
زادت الأمطار الغزيرة التي اجتاحت قطاع غزة المدمّر من مأساة السكان، وأغرقت الكثير من خيام النزوح.وفي الوقت نفسه، كانت قوات الاحتلال تجدد خرقها اتفاق وقف إطلاق النار، وتنفّذ هجمات عنيفة أسفرت عن سقوط ضحايا جدد.وأعلنت وزارة الصحة عن وصول مشافي غزة 17 شهيدًا (3 شهداء جدد و14 انتشالا) و16 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.وغمرت المياه الكثير من الخيام في منطقة المواصي غرب خان يونس، كما تسرّبت مياه البرك المتكوّنة من شدة الأمطار إلى خيام النازحين في مناطق عدة في مدينة غزة ووسط القطاع، وأتلفت ما في داخلها من محتويات.وقال إبراهيم النجار، وهو نازح في منطقة المواصي، لـ»القدس العربي» إن أمتعة النوم التي غرقت الأسبوع الماضي بالكاد جفت، ليعاود استخدامها، قبل أن تغرق مجددًا في المنخفض الحالي.ويعيش قطاع غزة أوضاعا إنسانية حرجة، سلطت وكالة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) الضوء عليها في تقرير جديد، أشارت فيه إلى أن «إعادة إعمار القطاع ستكلف أكثر من 70 مليار دولار وقد تستغرق عدة عقود».وقالت إن «التدمير المستمر والممنهج يُلقي بظلال من الشك على قدرة غزة على إعادة بناء نفسها كمساحة ومجتمع صالحين للعيش».ميدانيا أيضا أعلنت إسرائيل تسلم رفات أحد أسراها من الصليب الأحمر الدولي، وسبق ذلك إعلان «كتائب القسام» و»سرايا القدس» اعتزامهما تسليم رفات أسير إسرائيلي مساء الثلاثاء، بعد العثور عليه وسط غزة.سياسيا، كثف الوسطاء من اتصالاتهم بهدف منع انهيار وقف إطلاق النار. وعقد اجتماع في القاهرة ضم رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس جهاز الاستخبارات التركية إبراهيم قالن ومدير المخابرات العامة المصرية حسن محمود رشاد.وأفادت مصادر أمنية لوكالة الأناضول التركية بأنه تم خلال الاجتماع التشاور حول الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق في ظل تزايد الانتهاكات الإسرائيلية في غزة.ويحذر خبراء تحدثت إليهم «القدس العربي» من تأثير الانتهاكات الإسرائيلية على مصير اتفاق التهدئة.في سياق آخر، ومع انهيار «مؤسسة غزة الإنسانية» التي أسستها إسرائيل بالشراكة مع الإدارة الأمريكية، لتكون وكيلا حصريا لتوزيع المساعدات، وثقت «القدس العربي» شهادات ناجين من «مصائد الموت» التابعة للمؤسسة.وقال الشاب حسام جمعة إنه أصيب بطلق ناري هشّم عظام يده وأفقده الحركة فيها تماما قرب أحد مراكز التوزيع في مدينة رفح جنوبا.كما قال جميل سرحان، مدير «الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان» في قطاع إن لدى الجمعية «بينات قاطعة» على أن موظفين في هذه المؤسسة قد أطلقوا النار ما أفضى إلى قتل فلسطينيين.وكشف عن جهود حقوقية لجمع المعلومات لمحاكمة القائمين على المؤسسة كـ «مجرمي حرب».!!

