بكلماتها اقتحمت أغنية تمجد شهداء مجموعة "عرين الأسود" في نابلس وتمجد بطولاتهم، الميادين العامة وفي المركبات، والمناسبات الاجتماعية، حتى يسميها الكثير نشيد أهل نابلس، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي كذلك، وأصبحت "تريند" فلسطين.الأغنية وفي كلماتها المشهورة " شوف شوف.. نعلنها ع المكشوف، ولى زمان الخوف.. ولى زمان الخوف"، ثم تكمل "تشهد علينا، حارة الياسمينة، لما بالدم كتبنا وحفرنا أسامينا، يرجع جنازة يلي بيجينا، كل مشط رصاص حكاية، وحكاية لحاله، احنا ع العز تربينا".وتحكي الأغنية التي غنتها فرقة "أجناد" قصة ملحمية لمقاومة عناصر عرين الأسود في داخل البلدة القديمة من نابلس، من انتشار الوحدات الخاصة والقناصة، والطائرات، وتحيي الأغنية شهداء نابلس الذين قتلتهم قوات الاحتلال في البلدة القديمة من المدينة قبل أكثر من شهرين، "عبد الرحمن صبح، ومحمد العزيزي (أبو صالح)، وكذلك عن الجريح محمد حرز الله (أبو حمدي)، وتشيد الأغنية بحي "راس العين" بالمدينة.مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بالأغنية، كما أرض الواقع، فيتم تشغيلها في السيارات والشوارع، والمناسبات والأفراح، وحفلات التخرج.تقول والدة الشهيد عبد الرحمن صبح، نسرين العويوي،: "إن هذه الأغنية أصبحت تغنى في كل فلسطين، بمختلف المناسبات، من أعراس وتخرج، وحتى تم غناؤها بشكل جماعي بحفل تخرج في غزة، ونحن فخورون بهذا الوفاء لأبنائنا، والأغنية أصبحت كأنها أغنية تشبه السلام الوطني لفلسطين، فهي حركت مشاعر الجميع، وتؤكد أننا لم نعد نخاف".بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين: "إن هذه الأغنية تحولت لـ(تريند) وتغنى في جميع المناسبات، ولتؤكد أن المقاومة ثابتة بوجود الشعب الفلسطيني، الذي يمجد من يقاوم سواء شهداء أو أحياء، وهو ما يضفي دعمًا وشرعية لعرين الأسود ومبايعة وموالاة من أبناء شعبهم، رغم صغر سنهم".ووفق شاهين، فإن "عرين الأسود" يتزايد نسبة المؤيدين لها، في مؤشر لتأييد خيارات العمل المسلح، وهم شبان أصبحوا ظاهرة تعبر عن مجموعات جديدة من العمل الكفاحي والمسلح خارج إطار الفصائل، في ظل عامل الهجمة المسعورة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، فجاءت عرين الأسود لمواجهة الاحتلال والمستوطنين، وكذلك في ظل تقييد الخيارات السياسية.ويشدد شاهين إلى أن طبيعة هذه الأغنية بصوت من يغنونها وأدائهم وبلحنها القديم الجديد، القريب من الناس وقلوبهم، وتمجد "عرين الأسود" وما قدموه من تضحيات، جعلت الأغنية بالصدارة.وينوه إلى أن الغناء الوطني من الأساليب التي تستخدم جانباً تعبوياً بالنسبة للفلسطينيين، والأغنية الثورية الوطنية هي قريبة من البيان السياسي في التعبئة، حيث إن هذه المرحلة بحاجة إلى تعبئة مختلفة، وليس فقط تعتمد إلى التعبئة العفوية، كالتعبئة بالرموز كالعلم والكوفية، والأغنية.ويرى شاهين أن المثقفين والفنانين والملحنين والمطربين دوماً كانوا بالطليعة، ويقدمون دائماً إنتاجات داعمة للمقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، وهم كذلك يحاولون تلمس خطاب جديد يعبئ الشارع، ومطلوب منهم أن يقوموا بدورهم لتعزيز هذه الحالة الوطنية، والأغنية الوطنية، هي أحد أبعاد الحاضنة الشعبية للمقاومين.ويشير شاهين إلى أن إعادة نشر هذه الأغنية على مواقع التواصل الاجتماعي ولو بشكل عفوي، أمر ساهم في الاستجابة والتعبئة، وتعزيز الحاضنة الشعبية التي تحمي الظواهر الكفاحية، حتى لو انتكست هذه الظواهر، فإنها تتكرر في ظل الاحتلال بأشكال مختلفة.
أغنية لشهداء "عرين الأسود" تقتحم المناسبات والشوارع!!
21.10.2022