أحدث الأخبار
السبت 11 كانون ثاني/يناير 2025
1 2 3 47816
آمال الغزيين باتفاق تهدئة تتضاءل… وتخوف من احتلال دائم!!
11.01.2025

غزة ..كتب أشرف الهور..: انخفض الحماس الذي أبداه سكان غزة تجاه متابعة أخبار مفاوضات التهدئة، بسبب طول مدتها، وشكوكهم كما المرات السابقة، بوضع حكومة إسرائيل عراقيل جديدة في مسارات التفاوض، على غرار المرات السابقة، لا سيما وأن تصريحات لمسؤولين إسرائيليين كبار أشارت صراحة إلى ذلك، رغم الحديث الأمريكي المباشر عن وجود «بعض التقدم».وبعد أن كان النازح إبراهيم النجار، يتابع يوميا عبر مواقع الأخبار والتواصل الاجتماعي بشغف أخبار التهدئة، ويحرص على تبادل الأخبار مع جيران النزوح في منطقة مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، عاد الرجل إلى طبيعة اهتماماته السابقة، وبدأ يبحث عن كيفية تأمين قوت أسرته في ظل صعوبة الحياة والنقص الحاد في المواد التموينية والمساعدات.ويذكر نجار في حديث مع «القدس العربي»، كيف عمت فرحة كبيرة في منطقة نزوحه كما الكثير من مناطق النزوح، يوم الأحد الماضي، حين تناقلت الأنباء معلومات تفيد بقرب التوصل إلى تهدئة، والتقارير التي أشارت إلى أنه لن يمضي منتصف الأسبوع، إلا ويكون الإعلان عن بدء تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.ويقول، وهو يستعيد ما حدث في مساء ذلك اليوم، «وقتها اتصلت بأخوي في غزة، وخبرته بقرب لقائنا». وأضاف الرجل، وهو في بدايات العقد السادس، «الكل في المنطقة كان فرحاناً بالخبر»، و»الجميع كان يعتقد أن الأمور راح تتغير، ونعود لمناطق سكننا قبل الحرب في غزة والشمال، وتدخل المساعدات والأدوية وتفتح المعابر».وأشار إلى أن الحماسة حول هذا الأمر بدأت تتراجع مع طول مدة التفاوض، وخروج تصريحات مصادرها عبرية تفيد بوجود نقاط خلاف أساسية تمنع الوصول إلى التهدئة في الوقت القريب، وتحديدا قبل مغادرة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن البيت الأبيض، ووصول الرئيس الجديد دونالد ترامب، في العشرين من الشهر الجاري.وبما يدلل على هذا الأمر، كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي أطلق تصريحات كثيرة مع بداية التفاوض أشارت إلى قرب التوصل لاتفاق، قال أخيراً «إذا لم نصل إلى هناك مع انتقال السلطة في الولايات المتحدة، فإن خطة بايدن ستنتقل إلى إدارة ترامب».وتشارك سناء، وهي موظفة في الأربعينيات من العمر، وتعمل مشرفة في أحد مراكز الإيواء، موقف الغزيين الذين لا يعقدون آمالاً كبيرة على المفاوضات الحالية، رغم ما أشيع من أخبار حول إحراز تقدم.
وتقول لـ»القدس العربي»، «طول مدة التفاوض تدلل على وجود مشاكل كبيرة، ورفض إسرائيلي للكثير من الطلبات، ووضع شروطاً جديدة»، وأضافت «في البداية الكل تحدث عن قرب الاتفاق، لكن طول مدة المفاوضات تعني شيئاً واحداً أن التقدم أصلا في الملفات السابقة التي جرى الاتفاق عليها، وباقي الملفات الخلافية لا تزال قائمة».وتخبرنا سناء أنها اتصلت في ذلك اليوم الذي أشيع فيه خبر قرب التوصل إلى تهدئة بأقارب لها يقيمون في شمال قطاع غزة، وتبادلوا الحديث عن اقتراب موعد لقائهم وانتهاء الحرب، بعد أكثر من عام على البعد، وتشير إلى أن بعض النازحين حزموا أمتعتهم واستعدوا لرحلة العودة إلى الشمال.وفرضت الحرب نزوحا قسريا على نحو مليوني مواطن من قطاع غزة، من أصل 2.2 مليون مواطن، حسب أرقام المنظمات الدولية.ولا تزال غالبية ممن عانوا النزوح القسري بسبب سياسات الاحتلال العسكرية، تقيم إما في خيام مهترئة في مناطق عشوائية، أو في مراكز إيواء تدير غالبيتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، وتفتقر جميع مناطق ومراكز النزوح إلى الحد الأدنى من الخدمات، فيما يعاني جميع سكان القطاع من النقص الحاد في المواد التموينية.وتعاني المنظومة الصحية نقصاً حاداً في الأدوية والوقود اللازم للمشافي، ما يهدد حياة السكان بخطر الموت جوعا ومرضا.ويؤكد محمد نبهان، الذي يستضيف في منزله وسط قطاع غزة أقارب نازحين، أن الجميع تحمس لقرب الاتفاق، لكن، وبعد سماع تصريحات من مسؤولين إسرائيليين عن استمرار الشروط واحتلال غزة، بدا يفقد الأمل في إمكانية التوصل لاتفاق قريب.وسألته «القدس العربي» عن فقدان الحماس بشأن التهدئة، رغم أن الرئيس الأمريكي صرح مساء الخميس، بأن تقدما حقيقيا يجري إحرازه نحو التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، فقال «بايدن ما قدر يخلص الحرب، أصدق بايدن ولا سموترتش؟».وكان وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، قال إن جيشه سيستمر في الوجود في قطاع غزة لفترة طويلة، وهدد بأن إسرائيل ذاهبة نحو احتلال غزة بشكل كامل، بعد تولي ترامب المنصب يوم 20 من الشهر الجاري. وقال «في 21 كانون الثاني / يناير الجاري، بعد تولي ترامب منصبه، سيكون الضغط العسكري في غزة أقوى، ليس دخولاً أو خروجاً، بل (عبر) الاستيلاء على الأراضي واحتلالها، ولا ينبغي أن نخاف من ذلك، مع تحمل المسؤولية المدنية».وتوعد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي، بمواصلة الحرب على غزة، وقال خلال تفقد جيشه في مناطق التوغل شمال غزة «لن نتوقف، سنوصلهم إلى نقطة يفهمون فيها أنهم بحاجة إلى إعادة جميع المختطفين».ويقول المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي عاهد فروانة، إن تصريحات سموتريتش المتطرف، تدلل على السياسات الحقيقية لحكومة اليمين في إسرائيل.ويضيف فروانة لـ «القدس العربي»، إن هذه التصريحات تؤكد أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يقوم حاليا على إدارة الوقت، ويهدف من وراء المفاوضات المستمرة، الخروج من الضغط الشعبي والدولي، بالإيحاء للجميع أنه منخرط في التفاوض للتوصل إلى صفقة تهدئة، غير أن لديه نوايا لترحيل الملف وتأجيله قدر الإمكان لحين وصول حليفه ترامب».ويؤكد فروانة أن اليمين المتطرف في إسرائيل يحاول استغلال فترة ترامب لتحقيق طموحاته بحسم الصراع، معتمدين على ما قدمه ترامب لنتنياهو في فترته الأولى من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ووقف الدعم عن السلطة الفلسطينية و»الأونروا»، وطرحه «صفقة القرن»، وضم الجولان، وغيرها من الأمور التي أعطت اليمين أكثر مما كان يصبو في تلك الفترة.!!
*المصدر : القدس العربي

1