
شهدت عشرات المدن المغربية، عقب صلاة الجمعة، تظاهرات ووقفات داعمة لفلسطين، ورافضة لحرب الإبادة وسياسة التجويع التي يمعن جيش الاحتلال الإسرائيلي في فرضها على غزة. كما ينتظر أن تنظم وقفات مماثلة بعد صلاتي المغرب والعشاء، واعتصام شعبي أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط مساء دعت إليه "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية).وللأسبوع 90 على التوالي، شارك آلاف المغاربة في وقفات أمام المساجد عقب صلاة الجمعة، دعت إليها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية)، رددوا خلالها شعارات منددة بجرائم القتل والتجويع التي يرتكبها جيش الاحتلال وبالحصار المضروب على قطاع غزة، مطالبين بوضع حد لحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وسط تواطؤ وتخاذل دولي.وعبر المشاركون في الوقفات التي نظمت تحت شعار: "صمتكم يقتلنا"، عن تنديدهم بالمجازر اليومية التي تستهدف الأطفال والنساء والشيوخ، وباستمرار قصف المستشفيات والمدارس ومخيمات النازحين، ومحاصرة أكثر من مليوني إنسان في كارثة إنسانية غير مسبوقة. كذلك، عبر المشاركون في الوقفات التي نظمت بعد صلاة الجمعة أمام المساجد عن دعمهم للشعب الفلسطيني ومقاومته، مطالبين بإسقاط التطبيع وغلق مكتب الاتصال، مع الدعوة إلى فتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.إلى ذلك، كشف الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، محمد الرياحي الإدريسي، أن 60 مدينة أعلنت خروجها في 108 تظاهرات اليوم، في جمعة طوفان الأقصى رقم 90، من بينها الدار البيضاء، ومراكش، وطنجة وفاس، ووجدة، ومكناس، وتطوان، والحسيمة، وآكادير، والمحمدية، والجديدة، وخنيفرة، والقنيطرة، والفقيه بنصالح، وشفشاون، وبركان، وزايو، وتنغير، وآيت ملول، وتيفلت، وأحفير، وسيدي بنور، والناظور، وتارودانت، وخريبكة، وتمارة، وتازة، وجرادة، والقصر الكبير، وشفشاون، وأزرو. وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال الإدريسي إن احتجاجات اليوم تأتي في إطار الفعاليات المستمرة، التي دشنها الشعب المغربي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، دعماً ووقوفاً إلى جانب الشعب الفلسطيني في معركة طوفان الأقصى المجيدة، مؤكداً أنه "منذ انطلاق المعركة لم يتوقف المغاربة يوماً واحداً عن دعم الشعب الفلسطيني عامة وأهلنا في قطاع غزة خاصة بمختلف الوسائل والأشكال وفي مختلف مدن البلاد".وأكد أن الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة اختارت هذه الجمعة شعار "صمتكم يقتلنا"، وذلك لتذكير العالم أجمع والأمة العربية والإسلامية، خاصة الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية، بما يقع من مجازر وتجويع وقتل وتدمير في قطاع غزة على مرأى ومسمع العالم. وشدد على أن "فعاليات جمعة طوفان الأقصى رقم 90 تروم توجيه ثلاث رسائل: أولها أن الشعب المغربي ما زال مستمراً في دعمه وخروجه إلى الشارع من خلال مسيرات ووقفات ومواكب ومهرجانات وندوات، والمشاركة في كل المبادرات التي من شأنها دعم أهلنا في غزة. وكذلك لتأكيد وقوفه إلى جانب أشقائه الفلسطينيين في هذه المحنة والمنعرج الخطير الذي تعرفه القضية، لا سيما أن المغاربة كانوا في الصفوف الأولى في فتح بيت المقدس، ولهم باب في المسجد الأقصى، فضلاً عن حارتهم التي سواها الكيان المجرم بالأرض واختلطت فيها دماؤهم بالدماء الفلسطينية". وقال: "اليوم يؤكد المغاربة وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني ومطالبه العادلة والمشروعة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية الموحدة وعاصمتها القدس الشريف، وطرد الكيان المجرم المقيت".من جهة أخرى، أكد الإدريسي أن "فعاليات جمعة طوفان الأقصى 90 تبعث رسالة ثانية هي أن الشعب المغربي بكامل قواه وهيئاته "يرفض رفضاً باتاً ما يقوم به الكيان الصهيوني المجرم المدعوم من قوى الاستكبار العالمي وفي مقدمتها أميركا، وسياسة التقتيل والتجويع الممنهج وما يرافقها من مصائد الموت لطالبي المساعدات"، فضلاً عن رفضه لـ"مخططات الكيان باحتلال غزة وأطماع بنيامين نتنياهو بتحقيق دولة إسرائيل الكبرى، وهي أطماع لا تتوقف عند حدود غزة وفلسطين، بل تتعداها إلى باقي الدول العربية والإسلامية، لأن هذا الكيان هو جرثومة تتمدد في كل الوطن العربي والإسلامي".واعتبر أن فعاليات اليوم تبعث برسالة ثالثة مفادها أنه "إزاء ما يقع من إبادة بحق الفلسطينيين في كل فلسطين، ومن قتل واقتحامات وتهويد للمسجد الأقصى، واستهدافات لكل معاني الحياة، يتعين على كل الدول العربية والإسلامية، ومنها المغرب، قطع كل علاقاتها مع الكيان المجرم اللقيط". وقال: "نعبر مجدداً عن رفضنا لاتفاقية التطبيع المشؤومة التي دشنها النظام المغربي مع هذا الكيان القاتل المجرم. وقد قلنا إن أي تطبيع في ظل الحرب القائمة والمجازر هو شراكة إلى جانب الكيان الصهيوني، وإن كل الخطوات التطبيعية هي مرفوضة شعبياً، وهو ما عبر عنه الشعب المغربي في مختلف المحافل، مؤكداً، بالمقابل، وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني الأبي".وتابع: "مجدداً نعلن استمرارنا في الهبة التضامنية مع الشعب الفلسطيني، ونأمل من باقي الشعوب العربية والإسلامية أن تحذو حذو المغرب الشعبي، كما نحيي الشعب الفلسطيني المقاوم ومقاومته التي ما زالت صامدة وتلقن الكيان بعتاده والدعم اللامشروط الذي يتلقاه دروساً في المقاومة والصمود والإباء".وإلى جانب وقفات مسجدية عقب صلاتي المغرب والعشاء بدعوة من الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، ينتظر أن تنظم مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين ابتداء من السابعة والنصف مساء إلى منتصف الليل بالتوقيت المحلي، اعتصاماً شعبياً أمام مقر البرلمان بوسط العاصمة الرباط، تحت شعار: "من إحراق الأقصى إلى محرقة غزة.. رباط ومقاومة".من جهة أخرى، يتوقع مشاركة آلاف المغاربة في المسيرة الشعبية التي دعت إليها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" بمدينة الدار البيضاء مساء يوم غد السبت، تحت شعار "كل الدعم للمقاومة الفلسطينية لوقف الإبادة الجماعية في غزة.. إسقاط كافة أشكال التطبيع دفاعاً عن سيادة المغرب".وتتواصل منذ 18 مارس/آذار الماضي احتجاجات المغاربة تنديداً باستئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة، إذ شهدت عشرات المدن في مختلف أنحاء البلاد وقفات ومسيرات غاضبة ومنددة بالعدوان. ومنذ اليوم الأول لحرب الإبادة، شهد المغرب العديد من مظاهر التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني، من خلال وقفات ومسيرات نظمت بشكل شبه يومي في مختلف أنحاء البلاد، كان عنوانها الرئيس دعم ومساندة الفلسطينيين والمقاومة ورفض التطبيع.

