داخل قسم الطوارئ في مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح جنوب قطاع غزة يفترش خمسة أطفال الأرض بعد تمكن فرق الإنقاذ والدفاع المدني الفلسطينية من انتشالهم أحياء من تحت ركام منزلهم الذي دمرته غارة إسرائيلية.ويرتجف الأطفال وهم ذكور وإناث دون 14 عاما ويصرخون بعدما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية صباح اليوم منزلهم المكون من طابقين وسط مدينة رفح أقصى جنوب القطاع المحاصر.وكالعادة حاول الأطباء المناوبون في قسم الطوارىء بالمستشفى الأكبر في المدينة تهدئة روع الأطفال الصغار وطمأنتهم على أفراد عائلتهم بأنهم بخير وعلى قيد الحياة.وتقول الطفلة ديانا خليل، وهي مستلقية على الأرض يكسوها غبار ركام المنزل لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الطائرات الإسرائيلية قصفت المنزل بعدد من الصواريخ ونحن بداخله دون سابق إنذار.وتضيف الطفلة الفلسطينية، وهي تبكي بحرقة أن طواقم الدفاع المدني "أخرجتني وأربعة من إخوتي من تحت الركام، ومن ثم جاءت بنا سيارات الإسعاف إلى المستشفى".وتتابع وهي تمسح الدموع من على وجهها بيدها المصابة أن "باقي أفراد العائلة المكونة من 30 شخصا من بينهم أمي وأبي وأقربائي لا نعلم ما هو مصيرهم ولم يخبرنا الأطباء إن كانوا أحياء أو شهداء".وعلى مقربة من ديانا يجلس شقيقها مراد، الذي كسا غبار الركام جسده وضمد الأطباء رأسه بلاصق أبيض جراء إصابة خفيفة تعرض لها جراء الغارة الإسرائيلية.ويقول مراد بينما بدت ملابس ممزقة وحافي القدمين إن القصف الإسرائيلي "عنيف وسبب لنا حالة من الخوف الشديد".وخلال وجوده في فناء المستشفى وجه الطفل البالغ من العمر 10 أعوام مرارا أسئلة للأطباء من حوله بشأن أهله، قائلا "أهلي عايشين (أحياء) طمنونا عليهم... فيهم النفس".ويتابع الطفل مراد "شربت ماء ولكني عطشان أريد شرب المزيد"، مطالبا الأطباء بنقله إلى الغرفة التي يتواجد بها والدته ووالده.وفي مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة بدا المشهد مماثلا إذ تمكن ثلاثة أطفال من الخروج من تحت أنقاض منزلهم بعد غارة إسرائيلية استهدفته.وهرع الأطفال الثلاثة إلى الشارع وسط تناثر الركام والدمار في كل مكان يصرخون بأن والدهم وشقيقهم قتلا جراء القصف.ويقول الطفل وليد، الذي كسا غبار الركام شعره وملابسه لـ((شينخوا)) إن الطيران الإسرائيلي شن عدة غارات على المنطقة طالت أيضا منزل العائلة.ويضيف وليد وهو يبكي أن والده وشقيقه كانا في السوبرماركت الخاص بالعائلة لحظة القصف، ما أدى لمقتلهما على الفور.ويشير إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية تحلق بشكل مستمر في الأجواء وتقوم بشن غارات عنيفة في كافة مناطق قطاع غزة.ويأمل وليد بأن تتوقف الحرب الإسرائيلية وقتل الأطفال في أسرع وقت ممكن والعيش بأمن وسلام كباقي أطفال العالم.
ويتعرض جنوب غزة لأشد قصف، وهناك خسائر فادحة في صفوف الأطفال، حسب ما قال متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في تصريح نشرته قناة ((الجزيرة)) الإخبارية.وقبل يومين قالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل في تصريح بشأن استئناف القتال في غزة نشره الموقع الرسمي لليونيسف الجمعة إن "قطاع غزة أصبح مرة أخرى أخطر مكان في العالم للأطفال".وتابعت أنه "بعد سبعة أيام من الراحة من أعمال العنف المروعة استؤنف القتال. من المؤكد أن المزيد من الأطفال سيموتون نتيجة لذلك".وأضافت أنه "قبل الهدنة، أفادت التقارير بأن أكثر من 5300 طفل فلسطيني قُتلوا خلال 48 يوماً من القصف المتواصل"، مشيرة إلى أن "الرقم لا يشمل العديد من الأطفال الذين ما زالوا في عداد المفقودين ويُفترض أنهم مدفونون تحت الأنقاض".يأتي ذلك فيما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في وقت سابق عن مقتل نحو 700 فلسطيني في غارات إسرائيلية على قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية.وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة للصحفيين إن إسرائيل استأنفت غاراتها بعد انتهاء الهدنة الإنسانية صباح أول أمس (الجمعة) بزيادة حدة استهداف المدنيين.وأضاف الثوابتة أن الجيش الإسرائيلي ارتكب 20 جريمة بحق المدنيين خلال الـ24 ساعة الماضية راح ضحيتها نحو 700 قتيل ومئات المصابين ما يزالون عالقين تحت أنقاض المباني.ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة قتل خلالها أكثر من 15 ألف فلسطيني بعدما شنت حركة المقاومة الإسلامية هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية.!!
في غزة... أطفال ناجون يروون معاناتهم تحت القصف الإسرائيلي!!
04.12.2023