تتواصل الحرب الفاشية الصهيونية الإسرائيلية على قطاع غزة بلا هوادة، في وقت تتعمق فيه المأساة الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة، وسط قصف متواصل وتجويع منهجي يعصف بملايين المدنيين.وفي مشهد مأساوي بات يوميا، يسقط المزيد من الشهداء، ليس فقط تحت القنابل، بل أيضا بسبب الجوع والحرمان من أبسط مقومات الحياة.وأعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 7 فلسطينيين خلال الساعات الـ24 الماضية جراء الجوع، إضافة إلى 35 آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي عند نقاط توزيع المساعدات، ما يرفع حصيلة شهداء المجاعة إلى 169 شهيدا منذ بدء الحصار.وفي اليوم الـ667 من العدوان، بلغ عدد الشهداء منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر أكثر من 60 ألف شهيد، وأكثر من 148 ألف مصاب، بينهم 9200 شهيد منذ منتصف مارس/آذار فقط.وفي ظل هذا الواقع الكارثي، تتصاعد المؤشرات على أن الحرب تدخل مرحلة أكثر تعقيدا، سياسيا وميدانيا.وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن اتصالات متقدمة بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، لبحث مقترح تسوية يتضمن وقفًا شاملًا للحرب، مقابل إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين، ونزع سلاح المقاومة، وإخضاع غزة لإدارة دولية تقودها الولايات المتحدة.هذا التحرك السياسي جاء عقب نشر كتائب القسام مقطعا مصورا لأسير إسرائيلي يشكو من الجوع الحاد، ما أثار غضب عائلات الرهائن الذين اتهموا حكومة نتنياهو بـ"التخلي عن أبنائهم"، ورفضوا ما وصفوه بالشروط التعجيزية التي تضعها تل أبيب وتفشل من خلالها فرص التوصل إلى اتفاق.وفي الأثناء، يخيم الحزن والبؤس على مخيمات النازحين داخل القطاع، حيث لا يزال الأطفال ينامون بأمعاء خاوية، والآباء يجوبون الأنقاض والمناطق الخطرة بحثا عن لقمة تسد رمق العائلة، في مشهد يجسّد عمق الكارثة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني تحت الحصار والموت البطيء.