أحدث الأخبار
الثلاثاء 26 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47738
27 عاماً على مجزرة الحرم الإبراهيمي.. جرائم الاحتلال وأطماعه الاستعمارية تحاصران المكان!!
26.02.2021

قبل سبعة وعشرين عاماً، وصل المصور الصحفي مأمون وزوز متأخراً إلى صلاة فجر الجمعة الخامس عشر من رمضان، 25 شباط عام 1994م، ودفعه القدر للانتقال من مكانه الذي كان مخصصاً للنساء، بدقائق معدودة، قبل ان يبدأ المستوطن باروخ جولدشتاين، بإطلاق النار على الركع السجود، تاركا الاسحاقية الساحة الرئيسية للحرم الابراهيمي الشريف، تغرق بدماء الشهداء والجرحى، وتتعالى فيها الأصوات ونحيب البكاء.وكلما مر شريط ذكريات مجزرة الحرم الابراهيمي، أو تحل الذكرى، تفوح رائحة الدم في ذهنه، وتمثل المجزرة بكل تفاصيلها أمام عينيه وكأنها الآن، وكيف توارى خلف المقام لتفادي رصاصة المستوطن، مبيناً أن ذكريات المجزرة ذكريات مؤلمة، ولا تزال رائحة الدم تزكم أنفه، موضحاً أن كل شيء حصل بالمجزرة يتذكره بهذه اللحظات، وأنه عندما يجلس وحيداً مع نفسه يبكي ولا يستطيع السيطرة على نفسه.وأوضح وزوز، الشاب اليافع الذي لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، أن المجزرة حصلت بترتيب مسبق، من حكومة الاحتلال، وليس مجرد عمل متطرف، مشيراً إلى أنه سبقتها تهديدات وإشارات، خاصة يوم المجزرة تحديداً، فقد كان محيط الحرم شبه خال من جنود الاحتلال، الذين يكونون بأعداد كبيرة على ابواب الحرم، وكانت هذه إشارة.وأضاف: بعد إطلاق المستوطن النار، للوهلة الأولى لم يكن أحد يتوقع أن تكون مجزرة بهذه الوحشية بحق المصلين الآمنين الركع السجود بين يدي الله وفي أيام رمضان الفضيل، لافتاً إلى أنه لولا تغييره المكان ربما تكون الطلقة الأولى فيه، مشيراً إلى أنأ اثناء اختبائه خلف المقام بقي ينظر الى سقف الحرم، وبعد توقف الرصاص شاهد المستوطن، وكيف تحولت ساحة الحرم الى بركة من دماء الشهداء والجرحى، مؤكداً أنه مشهد مهول صعب.وأوضح وزوز أن أحد الشهداء طلب ماء ليشرب، غير أن روحه فاضت إلى بارئها قبل أن يناوله شربة ماء رغم الصيام، وأن أحد الأطفال أُصيب بالساق، كيف قطعت ساقه وكأنها قطعة من خشب.. مشهد بشع، موضحاً أنها لم تكن مجزرة الحرم الإبراهيمي، بل كانت مجزرة الخليل، حيث استشهد العديد من المواطنين خارج محيط الحرم وهم يتبرعون بالدماء للشهداء وأثناء تشييع جثامينهم الطاهرة، وأصبحوا شهداء.وأشار إلى أن صورة الشهداء والجرحى دفعته للعمل كمصور صحفي، لنقل هذه الصورة الماثلة في أذهانه، ونقل المعاناة التي لا تزال مستمرة، موضحاً أن المجزرة كانت أحد أسباب نجاحه لتأدية الرسالة.وقال الشيخ جمال أبو عرام، مدير أوقاف الخليل: تطل علينا الذكرى السابعة والعشرين لمجزرة المسجد الإبراهيمي، التي شكلت مفصلاً مهماً في تاريخ الاعتداء على مساجدنا وأوقافنا.وأضاف: مع فجر الجمعة الخامس عشر من رمضان لعام 1414 للهجرة، الخامس والعشرين من شباط لعام 1994، أقدم مستوطن على جريمة نكراء راح ضحيتها 29 شهيداً، هذه الجريمة التي لحقتها جرائم كثيرة لا يزال المسجد الإبراهيمي ورواده يتعرضون لها منذ ذلك الوقت وحتى اللحظة الراهنة، مشيراً إلى أنها من أخطر الجرائم التي تعرض لها المسجد، إضافة إلى إغلاقه ثمانية أشهر متواصلة إثر المجزرة، القرارات التي صدرت عن ما تُسمى "لجنة شمغار" التي قضت بتقسيمه بين المسلمين، والمغتصبين من المستوطنين، وبموجب ذلك استولى المستوطنون اليهود وبالقوة الاحتلالية على (54%) من مساحة المسجد، ومُنع المسلمون أصحاب المكان وزائروه من حرية دخوله أو العبادة فيه، وهو الأمر الذي يحاول تطبيقه في المسجد الأقصى المبارك من خلال سياسة التقسيم المكاني والزماني العنصرية التي تضرب بعرض الحائط الحق الإسلامي الخالص في المسجدين.وتابع أبو عرام: إن الاحتلال لا يزال يحاول ضمن سياسة ممنهجة السيطرة على المسجد الإبراهيمي وإلغاء السيادة الفلسطينية، وإلغاء اعتباره وقفاً إسلامياً خالصاً. ففي العام 2020، على سبيل المثال لا الحصر، واصل الاحتلال اعتداءاته على المسجد الإبراهيمي بإغلاقه 77 يوماً ومنع الأذان 599 وقتاً، كما شهد المسجد، طيلة العام المذكور، اقتحام العشرات من جنود جيش الاحتلال، إضافة إلى قيام رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يرافقه عدد من وزرائه، باقتحامه، الأمر الذي أدى إلى زيادة الاقتحامات والانتهاكات للمسجد، وأدى إلى تجرؤ المستوطنين بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي على نصب "شمعدانٍ" كبير على سطح الحرم الابراهيمي.وأكد أبو عرام حرمة المسجد وإسلاميته ومكانته التاريخية والدينية وأنه وقف إسلامي خالص للمسلمين، لا يشاركهم في هذا الحق أيٌّ كان، وبناء على أن المسجد الإبراهيمي سُجِّل على قائمة التراث العالي المهدد بالخطر في منظمة اليونسكو، فإننا نطالبها كما نطالب الدول التي صوتت مع القرار بتحمل مسؤولياتها تجاهه.وأشار إلى أنه وبناء على هذه الحق الكامل في المسجد، نطالب بعودته كاملاً للسيادة الفلسطينية، وإخراج المستوطنين من القسم المغتصب فيه، ووقف كل أشكال التعديات والانتهاكات والإجراءات التي تعرقل وصول المصلين المسلمين إليه، داعياً أبناء الشعب الفلسطيني إلى إعماره وزيارته وحمايته على مدار الأيام حتى يبقى بإذن الله يصدح بصوت "الله أكبر" رغم أنف الاحتلال.!!

1