
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ628 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ"المساعدات الأميركية"، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.وفي اليوم الـ100 من استئناف العدوان المكثف على القطاع، ارتكبت القوات الإسرائيلية سلسلة مجازر دامية، تركزت بشكل خاص في محيط مراكز توزيع الغذاء في وسط وجنوب القطاع.
ففي شمال غزة، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلا قرب مسجد النعمان في منطقة النزلة، كما تعرض منزلان لعائلتي نصر ووالددا في جباليا لقصف عنيف، أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، فيما لا يزال عدد من الأشخاص تحت الأنقاض.وفي جريمة جديدة بحق المجوعين، أطلق الجنود النار على مدنيين أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات غذائية على شارع صلاح الدين، جنوب منطقة وادي غزة، ما أدى إلى استشهاد عدد من النازحين، غالبيتهم من النساء والأطفال.كما واصلت المدفعية الإسرائيلية قصف مناطق بطن السمين والمقابر جنوبي مدينة خانيونس، في وقت تشير فيه الإحصاءات إلى أن 94 شهيدا ارتقوا خلال الساعات الـ24 الماضية، بينهم 60 شخصا قتلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الإنسانية.وفي موازاة الجرائم بحق المدنيين، أعلنت المقاومة الفلسطينية عن تنفيذ سلسلة من العمليات الهجومية المباشرة ضد قوات الاحتلال داخل المناطق التي تتوغل فيها، لا سيما في جنوب القطاع.وذكرت مصادر المقاومة أنها نصبت كمينا معقدا لوحدة إسرائيلية خاصة في خانيونس، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الجنود.من جهته، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن مقتل سبعة جنود في واحدة من أعنف الضربات منذ بدء العملية العسكرية، إثر انفجار استهدف ناقلة جند مدرعة من طراز "بوما" في محيط خانيونس.وتعد هذه العملية ضربة قاسية للقوات الإسرائيلية وتكشف هشاشتها الميدانية رغم استخدام أحدث تقنيات الحماية.مع استمرار الحرب، تتصاعد التحذيرات الحقوقية والإنسانية من تفاقم الكارثة في غزة، حيث يحاصر السكان بين نيران القصف ومشاهد الجوع والحرمان، وسط عجز دولي تام عن وقف نزيف الدم أو إيصال المساعدات بشكل آمن ومنتظم.!!
