أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47735
اغتيل خلال التحضيرات.. "فاروق سلامة" العريس الذي زُف لـ "الحور" قبل "عروسه"!!
04.11.2022

جنين – علي سمودي - بينما كان الصغير قبل الكبير وفي مقدمتهم عناصر فصائل المقاومة من رفاق الشهيد فاروق سلامة، يذرفون دموع الحزن والغضب بعدما اغتالته وحدة إسرائيلية خاصة خلال تجهيزه لحفل زفافه المقرر غدًا السبت، كانت والدته هنية سلامة "أم فادي"، تشق الطريق بسرعة الريح من منزلها بمخيم جنين نحو مشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي، رافضةً تصديق نبأ اعلان استشهاد فارسها الذي كانت تجهز لحظة استشهاده لعرسه.وبلوعة وحسرة وهي تبحث عن جثمانه بين غرف المشفى، بدأت تصرخ وتردد "وين العريس .. ابني فاروق عريس .. الحمد لله تمنى الشهادة ونالها، الحمد لله يما .. الحور العين يما يا فاروق بستنو فيك"، وسرعان ما توجهت نحو ابنها محمد الذي كان يسندها مع المحرر يحيى الزبيدي، دون أن يتمكن من السيطرة على دموعه، فخاطبته وطلبت منه التوقف عن البكاء، وقالت له "يا محمد .. أخوك شهيد، ما تبكي .. ما تبكوا على الغالي".في تلك اللحظات كان رفاق فاروق قد نقلوا جثمانه لثلاجة المشفى بجانب الطفل الشهيد محمد خلوف، ورغم اصابتها بالاغماء، رفضت الاستراحة فور استعادة وعيها، وأصرت على رؤيته وعناقه، وعندما شاهدت جثمانه المسجى، بكت بلوعة وهي تقول: "مستحيل فاروق فارق الحياة .. كان دائمًا يخرج ويعود، منذ 16 عامًا يخرج ويعود لأحضاني .. ما تصدقوا .. فاروق راجع، يلا جيبوه على الدار بدنا نجهز العريس".وبين الوجع وصرخات غضب أقاربه ورفاقه ومحبيه، ومحاولات الجميع التخفيف من وطأة صدمة الوالدة هنية، أمسكت بيد شهيدها القائد الميداني لكتيبة جنين ، وقالت "ما تطول يما يا حبيبي، فاروق تعال بستناك .. فاروق لقد قمت بكي بدلتك للعرس، ومسحت حذاءك، وقمت بتعبئة الحلو، والسلال جاهزة، مين غيرك بده يوزعها".ولم تتوقف الوالدة المكلومة عن مناجاته وترديد اسمه حتى بعدما ألقت نظرة الوداع عليه وهو يغادر منزلها الذي استبدلت فيه رايات الفرح بالحداد والحزن الذي طال كل بيت وشخص في مخيم جنين الذي أبصر فاروق النور بين جنباته، وعاش حياته مناضلاُ، وتعرض للمطاردة والاعتقال، وكان كما وصفه رفاقه البطل الذي لا يهاب الموت والشجاع الذي يتقدم الصفوف دومًا".ورغم أن المخيم اعتاد منذ النكبة على تقديم ووداع قوافل الشهداء، إلا أن اغتيال فاروق سلامة، وصدى استشهاده كان مختلفًا وصادمًا وأكثر ألمًا ووجعًا خاصة لرفاقه المقاومين من "كتيبة جنين"، فلم يبقى أحد يعرفه أو لا يعرفه إلا وبكى، وخيمت أجواء الحزن والغضب في جنين ومخيمها، وبرز خلال التشييع، حضور عدد كبير من رموز المقاومة بينهم المطارد فتحي خازم والد الشهيدين رعد وعبد الرحمن خازم، والذى شوهد يبكي والدموع تنهمر من عينيه خلال وداع الشهيد وتعزية عائلته، في إشارة لقيمة وأهمية وموقع سلامة ومدى محبته واحترامه، خاصةً وأن خازم لم يبكي يوم استشهاد ولديه ووداع عبد الرحمن.ووثق مراسل "القدس" دوت كوم في جنين، بالصور لحظات فرح "فاروق" وهو يجهز لعرسه بذبح العجول في الملحمة بالمخيم، وذلك قبل دقائق من هجوم الوحدات الخاصة واغتياله، وقد بدى في غاية الفرح والسعادة وهو يتبادل التهاني والتبريكات من رفاقه وأهالي المخيم.والشهيد فاروق سلامة من مواليد مخيم جنين، وهو أسير محرر، اعتقله الاحتلال في نيسان 2013 وحكم عليه بالسجن 16 شهرًا، وأفرج عنه بعد انتهاء محكوميته في مايو 2014، وفي الرابع عشر من تشرين أول المنصرم، اعتقلت قوات الاحتلال شقيقه بهاء سلامة في أعقاب استشهاد الطبيب عبدالله أبو التين، في مخيم جنين. ويعتبر سلامة أحد أبرز قادة "كتيبة جنين"، وتربطه علاقات وثيقة بالمقاومين في الضفة الغربية وخصوصًا في جنين ونابلس، و جمعته علاقة وطيدة مع قادة مجموعة "عرين الأسود"، وظهر في صور مع القياديين البارزين في المجموعة الشهيد وديع الحوح والشهيد محمد العزيزي، وكذلك صورة أخرى جمعته بالمطارد مصعب اشتية قبل اعتقاله من أجهزة الأمن الفلسطينية.
*المصدر : "القدس" دوت كوم

1