أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47736
"عنب بيت دقو".. محاولات لتسويق المنتج حفاظًا على الهوية الفلسطينية!!
25.08.2022

يحاول أهالي بلدة بيت دقو شمال غرب القدس تسويق محاصيلهم من العنب الذي يزرعونه منذ مئات السنين في أراضيهم، حتى بات يشكل هويتهم، وكان يصدر حتى قبل 37 عامًا إلى بعض دول الخليج، لكنه موسم العنب في البلدة أصبح يعاني، ويتكبد المزارعون خسائر عدة.
*محاولات للتسويق.. ولكن
الأهالي هذا العام، بدأوا بتسويق محاصيلهم في سوق على مدخل بلدتهم لمدة 3 أيام، وكذلك أطلقوا فعاليات "سوق العنب" الخاص بمنتجاتهم في ساحة مركز البيرة الثقافي، بدءًا من أمس الثلاثاء، ويستمر حتى بعد غد السبت، في محاولة لتسليط الضوء على منتج لذيذ الطعم، وذا هوية عرفتها المنطقة عبر مئات السنين، من أجل تعريف الأهالي بالمنتج، وفق ما يؤكده لـ"القدس"، العضو السابق لمجلس العنب الفلسطيني، نصار يقين.لكن يقين، يؤكد كما بقية المزارعين من بيت دقو، أن هذه المحاولات وافتتاح "سوق العنب" في ساحة مركز البيرة الثقافي، لم تكن ذات جدوى، كما كان متوقعًا، خاصة أن "السوق" كان بدون رعاية رسمية تضمن بيع 30% من المنتوج، ولم تكن هنالك رعاية إعلامية.ويقول يقين: "كنا نتوقع أن يكون هنالك انحياز مباشر لعنب بيت دقو من المستهلك الفلسطيني، خاصة أنه السوق الأول الذي يعرض فيه المنتج، ومن أجل إنجاح تسويقه لا بد من انحياز من المتسوق الفلسطيني، وأن تكون هنالك رعاية رسمية وإعلامية لمثل هكذا معارض تسويقية".
بالنسبة لعضو مجلس بلدية بيت دقو، الحاج محمود مرار "أبو أشرف"، فإنه يقول لـ"القدس": "إن أحد أهم أسباب ضعف التسويق للعنب الفلسطيني، هو أن العنب الإسرائيلي يغمر الأسواق الفلسطينية بكل الضفة الغربية، وبأسعار منافسة جداً، ما تسبب بضرب محصولنا، ما يجري إحباط لنا، إذ لم تبع بيت دقو من محصولها بالعنب سوى 30% منه، لكن لا بد من التنبه بضرورة الوعي أننا نحافظ على هويتنا".كما يشارك المزارع حبيب فضل حسين من بيت دقو في حديث لـ"القدس" ما قاله المزارع مرار، ويقول: "إن الوضع غير مشجع للتسويق، لا يوجد إقبال على الشراء، نحن بحاجة إلى توعية المواطن بأهمية المنتج الفلسطيني، الذي يكفي السوق ويزيد، قبل سنوات كنت آتي رام الله والبيرة وأبيع من مزرعتي نحو 1500 كرتونة بالموسم، لكن الآن عشرات الكراتين لا تباع (الكرتونة تزن ما بين 5-6 كيلو غرام)".
*حينما كان يسوق عنبها إلى "الكويت" والسعودية"
لا ينفك الحاج محمود مرار "أبو أشرف" والبالغ من العمر (72 عاماً) عن مديح عنب بيت دقو، وهو أحد المزراعين، الذين يزرعون العنب منذ عشرات السنين، ويقول: "إن عنب بيت دقو ذا جودة عالية، فهو لا يعتمد على الري (بعل) وبلدي، والكرتونة الواحدة منه أفضل من مائة كيلو من العنب الإسرائيلي، لكن لا يوجد إقبال على الشراء منذ بدأنا بتسويق منتجاتنا في مركز البيرة الثقافي، لك أن تتخيل أن الكرتونة فيها ستة كيلو غرامات تباع بـ15 شيقلاً، ولا يوجد إقبال على الشراء".ويتابع مرار، "لقد كنت أبيع منتجاتي من مزارعي قبل عشرات السنين في الداخل، وكنا نسوقه إلى الكويت والسعوية منذ زمن الأردن وحتى العام 1985، لكن الناس الآن تغيرت، في ظل عدم اهتمام رسمي من الجهات الفلسطينية".ويشدد نصار يقين، بدوره، على أنه "لا بد من تسليط الضوء على عنب بيت دقو الذي كان يسوق في السعودية والكويت، منذ ستينيات القرن الماضي وحتى منتصف الثمانينيات، في وقت لم يكن أي وجود للعنب الإسرائيلي".
*منتجات أخرى لتقليل الخسائر
يضطر أهالي بيت دقو لإنتاج منتجات أخرى من العنب، كي يقللو خسائرهم، وفق العضو السابق لمجلس العنب الفلسطيني، نصار يقين، ويقول: "إننا نضطر لإنتاج الزبيب، والدبس، والمربى، والخل، وهنالك سعي لإنتاج الملبن، وأيضًا نبيع ورق العنب في موسمه، من أجل أن يعوض المزارع بعض خساره التي تتكبدها ثمار العنب الطازجة".ووفق يقين، تنتج بيت دقو سنويًا نحو 450 طن من ثمار العنب، ويزرع في البلدة 8 أصناف من العنب، وهي: "الدبوقي، والبيتوني، والحلواني، والزينة، والبيروتي، والحمداني، والمراوي، والمنثوري".أما الحاج محمود مرار "أبو أشرف" فإنه يقول: "إننا نضطر كي لا نتكبد الخسائر إفي الثمار الطازجة من العنب إلى إنتاج منتجات أخرى منه، ولكن قد نخفف من خسائرنا بطرق أخرى، لا بد من أن تدعمنا الحكومة الفلسطينية بشراء ثلاجات لحفظ العنب، وبيعها بأوقات أخرى، تقلل من خسائرنا، حيث يمتد موسم العنب منذ 15 تموز وينتهي بشهر أيلول، بحسب العوامل الجوية، وبالإمكان حفظ الثمار بثلاجات لتمديد فترة البيع".
*بيت دقو.. بلد الزراعة
إلى الشمال الغربي من القدس تقع بيت دقو، وهي بلدة زراعية يعمل غالبية أهلها بالزراعة، وإضافة إلى شهرتها بزراعة وإنتاج العنب في المرتبة الأولى، تأتي بعد ذلك زراعة الزيتون، والتين، والفواكه الأخرى مثل: الدراق والمشمش، وفق ما يؤكد نصار يقين.وتبلغ مساحة أراضي بلدة بيت دقو 6500 دونم، منها 800 دونم مصادرة أو لا يستطيع أصحابها الوصول إليها بسبب المستوطنات، كما التهم جدار الفصل العنصري نحو 500 دون أخرى، ويحيط بالقرية مستوطنتي "جفعات زئيف"، و"حدشاه".ويقول الحاج محمود مرار "أبو أشرف": "إن بيت دقو بلد زراعية من الدرجة الأولى، وهي المنطقة الوحيدة التي تحافظ على شجرة العنب، فهي هويتنا، وزراعة ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، ولا بد من الحفاظ على هذه الهوية، للأسف كنا نبيع آلاف الأطنان، والآن أصبح الاحتلال يبيعنا العنب المنتج بأراضينا التي سرقها!".
**المصدر : القدس دوت كوم

1