أحدث الأخبار
الخميس 28 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47743
الديار الفلسطينيه : اصدار اول دليل تربوي لمناهضة ظاهرة قتل النساء!!
21.09.2014

أصدرت جمعية الشباب العرب بلدنا وجمعية كيان- تنظيم نسوي مطلع الأسبوع الحاليّ الدليل التربوي الأول لمناهضة ظاهرة قتل النساء، وذلك ضمن مشروع مشترك اجتمعت فيه الجمعيتان في رؤية مُشتركة ومُكمِّلَةٍ من أجل إحداث تغييرٍ تجاه هذه الظاهرة ، الوَعي المؤسِّس لها والممارسات المؤدية إليها، من خلال جمع طاقات وجهود الشباب والنساء بهدف مناهضة ظاهرة قتل النساء واقتلاعها.إنّ أهمية هذا الدليل، الذي قامت بكتابته سمية شرقاوي، وساهمت في تحريره واخراجه، منى محاجنة ونداء نصار، تكمُنَ في كونه يتفرَّدُ في عرض موارد تربوية تتناول الظاهرة بشكل مباشر وليس عن طريق مواضيع لفيفة فقط، فيُفَكِّكُ لنا محتوى هذا الدليل تركيبَ هذه الظاهرة وتعقيدها مُبيِّنًا كيف تتراكم وتتكامل مُعطياتٌ عديدةٌ مثل؛ الهوية، النوع الاجتماعي، حقوق الإنسان، العنف في المجتمع عامةً، العنف ضد النساء، قتل النساء ، البُنية الذكورية الأبوية للمجتمع، ودور سياسات ومؤسسات الاحتلال المختلفة في تسبب الظاهرة وتكريسها. ذلك من خلال ورش تربوية تعتمد الفعاليات والأنشطة التفاعليّة التي تسعى الى تمكين المشاركين/ات من الخوض في النقاشات الهامة والصعبة التي تطرحها هذه الظاهرة وما يؤسس لها. يذكر، أن الدليل ملائم للعمل مع شريحة الشباب والنساء على حد سيان، وهي الشريحة المستهدفة في المشروع الذي أثمر هذا الدليل كنتاج له.يأتي هذا الدليل، في ظل تفاقم الظاهرة، اذ أن الظاهرة آخذة بالازياد؛ اتساعًا في الرقعة وحِدَّةً في الوتيرة. فإنه ومع انتهاء العام المُنصرِم، 2013، قد فاق عدد النساء والفتيات الفلسطينيات اللّاتي قُتلن في العقد الأخير الثمانينَ. يُضاف إلى مُعطىً مَخيفٍ كهذا، عددُ النساءِ المُهدَّدات بالقَتلِ والّلاتي يعايِشنَ الموتَ يوميًا، ومُعطياتٌ مُقلقةٌ عن مواقف ما يُقارِب 55% من الشباب الفلسطيني في الداخل المؤيدة لقتل النساء لتوجهاتٍ وأسبابٍ مختلفة. ومن حهة أخرى، تُشير أبحاثٌ عديدةٌ إلى خطورة ظاهرة قتل النساء، مُتَطَرِّقةً إليها كظاهرة عالمية تأتي كإسقاطٍ لتجذُّر البُنية الذكوريّة الأبوية السائدة مُجتمعيًّا. إنّ بُنيةً مُجتمعيةً كهذه تنطبقَ على الواقع الفلسطيني هو الآخر، إلّا أن للمًجتمع الفلسطينيّ ظروفًا تُميِّزُه، فكونه واقعًا تحت الاحتلال منذ عقودٍ، تَعمُل سياسات الاحتلال على تذويت القَتل فيه كممارسة ثقافية لفرض تفكيك المُجتمع وتفتيته هادفةً إلى إبعاده عن الهَمِّ الوَطنيِّ. إن هذا القدر من التركيبِ في السياق الفلسطيني للظاهرة يستدعي التفكيكَ من قِبَلِ كُلِ جانبٍ معنيٍّ في تغييره، لا سيما عند الحديث عن شريحة الشباب والنساء وهي الشرائح الأكثر تضرراً من هذه الظاهرة وتبعاتها الدامية.يذكر أن هذا الاصدار، هو الثاني ضمن مشروع " شباب ونساء ضد جرائم قتل النساء " ، اذ تم العمل في الأشهر الأخيرة على اصدار مسح احتياجاتٍ يدرُس مواقف الشباب في ما يتعلَّق بظاهرة العنف ضد النساء وفي الأساس بقتل النساء، والذّي كشف عن المواضع التّي تُشكِّل مُعالجتها وتسليط الضوء عليها أمرًا أكثرُ إلحاحًا. ليشكل الأخيران، مراجعاً مهنية معتمدة في المشروع، والذي يُشكِّلُ خطوةً رياديةً بحُكمِ المزاوَجَةِ التّي يًقدِّم في عمله بين شريحتي الشباب والنساء كشرائحِ مهمَّشة مَستَبعَدَة من مواقع صُنع القرار، والمزاوجَةِ من الجانِب الآخرِ بين العمَلِ التوعويّ والتمكينيّ للمجموعات المُشارِكة وبين العمَلِ الجماهيريّ والمرافعة، بهدفِ التأثير والتغيير محليًا وقَطريًّا، ويتم ذلك على المستويين؛ المستوى المُجتمعي العام ومستوى متّخذي القرار!!

1