نيويورك (الأمم المتحدة)- “القدس العربي”: قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، إن الأزمة المالية التي تمر بها الوكالة ليست سرا بل تزداد حدة وعمقا وهو ما يمكن أن نسميها “أزمة وجودية” وامكانياتنا للمناورة أصبحت محدودة.لازاريني : لن يكون لدى الأونروا أي تمويل أو نقد اعتباراً من سبتمبر القادم لمواصلة تشغيل مدارسهاوشدد لازاريني في مؤتمر صحافي بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، على أن حل المشكلة المالية المزمنة التي تواجهها الوكالة يتطلب إرادة سياسية بحيث يعادل دعم الجهات المختلفة لمهمة الأونروا، حجم ما توفره لها من موارد، وقال إن “المشكلة تكمن في التباين بين ما يُتوقع أن تفعله الأونروا والمصادر التي تتوفر لها”.وأشار لازاريني إلى الطبيعة الفريدة لعمل الأونروا، والتي تختلف كليا عن جميع الوكالات الإنسانية الأخرى إذ إنها الوكالة الوحيدة المكلفة بتقديم خدمات مماثلة للخدمات الحكومية. وقال” “نحن نقوم بما تقوم به وزارة التعليم ووزارة الإسكان ووزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الشؤون البلدية مجتمعة.”وجدد التأكيد على أهمية مواكبة الموارد للاحتياجات، قائلا “تقوم الوكالة بتقديم الخدمات التعليمية لنحو 550 ألف طالب. فإذا انخفضت الموارد لدينا بنسبة 20%، فهل يمكننا أن نطلب من مئة ألف طالب من أطفالنا الخروج من المدرسة بانتظار توفير الموارد؟”.وحذر المفوض العام من أن الأونروا لن يكون لديها تمويل أو نقد اعتباراً من أيلول/ سبتمبر القادم لمواصلة تشغيل مدارسها، كما أن الموارد اللازمة لعمل مراكزها الصحية والخدمات الحيوية الأخرى آخذة في النفاد.وردا على سؤال حول مساهمة الدول العربية في ميزانية الأونروا وخاصة أنه شارك في مؤتمر القمة العربي الأخير في جدة. قال لازاريني إنه ليس على دراية بعد بأي التزام ملموس بزيادة تلك المساهمة خلال العام الحالي مع أنه ما زال يأمل ذلك. “لقد سمعت بيانات مشجعة وما زلت أنتظر ترجمة تلك البيانات إلى واقع.”
لازاريني: مساهمات الدول العربية في الأونروا لا تتجاوز 5%
وقال:” لقد وصلت المساهمات العربية الذروة عام 2018 حيث شكلت 25% من المساهمات ثم عادت وانحدرت إلى نحو 5 % عام 2021″. وقال إنه ما زال يلتمس من الدول العربية زيادة مساهماتها ويحضر مرتين اجتماعات على مستوى الوزراء لطرح مسألة تمويل الوكالة. “آمل أن زياراتي المتكررة لبعض العواصم العربية التي كانت كريمة في مساهمتها تاريخيا أن تؤدي إلى نتائج ملموسة”.وردا على سؤال المناهج، التي تدرس في مدارس الأونروا، أكد لازاريني أن فريق الوكالة المتخصص يراجع كل ما تتضمنه كتب السلطة الفلسطينية للتأكد من أنها تنسجم مع لغة ومبادئ الأمم المتحدة ولا يسمح أن تتضمن الكتب أي مواد تدعو للتحريض والكراهية والإثارة. كما أن مدارس الوكالة مناطق محايدة الكل يجب أن يحترمها.وستعقد الوكالة، الجمعة، اجتماعا بمقر الأمم المتحدة يرأسه الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة، بهدف الإعلان عن التبرعات لزيادة دعم الدول الأعضاء للوكالة. وقال لازاريني إنه سيقدم رسالة واضحة للمؤتمر تتعلق بالأزمة التي تمر بها الوكالة وحول ضرورة أن تقوم الدول بتقديم التزام مالي يساعد الوكالة على دقة التنبؤ بالإمكانيات في السنوات القادمة كي لا تبقى الوكالة تتعرض للمطبات، ومن جهة أخرى سيطالب المفوض العام بزيادة حجم التعهدات والالتزام بها.وتقدم وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) خدمات صحية وتعليمية وإغاثة طوارئ ومساعدات مالية للأكثر احتياجا لنحو 5.9 مليون لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها الخمس وهي: غزة، الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، الأردن، لبنان وسوريا. ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبا عبر التبرعات الطوعية. هذه الخدمات معرضة للخطر ما لم تحصل الأونروا على تمويل منتظم وطويل الأجل ومرن.
لازاريني يحذر من خطر انهيار الأونروا بسبب الأزمة المالية!!
02.06.2023