كتب محمد أبو رزق ...تعد غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية أحد أشكال الوحدة العسكرية والوطنية للفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي خلال جولات القتال معه وعدوانه على قطاع غزة.وبرز دور غرفة العمليات المشتركة خلال المعركة الحالية التي تديرها المقاومة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي، بعد اغتياله ثلاثة من قادة من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، واستشهاد 33 فلسطينياً خلال العدوان المستمر.وخلال معركة القتال المستمرة تصدرت غرفة العمليات المشتركة المشهد، وأعلنت تنفيذ عملية "ثأر الأحرار" التي تمثلت في توجيه ضربة صاروخية كبيرة بمئات الصواريخ لمواقع جيش الاحتلال والمدن الإسرائيلية، ومن ضمنها "تل أبيب".وبدأت غرفة العمليات المشتركة عملها العسكري في مايو 2021، حين دخلت المقاومة الفلسطينية في معركة مع الاحتلال استمرت 11 يوماً.
التأسيس والانطلاقة
ظهرت النواة الأولى لغرفة العمليات المشتركة عام 2006، وفي حينها أُعلن تأسيسها مع نشر الصيغة الأولية بين الجناحين المسلحين لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وهما كتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس.ونصت وثيقة تأسيس الغرفة المشتركة، في مايو 2006، على "تشكيل جبهة مقاومة موحدة للمقاومة ضد الاحتلال، وتنسيق عملها، وتشكيل مرجعية سياسية موحدة لها".وظهرت غرفة العمليات المشتركة رسمياً أمام الفلسطينيين في عام 2018، حين بدأت "مسيرات العودة" على الحدود الشرقية لقطاع غزة مع الأراضي المحتلة.وتهدف الغرفة إلى توحيد المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وقيادة العمليات العسكرية بشكل مشترك، مع تبني أعمالها أمام الإعلام من خلال بيان واحد موقع باسم "غرفة العمليات المشتركة".وتعمل غرفة العمليات المشتركة على الحفاظ على قوة باقي الفصائل الفلسطينية، ومدها بالأسلحة والخبرة العسكرية خاصة الصغيرة منها، وعدم السماح لجيش الاحتلال الإسرائيلي الاستفراد بأي منها.
وتضم غرفة العمليات 12 جناحاً عسكرياً، وهي: كتائب الشهيد عز الدين القسام، وسرايا القدس، وكتائب شهداء الأقصى - لواء العامودي، وكتائب الشهيد عبد القادر الحسيني، وألوية الناصر صلاح الدين، وكتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية، وكتائب أبو علي مصطفى، وكتائب الشهيد جهاد جبريل، وكتائب الأنصار، وكتائب المجاهدين، ومجموعات الشهيد أيمن جودة، وجيش العاصفةوبعد قرابة عام من تأسسها، أكدت كتائب القسام أن غرفة العمليات المشتركة إنجاز يستحق البناء عليه من أجل توحيد الطاقات والإمكانيات ومنع العشوائية في القرار المقاوم".وقالت القسام في تصريح عام 2019: "تضع الكتائب إمكانياتها في أوقات الطوارئ والضرورة تحت تصرف غرفة العمليات المشتركة، وهو ما دأبت عليه على مدار سنوات، عبر دعم فصائل وتشكيلات مقاومة بالعتاد، للمشاركة في التصدي للاعتداءات الإسرائيلية وحماية الجبهة الداخلية في غزة".كما سبق أن وصف رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، في نوفمبر 2018، الغرفة المشتركة بأنها "تمثل نواة جيش التحرير، ونموذجاً للعمل المشترك الذي يمكن أن يُبنى عليه".بدأت الغرفة المشتركة تنفيد أولى مناوراتها العسكرية في ديسمبر 2020، تحت اسم "الركن الشديد 1"، وشملت تنفيذ تدريبات برية وبحرية وجوية وبالذخيرة الحية تحت غطاء الطائرات المسيرة التي حلقت في أجواء القطاع، مع إطلاق صواريخ تجريبية باتجاه البحر.وبعد عام نظمت الغرفة مناورة جديدة بعنوان "الركن الشديد 2"، وجاءت في حينها في سياق التدريب والتجهيز للمواجهة مع الاحتلال.وشملت المناورة إطلاق الصواريخ التجريبية، واقتحام مواقع الاحتلال، والتدريب حول إمكانية أسر الجنود بهدف إتمام صفقات التبادل لتحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية.وفي ديسمبر 2022، نفذت غرفة العمليات المشتركة المناورة الثالثة لها بعنوان "الركن الشديد3"، وشملت إطلاق نار، والتدريب على عملية اقتحام لمواقع عسكرية للاحتلال الإسرائيلي ومبانٍ سكنية، وعمليات إنزال وخطف خلف خطوط الاحتلال.
*وحدة عسكرية
الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، يؤكد أن غرفة العمليات المشتركة "تشكل وحدة عسكرية للفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، حيث تضم الأجنحة العسكرية التي تتبني العمل العسكري".ويقول عوكل في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "الغرفة من أهدافها منع استفراد جيش الاحتلال الإسرائيلي ببعض الفصائل خلال جولات القتال مع قطاع غزة".ويضيف عوكل: "غرفة العمليات المشتركة تعمل على تنسيق كامل بين فصائلها خلال جولات القتال، وهو ما يحدث حالياً، حيث تنخرط حركة حماس إلى جانب الجهاد الإسلامي، ويوجد توافق وتنسيق أدوار للمعركة".وحول المواجهة المستمرة بين المقاومة وجيش الاحتلال، يوضح أن المقاومة الفلسطينية إرادتها قوية لاستمرار القتال مع الاحتلال خلال الجولة الحالية والبقاء لأيام، ولكن جيش الاحتلال لا يريد استمرارها لأيام طويلة، لذلك ربما تنتهي الجولة خلال الساعات القادمة.
**المصدر : الخليج اونلاين
تعرف على "غرفة العمليات المشتركة" التي تقود المقاومة في غزة!!
14.05.2023