعت صحته في الآونة الأخيرة وأصيب بأورام سرطانية في البروستاتا والمسالك البولية، ورفض الاحتلال إطلاق سراحه إلى أن دخل في حالة موت سريري واستشهد في مستشفى كابلان .
اما الشهيد الاخير فهو كمال نجيب أبو وعر"46 عاماً" من سكان بلدة قباطية جنوب جنين وارتقى بعد "17 عاماً ونصف العام" من الاعتقال وكان يقضى حكماً بالسّجن المؤبّد المكرّر 6 مرات، وأصيب خلال فترة اعتقاله بسرطان الحلق والأوتار الصوتية بالإضافة إلى تكسّر صفائح الدم.
واكدت التقارير أنّ مسلسل القتل بحق الأسرى لا يزال مستمراً، وأن الباب لا يزال مفتوحاً لارتقاء مزيد من الشهداء ، فهناك العشرات من الأسرى يعانون من ظروف صحية صعبة للغاية، نتيجة إصابتهم بأمراض السرطان والفشل الكلوي والجلطات وغيرها من الأمراض الخطيرة، ولا يقدّم لهم أي علاج مناسب أو رعاية طبية.*القدس دوت كوم

1