أحدث الأخبار
السبت 27 كانون أول/ديسمبر 2025
1 2 3 48430
تصاعد الانتهاكات في سجون الاحتلال خلال ديسمبر 2025!!
27.12.2025

أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم السبت، في إحاطة استندت إلى عشرات الزيارات التي نُفذت خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر 2025، بتواصل واقع الإبادة داخل سجون ومعسكرات الاحتلال الإسرائيلي، وتحديدًا عبر استمرار عمليات القمع المنظّمة التي طاولت الأسرى كافة، بما في ذلك الأسيرات والأطفال.وقالت الهيئتان إنّ عمليات القمع تُعدّ من أبرز السياسات التاريخية التي مارستها منظومة سجون الاحتلال بحقّ الأسرى بهدف فرض السيطرة والرقابة، مؤكّدتين أنّ هذه العمليات تصاعدت على نحو غير مسبوق منذ بدء حرب الإبادة.وأضافتا أنّه "لم يَسلم أيّ أسير من هذه الاعتداءات"، التي تسببت بغالبيتها بإصابات متفاوتة، ولا سيما الكسور، وبشكل خاص كسور الأضلاع. وخلال شهر كانون الأول/ ديسمبر، وثّقت الطواقم القانونية إفادات عديدة تتعلق بعمليات قمع ممنهجة، شملت الأسيرات والأطفال، وجرت في عدة سجون ومعسكرات.
سجن “الدامون”
وأشارت الإحاطة إلى أنّ سجن “الدامون”، حيث يُحتجز نحو 50 أسيرة، شهد سلسلة اعتداءات منظّمة نفذتها وحدات القمع داخل عدة غرف (زنازين).وذكرت أنّه بتاريخ 5 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، اقتحمت قوات القمع ثلاث زنازين، ورشّت الغاز المسيل للدموع، وأجبرت الأسيرات على الاستلقاء على الأرض، واعتدت عليهنّ بالضرب، بالتزامن مع توجيه “شتائم وألفاظ نابية”، وذلك عقب ادّعاء إدارة السجن العثور على "عبارات تحريضية". وأضافت أنّه فُرضت عقوبات شملت إغلاق الغرف والحرمان من "الفورة".وفي 14 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وخلال ساعات الفجر، جرى اقتحام غرفتين، حيث قُيّدت الأسيرات بالأصفاد من الخلف، وعُصبت أعينهن، وأُخرجن إلى الساحة في البرد القارس، وأُجبرن على خفض رؤوسهن والجلوس على ركبهن.وأشارت الإفادات إلى تصوير عملية القمع، بما في ذلك أعمال التخريب الواسعة داخل الغرف، بمرافقة الكلاب البوليسية واستخدام القنابل الصوتية، مؤكدة أنّ العملية استمرت من الفجر حتى الساعة السابعة صباحًا.وأكدت الأسيرات أنّ المعاناة تتضاعف شتاءً في ظل البرد الشديد، ونقص الأغطية والملابس، وغياب أي وسيلة للتدفئة، إلى جانب سياسة التجويع الممنهجة والحرمان من العلاج والرعاية الصحية، لا سيما مع وجود أسيرات يعانين من أمراض مزمنة، من بينها السرطان. كما أشرن إلى الحرمان من تلبية الاحتياجات الخاصة، وعلى رأسها الفوط الصحية، التي تُستخدم "كأداة إضافية للإذلال والقهر".
سجن "غانوت" (نفحة وريمون سابقًا)
وفي سجن "غانوت" (نفحة وريمون سابقًا)، حيث يُحتجز عدد من قيادات الحركة الأسيرة في زنازين العزل الانفرادي، من بينهم القائد أحمد سعدات، أفادت الإحاطة بتواصل فرض ظروف احتجاز قاسية بعد مماطلات متكررة سبقت السماح بزيارته مؤخرًا.وذكرت أنّ القائد سعدات يعاني من مرض الجرب (السكابيوس) في ظل الحرمان المتعمّد من العلاج، شأنه شأن الأسرى كافة. وبحسب الزيارة، تعرّض لاعتداء خلال نقله من زنازين عزل سجن "مجيدو" إلى معبر الرملة، ما تسبب له بآلام شديدة في الظهر، قبل نقله إلى سجن "أوهلي كدار" ثم إلى زنازين سجن "غانوت – ريمون".وأشارت الإحاطة إلى أنّ عددًا من قيادات الحركة الأسيرة محتجزون منذ أكثر من عامين في العزل الانفرادي، ويتعرضون لتعذيب واعتداءات متكررة وممنهجة، أسفرت عن إصابات جسدية متعددة، بينها كسور متفاوتة.وعلى صعيد سجن "غانوت"، قالت الهيئتان إنّ عمليات القمع تصاعدت بشكل ملحوظ عقب إتمام الصفقة، وأصبحت تُنفّذ شبه يوميًا داخل الأقسام والغرف، وتترافق مع رشّ الغاز، والضرب المبرح، واستخدام الرصاص المطاطي، والصعق الكهربائي، والاستعانة بالكلاب البوليسية والهراوات، وغالبًا ما تُنفّذ فجرًا أو منتصف الليل.
سجنا "غلبوع" و"شطة"
وفي السياق ذاته، أكّدت الإفادات التي حصل عليها المحامون من الأسرى في سجني "غلبوع" و"شطة" أنّ وتيرة القمع ارتفعت بشكل خطير، وتترافق مع اعتداءات جسدية عنيفة، وإلقاء الغاز داخل الزنازين، واستخدام الهراوات وأجهزة الصعق الكهربائي والكلاب البوليسية.وأفادت بأنّ هذه الاعتداءات خلّفت رضوضًا وإصابات مختلفة في صفوف العديد من الأسرى، الذين يعانون أصلًا من الجوع والمرض والإنهاك الجسدي، في ظل استمرار سياسة التجويع الممنهجة والحرمان من العلاج والرعاية الصحية.ومن بين الإفادات الموثّقة في سجن "غلبوع"، إفادة القائد عاهد أبو غلمي، الذي أكّد تعرّضه لسلسلة اعتداءات ممنهجة، مشيرًا إلى أنّ وتيرة القمع لم تشهد أي تراجع. كما لفت إلى استمرار تفشي مرض الجرب (السكابيوس)، والنقص الحاد في الملابس، وتفاقم المعاناة مع حلول فصل الشتاء، حيث “تحوّل البرد القارس إلى أداة تعذيب إضافية”.

1