سياسة “نشر الغسيل” باتت كأنها السياسة الاقرب لكل من يخالف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما ظهر مؤخرا من كذا موقف لم يكن أولها تسريب الأحاديث عن قادة حركة حماس، ولكن آخرها ما حدث على شاشة تلفزيون السلطة الفلسطينية مساء الخميس مع القيادي في حركة فتح عزام الاحمد.عباس وان لم يكن البطل الظاهر للمشهد، فإن مصادر فلسطينيه تؤكد دعمه ليظهر الاحمد في موقف سلبي جدا في السلطة الفلسطينية، عبر شجاعة غريبة ابداها رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله على التلفزيون المذكور.في التفاصيل، ظهر سؤال غير معتاد في مقابلة مع الاحمد من قبل المذيع، فقد سأل الاخير “مسؤول ملف المصالحة مع حركة حماس″ عزام الاحمد عن “الاساس الذي تم تعيين شقيقة زوجته (أي زوجة الاحمد) كوزيرة للتربية والتعليم” ليجيب الاحمد بأن رئيس الوزراء الحمد الله طلبها بالاسم.الموقف وفق المشاهدين بدا مدبّرا، خصوصا في ضوء خلافات باتت تتسع بين الاحمد والرئيس عباس، ففي ذات المقابلة كان رئيس الوزراء الفلسطيني الحمد الله جاهزا على الهواء مباشرة ليحرج الاحمد بقوله “اشهد الله والتاريخ أن هذا الكلام لم يحدث وانت يا عزام احضرت الاسماء مع رئيس المخابرات ماجد فرج”.ما جرى بعد ذلك لم يكن مهما حتى وان تضمن نفي الاحمد لما ورد وطلبه أن يكون رئيس المخابرات معه على الهواء، وهو ما لم يحدث، المهم وفقا للمراقبين أن “صفعة عباس″ للاحمد وجهت بطريقة “الهدف النظيف” ليرد له ما قاله عنه قبل أيام فيما يتعلق باعتقال رئيس نقابة الموظفين العموميين بسام زكارنة، وامين عام المجلس التشريعي ابراهيم الخريشة، حين وصف الاحمد الرئيس “بالديكتاتور”.كثرٌ حين فتح الاحمد على نفسه باب الصراع مع الرئيس الفلسطيني، ظنوا ان الاخير قد يذهب نحو أي من الطرق التقليدية التي تتضمن سحب ملف المصالحة مثلا من الاحمد، أو حتى ابعاده عن تشكيلات حكومة التوافق الوطني، الامر الذي تؤكد مصادر من داخل السلطة في سياقه انه “لُعِبَ بذكاء” ولن يؤدي الى اقل من سحق الاحمد شعبيا.“!!
