عرضت دول اللجنة الخماسية العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية خطة إعمار غزة التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة مطلع الشهر الجاري، على الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت القمة التي عقدت في الرابع من آذار / مارس قد جاءت ردًا على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضية بنقل سكان غزة والاستيلاء الأمريكي على القطاع، تمهيدا لإقامة ما أسماه ترامب “ريفييرا الشرق الأوسط”، وهو ما رفضته الدول العربية.وشهدت العاصمة القطرية الدوحة أيضا اجتماعات لمسؤولين ووزراء خارجية خمس دول عربية، وأمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، مع المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، في الوقت نفسه الذي كانت فيه مفاوضات غير مباشرة تدور في الدوحة أيضا بين حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وإسرائيل، في محاولة لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي خرقته حكومة بنيامين نتنياهو.ووفق البيان الختامي الصادر عن اجتماع الخماسية والمسؤول الأمريكي، وأصدرته وزارة الخارجية القطرية، فقد عرض المسؤولون العرب خطة إعادة إعمار غزة التي أقرتها القمة، و”اتفقوا مع المبعوث الأمريكي على مواصلة التشاور والتنسيق بشأنها كأساس لجهود اعادة اعمار القطاع”.وأكد الوزراء العرب “أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة”، مشددين على “ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال”.كما جددوا “التأكيد على الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية”.من جهة ثانية استمرت جولة مفاوضات التهدئة وسط شكوك في موافقة إسرائيل على المضي في تنفيذ الخطوط العريضة التي جرى الاتفاق عليها سابقا بخصوص مراحل التهدئة.وقالت حركة “حماس” إنها “تنتظر خطوات جديدة “من مفاوضات الدوحة للمضي نحو تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.وعلى الرغم من الشكوك في الموقف الإسرائيلي، تحدث مصدر إسرائيلي للقناة 12 العبرية عن تقدم في المفاوضات. وقال المصدر، حسب ما نقلت شبكة الجزيرة “لو لم يكن هناك ما يفعله الفريق المفاوض في الدوحة لعاد إلى إسرائيل”.وكانت هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن مصادر أن مفاوضات الدوحة مستمرة ولا يوجد خلاف كبير بين الأطراف حتى اللحظة رغم وجود فجوات.وكانت تقارير عبرية كشفت أن الوفد الإسرائيلي المفاوض لم يحصل على صلاحيات كبيرة.في هذا الوقت، استمرت قوات الاحتلال في شن هجمات ضد قطاع غزة، وأعلن عن استشهاد ثلاثة مواطنين، وذلك على وقع تشديد إجراءات الحصار، الذي يهدد بوقوع كوارث صحية وبيئية وتفش أوسع للمجاعة كما تهدد أزمة مياه الشرب بعد قطع إسرائيل التيار الكهربائي عن محطة التحلية في دير البلح، حياة 600 ألف فلسطيني.وقال أحمد الرباعي، مدير المحطة لـ«القدس العربي»: «سنواجه نقصًا حادًا في المياه الصالحة للشرب بنسبة تتراوح بين 75% و80%. (..) وسيقل عدد المواطنين الذين تصلهم المياه إلى أقل من 100 ألف مواطن فقط”.!!
*المصدر : القدس العربي