غادر فريق من المفاوضين الإسرائيليين إلى العاصمة القطرية الدوحة، أمس الإثنين، لإجراء جولة جديدة من المحادثات بشأن استمرار اتفاق وقف إطلاق النار الهش في غزة، غداة إعلان دولة الاحتلال قطع إمدادات الكهرباء عن القطاع سعيا لزيادة الضغط على حركة “حماس”.واتهمت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعرقلة الجهود الآيلة إلى تنفيذ الاتفاق. وقالت في بيان إنه كان مقررا أن يكتمل انسحاب جيش الاحتلال من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) بحلول اليوم الـ50 للاتفاق الموافق ليوم أمس الأول الأحد، وهو ما لم يحدث.ورأت في هذا انتهاكًا صارخًا و”محاولة مكشوفة لإفشال الاتفاق”.وطالبت الوسطاء والمجتمع الدولي بالتدخل فورا لضمان انسحاب جيش الاحتلال واستئناف مفاوضات المرحلة الثانية.وفي السياق، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أمس إن اللقاءات المباشرة بين مبعوث الرئيس دونالد ترامب الخاص بالرهائن آدم بوهلر وحركة “حماس” بشأن إطلاق سراح المحتجزين في غزة كانت مناسبة “لمرة واحدة” ولم تؤت ثمارها حتى الآن.وكان قد قال بعد لقاءاته مع قيادة “حماس” في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية الأحد، إن “حماس اقترحت على الأمريكيين هدنة لمدة تتراوح بين 5 و10 أعوام، تتخلى فيها عن جميع أسلحتها”.وأثارت تصريحات بوهلر عن لقاءاته مع “حماس”، فضلاً عن المفاوضات المباشرة التي تجريها واشنطن مع الحركة الفلسطينية، استياء واسعا في إسرائيل، سعى نتنياهو لاحتوائه.وكشفت الإذاعة العبرية صباح أمس عن أن نتنياهو قال لوزرائه المتفاجئين خلال اجتماع المجلس الوزاري الأمني السياسي المصغر “الكابينت” إنه تمّت تسوية الأمور وإن التنسيق مع الإدارة الأمريكية متكامل.وقال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، إن تل أبيب أبلغت بوهلر بألا يتحدث مع حركة “حماس” نيابة عن إسرائيل.وتأتي هذه التطورات على وقع تصعيد إسرائيلي، وتشديد في إجراءات الحصار الذي يفرضه الاحتلال على القطاع.واستشهد فلسطيني واحد على الأقل وأصيب عدد آخر في قصف إسرائيلي بطائرة مسيرة شمال شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة.ولليوم التاسع على التوالي، لم تسمح قوات الاحتلال بمرور أي مساعدات غذائية أو إنسانية أو طبية إلى سكان قطاع غزة، فضلا عن إعلانها قطع التيار الكهربائي.وقال رئيس بلدية دير البلح نزار عياش، إن قطع إسرائيل الكهرباء عن محطة التحلية يقلل 70 في المئة من المياه العذبة وسط وجنوب قطاع غزة، ما يعمق الأزمة بشكل غير مسبوق.وفي الضفة الغربية المحتلة، قتل جيش الاحتلال أمس شابا فلسطينيا دهسا، في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.ووفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) فإن “آلية عسكرية إسرائيلية دهست شابًا كان يستقل دراجته النارية قرب دوار الداخلية في مدينة جنين، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، نُقل على إثرها إلى مستشفى ابن سينا، قبل أن يعلن عن استشهاده” .جاء هذا في ظل حملة اعتقالات، وهدم منشآت تجارية في طولكرم والقدس، وتدشين المستوطنين بؤرة جديدة جنوب نابلس.!!