أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47736
ذات يوم 7 سبتمبر 1970.. استمرار احتجاز رهائن الطائرات المخطوفة و«الجبهة الشعبية» تطالب بالإفراج عن كوادرها فى أوروبا والكيان !!
09.09.2022

سعيد الشحات يكتب..توجهت أنظار العالم إلى ما يحدث فى الأردن منذ عملية خطف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لثلاث طائرات يوم 6 سبتمبر 1970، والتوجه باثنين منها إلى مطار «المفرق» فى الأردن «راجع – ذات يوم 6 سبتمبر 2018»، وكان وديع حداد المخطط للعملية فى موقع الحدث يتابع ويشرف بنفسه على كل خطواته.يكشف حمدى مطر «أبوسمير» أحد القادة المؤسسين للجبهة، ورفيق حداد والمشارك فى هذه العملية لجريدة «المجد الأردنية- عمان- 2 مايو 2007»، أنه بعد أن هبطت الطائرتان، قام رفاق بجمع جوازات سفر الرجال فقط من بين ركاب الطائرتين، وتبين أن عدداً منهم يحملون جنسية مزدوجة أمريكية وإسرائيلية فتم نقلهم فى اليوم الثانى إلى إحدى قواعد الجبهة فى إربد، وبعد ساعتين تقريباً جاءت قوة أردنية بقيادة عقيد اسمه عيسى. تحدثت إلى العقيد عيسى قائلاً: إننا لا نريد الإساءة إلى أحد، ولكننا قمنا بهذا العمل من أجل تحرير أسرى لنا فى كل من سجون إسرائيل وسويسرا وألمانيا وبريطانيا، وطمأنته على صحة الركاب، وقلت له بأن الطائرتين أصبحتا ملغمتين بالمتفجرات، وطلبت منه التفضل بالصعود إلى الطائرة السويسرية، وتم ذلك وشاهد بعينه كمية المتفجرات الجاهزة للتفجير وتحدث مع بعض الركاب، وفى صباح اليوم التالى «7 سبتمبر» حضر اللواء مشهور حديثه، قائد الجيش الأردنى، وطلب من الدكتور وديع حداد الإفراج عن النساء والأطفال والشيوخ، فوافق، ووصلت إلى المطار باصات الجيش الأردنى لنقل النساء والشيوخ والأطفال إلى فندق الأردن بجبل عمان. يتذكر «ماهر اليمانى» أحد الذين شاركوا فى العملية بالمطار، قائلا لمجلة «الآداب – بيروت»: «فى التاسع من ستمبر، ومع اقتراب الساعة من الثالثة عصرًا، شعرتُ بحركةٍ غريبة، فأحدُهم أخبر وديعًا عن طائرةٍ مخطوفةٍ ثالثة، بريطانيّةٍ هذه المرّة، قادمةٍ إلى هنا! انتقل وديع إلى الطائرة الأولى «السويسريّة»، واستعمل وسائلَ اتّصالها للتواصل مع خاطف الطائرة البريطانيّة BOAC القادمة من البحريْن. تساءلنا: مَن «ضيفُنا» القادم؟ ثمّ خرج وديع من الطائرة مبتسمًا، وقال: عرفتُه. الطائرة الثالثة لنا، أُخلىَ المدرّجُ سريعًا من السيّارات والعوائق، وقبعنا بانتظار الطائرة الجديدة التى لاحت لنا عند الرابعة والنصف عصرًا، قامت بمناورتيْن فوقنا، ثمّ هبطتْ برفق، واتّخذتْ مكانَها إلى جانب شقيقتيْها السويسريّة والأمريكيّة، بدأنا الإجراءاتِ الاعتياديّة فى الطائرة الثالثة: سَحب الجوازات «وكانت فى معظمها عربيّة»، تأمين الطائرة وحراستها، إنزال الركّاب وإجراء تحقيقٍ سريعٍ معهم «لاحقًا أُرسلوا فى حافلاتٍ إلى عمّان». اجتمع وديع بقائد عمليّة خطف الطائرة الجديدة، كان يناديه «مروان» وعرفنا لاحقًا أنّه قريبٌ له، سأله وديع عن زميليْه فى العمليّة، وكانا مصريًّا وفلسطينيًّا «مروان سورىّ الجنسيّة»، أخبره مروان أنّ الشابّيْن كانا متحمّسيْن لأىّ عملٍ يؤدّى إلى إطلاق الرفيقة ليلى خالد من سجنها البريطانىّ، وقال مروان إنّ رفيقيه كانا من العمّال البسطاء، لكنّهما أصرّا على تنفيذ العمليّة، واستعملا مسدّسًا صنعاه فى المخرطة التى يعملان فيها فى البحرين، يتذكر جورج حبش: «وصل إلينا مبعوث من وزير الدفاع العراقى صالح مهدى عماش، حاملاً برقية منه تطالبنا بإطلاق سراح الرهائن، لم نستجب لطلبه، وطلبنا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر التدخل لإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية، كما أرسل أبوعمار وفوداً سياسية، طالباً إطلاق الطائرات والرهائن لأن المنظمة بدأت تتعرض لضغوط سياسية كبيرة». يضيف: «احتجزنا الرهائن والطائرات إلى 13 سبتمبر، بعدها اتخذنا قراراً بنسف الطائرات، ونقل الرهائن إلى عمان لاستكمال الاتصالات والمفاوضات مع الجهات الدولية المعنية، ويوم 16 سبتمبر اندلعت المعارك مع الحكومة الأردنية «إيلول الأسود»، فكانت عملية حماية الرهائن تزداد صعوبة يوماً بعد يوم، فى هذه الأثناء اتصلت بنا السفارة المصرية فى عمان، وقالت: إن الرئيس جمال عبدالناصر يتمنى إنهاء الموضوع، على أن تتولى الحكومة المصرية عمليات نقلهم، ومتابعة المطالب التى أعلناها. وافقنا لأن القضية لم تعد تحتل مكاناً مهماً بالقياس إلى ما هو حاصل من معارك ومجازر، وهكذا أنهيت العملية دون أن تحقق الهدف الأساسى منها وهو إطلاق المعتقلين فى سجون الاحتلال». يتذكر «أبوسمير»: فى صباح 27 سبتمبر/1970 تم الإفراج عن رفاقنا فى سويسرا وهم محمد أبوالهيجا، وأمينة دحبور، وإبراهيم توفيق، وعن الرفاق المسجونين فى ألمانيا وهم محمد الحنفى، ومحمد الحديدى، وعن الرفيقة ليلى خالد ووصولوا إلى القاهرة، كما تم الإفراج عن رفيقين كانا محجوزين فى مصر إثر اختطافهم لطائرة بأن أمريكان وإنزالها فى مطار القاهرة ونسفها، وفى اليوم التالى للإفراج توفى الرئيس جمال عبدالناصر يوم 28 سبتمبر 1970 بعد أن نجح فى وقف الاقتتال بين الفدائيين والجيش الأردنى، إثر انعقاد مؤتمر القمة العربى الذى عقد فى القاهرة.

1