نددت عدة جهات فلسطينية بـ”السياسة التعسفية” التي ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين، لا سيما الإجراءات القمعية في مختلف السجون، وعمليات الاعتقال التي تطال الأطفال، علاوة على عمليات العزل الانفرادي.وقالت هيئة شؤون الأسرى، إن هذه الأفعال أصبحت “سلوكاً ثابتاً” تهدف من خلاله سلطات الاحتلال لإلحاق الضرر بالأسرى والقضاء عليهم جسدياً ونفسياً.جاء ذلك، بعدما صعّدت سلطات السجون مؤخرا من هجماتها ضد الأسرى، ودفعها بالقوات الخاصة للهجوم عليهم وضربهم وتفتيش غرف الاعتقال وتحطيم أغراضهم.وقد أفاد مكتب إعلام الأسرى بأن توترا شديدا يسود أقسام سجن النقب، إثر تفتيشات استفزازية قامت بها إدارة السجون. وأوضح المكتب أن هذه التفتيشات استهدفت استقرار الأسرى والتنكيل بهم، وهي ضمن إجراءات متكررة في يومي الجمعة والسبت.ودخل الأسير نائل البرغوثي، عامه الـ43 في سجون الاحتلال، وهي أطول مجموع مدة اعتقال في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة، لتُشكّل تجربته الاعتقالية بما فيها من تفاصيل ومحطات، شاهدا تاريخيا على جريمة الاحتلال المستمرة بحق الأسرى.وهذا الأسير البالغ من العمر (65 عاما) من بلدة كوبر شمال غرب رام الله، واجه الاعتقال منذ عام 1978، وقضى منها (34 عاما) بشكل متواصل، وتحرر عام 2011 ضمن صفقة “تبادل الأسرى”، غير أن سلطات الاحتلال أعادت اعتقاله ضمن حملة اعتقالات واسعة عام 2014، طالت العشرات من المحررين في الصفقة، وتبقى اليوم منهم رهن الاعتقال 48 أسيرا، ولا يزال الأسير البرغوثي يقبع في زنازين الاحتلال كرهينة، بذريعة وجود “ملف سرّي” حكمه مؤبد، و18 عاما.وقال نادي الأسير، إن إدارة سجون الاحتلال تعزل انفراديا في سجونها نحو 40 أسيرا، وهي النسبة الأعلى في أعداد المعزولين انفراديا منذ أكثر من 10 سنوات، وأوضح أن أقدم الأسرى المعزولين هو الأسير محمد جبران خليل (39 عاما) من المزرعة الغربية، وتجاوز مجموع سنوات عزله أكثر من 15 عاما، وهو محكوم بالسّجن مدى الحياة، ومعتقل منذ عام 2006.وأوضح النادي أن زنازين العزل تكون معتمة، وضيقة، وقذرة، ومتسخة، وتنبعث من جدرانها الرطوبة، فيها حمام أرضي قديم، وتنتشر فيها الحشرات، لافتا إلى أنه خلال فترة العزل يفقد الأسير شعوره بالزمن، ولا يسمح له بالخروج إلى “الفورة” إلى جانب رفاقه الأسرى، بل يخرج إلى ساحة السجن “الفورة” وحيدا.
مأساة الأطفال
ومع احتفال الأمم المتحدة بيوم الطفل العالمي، الذي يصادف يوم 20 نوفمبر من كل عام، أشارت وزارة التربية والتعليم إلى استشهاد 40 طفلا برصاص الاحتلال منذ بدء العام الجاري، وأبدت استغرابها لتطبيق إدارة سجون الاحتلال، الاعتقال الإداري على طلبة وأطفال قاصرين، فيما قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن أكثر من 50 ألف طفل تعرضوا للاعتقال على يد قوات الاحتلال، منذ عام 1967.وأشارت الهيئة إلى أن أشكال اعتقال الأطفال القُصّر لا تختلف عنها عند اعتقال البالغين، وأن غالبية الأطفال جرى اعتقالهم من بيوتهم بعد اقتحامها والعبث بمحتواها في ساعات الليل، ولفتت إلى أن الشهادات التي وثقت من الأسرى تؤكد أن جميع الأطفال الذين مرّوا بتجربة الاعتقال أو الاحتجاز، قد تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي، أو المعاملة القاسية والمهينة.وبسبب المعاناة التي يعيشها الأسرى الأطفال داخل السجون، كون أن اعتقالهم يتم خارج القوانين الدولية، دعت حركة حماس في هذا اليوم إلى إدراج الاحتلال في “قائمة العار” وحماية أطفال فلسطين من انتهاكات الاحتلال وإرهابه، وأكدت أن احتفال الأمم المتحدة بهذا اليوم “يأتي في الوقت الذي تستمر فيه معاناة أطفال فلسطين، الذين يتعرّضون لأبشع أنواع الإجرام بفعل آلة الحرب الصهيونية وسياسته العنصرية المُمنهجة؛ عبر القتل المتعمّد والأسر والملاحقة والحصار والتضييق، والحرمان من العلاج والدواء والتعليم، والمنع من أبسط حقوقهم الإنسانية”.وذكرت بأنه ارتقى خلال العام الجاري أكثر من 35 شهيداً، وما زال أكثر من 160 طفلاً أسيراً يمارس الاحتلال ضدّهم صنوفاً من التعذيب النفسي والجسدي، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية.وأشارت إلى أن احتفاء الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بيوم الطفل العالمي، يعد “مناسبة مهمّة لتسليط الضوء على استمرار معاناة أطفال فلسطين في الداخل وفي مخيمات اللجوء والشتات، وضرورة التحرّك الجاد إلى حمايتهم من خطر الاحتلال وعدوانه، وتوفير سبل الحياة الحرّة الكريمة لهم في التعليم والغذاء والدواء، وفضح جرائم الاحتلال”.وكان نادي الأسير، أعلن أن أكثر من 750 حالة اعتقال سجلت بين صفوف الأطفال، والفتية، منذ مطلع العام الجاري، من بينهم جرحى، تعرضوا لإطلاق نار نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل الاعتقال، وخلاله. وأشار نادي الأسير، في تقرير أن عدد الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال الإسرائيلي يبلغ اليوم نحو (160) طفلا، يقبعون في سجون (عوفر، ومجدو، والدامون)، بينهم ثلاث فتيات قاصرات يقبعن في “الدامون” وهن: نفوذ حماد (16 عاما) من القدس، وزمزم القواسمة (17 عاما) وجنات زيدات (16 عاما) من الخليل.وأكد أن من بين الأطفال المعتقلين، خمسة رهن الاعتقال الإداري، أحدهم تجاوز سن الطفولة مؤخرا وهم: أنس ابو الرب من جنين، وعبد الرحمن الخطيب من بلدة حزما شمال شرق القدس، وعبادة خليل حماد بلدة سلواد شمال رام الله، وجهاد بني جابر من بلدة عقربا جنوب شرق نابلس، وصهيب سلامة من جنين.وأضاف في تقريره أن نسبة عمليات الاعتقال لا تعكس فقط السياسة الممنهجة والثابتة للاحتلال في استهدافهم، وإنما تشكل الانتهاكات التي يتعرضون لها خلال عمليات الاعتقال عاملا مهما في قراءة مستواها، موضحا أن الشهادات الموثقة للمعتقلين الأطفال، تؤكد أن غالبية الأطفال الذين تم اعتقالهم تعرضوا لشكل أو أكثر للتعذيب الجسدي والنفسي، عبر أدوات وأساليب ممنهجة منافية للقوانين والأعراف الدولية والاتفاقيات الخاصة بحقوق الطفل.
الأسرى الفلسطينيون يواجهون أوضاعا مأساوية.. وعشرات الأطفال يحيون يومهم العالمي خلف القضبان!!
20.11.2022