أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
11050 1051 1052 1053 1054 1055 10561058
صحافة : إندبندنت: المجتمعات المسلمة في بريطانيا أكثر عرضة لفيروس كورونا !!
20.03.2020

نشرت صحيفة “إندبندنت” مقالا لشديم حسين قال فيه إن أماكن العبادة الإسلامية في بريطانيا عرضة لانتشار فيروس كورونا بسبب التجمع للصلاة والعبادة فيها.
وقال إنه مع انتشار الأزمة فمن المحتمل أن ينتشر الفيروس وسط المجتمعات التي تشترك بالثقافة التي تقوم على التجمع في مكان واحد وهو ما نصحت الحكومة البريطانية بتجنبه. ونقل الكاتب عن مسؤولين صحيين بريطانيين قولهم إن المجتمع المسلم هو الأكثر تضررا من الفيروس، فربع البريطانيين الذين ماتوا بسببه هم من الكبار في السن المسلمين.
وبالنسبة لأفراد المجتمع المسلم فهذا صادم ولكنه ليس مفاجئا. فالمسلمون عرضة للفيروس وعليهم الاعتراف بهذا قبل فوات الأوان. ولو شعر المسلمون بأن الحكومة تخلت عنهم أو أهملتهم فالتداعيات ستكون خطيرة طالما استمرت الأزمة. وعادة ما يعيش الكثير من المسلمين في بيوت ضمن عائلة ممتدة، حيث تعيش ثلاثة أجيال تحت سقف واحد. وهو ما يعني وجود عدد كبير من حاملي الفيروس الذي سيصيب الكبار في السن.
ولا يمكن للرجل العجوز عزل نفسه حالة كونه يعيش مع أحفاده وأقاربه وربما أفراد آخرين من العائلة الممتدة. فنحن مخلوقات اجتماعية ولكن المسلمين هم اجتماعيون أكثر من البقية، فنحن نأكل معا ونشترك في أدوات الطبخ والصحن الواحد. وبالنسبة للمسلمين فالعناق والمصافحة هما جزء من سلوكهم مما يعني أن فكرة “التباعد الاجتماعي” غريبة عليهم.
وهذا أمر محدد بالنسبة للمساجد البالغ عددها 1.600 مسجد في بريطانيا. وفي مدينة الكاتب برادفورد 130 مسجدا. والإسلام هو دين جماعة. ومع أن المنظمات المسلمة مثل المجلس الإسلامي البريطاني أسوة بالدول الإسلامية مثل السعودية وتركيا ومصر أمرت المسلمين بالصلاة في بيوتهم، إلا أن الكثير من المساجد ستظل مفتوحة على أكبر احتمال. واستجابت الكثير من المساجد للنصيحة ولكن المساجد التي لا تزال مفتوحة قد يزداد عدد المصلين فيها أكثر من اللازم مما يزيد من مخاطر الإصابة بالفيروس.
وفي صلوات الجمعة فإن المشاركين فيها عادة ما يكونون قريبين من بعضهم لدرجة تسمح بانتقال الفيروس من شخص لآخر. ونعرف هذا من أحداث في دول إسلامية كما في ماليزيا التي انتشر فيها كوفيد-19 بسبب تجمع ديني في مسجد مما سمح للفيروس بالانتشار ليس في داخل البلاد نفسها ولكن في ست دول أخرى. كل هذا يجعل فيروس كورونا مثيرا لخوف المسلمين، فالمناطق التي يعيشون فيها مثل برادفورد هي الأكثر حرمانا في البلاد ولو انتشر الوباء فالوضع الصحي سيكون سيئا.
كما أن مدى المنافسة للمحلات التي يعتمد عليها المسلمون لشراء المواد الأساسية خاصة اللحوم الحلال يجعلها تزيد الأسعار نظرا لاعتمادها على سلسلة إمدادات غير موثوقة، مع أن الزبائن الذين تعتمد هذه المحلات عليهم هم من أفقر سكان بريطانيا.
كما أن الصفحة الرئيسية للصحة الوطنية التي تظهر أثناء مؤتمرات رئيس الوزراء الصحافية بالإنكليزية. وهذا يترك الكثير من أبناء الأقليات ممن لا يعرفون اللغة الإنكليزية جيدا بدون وعي كاف بمخاطر الوباء أو فهم معني الحجر الصحي والوباء ذاته. ويتركهم نهبا للمعلومات الأجنبية والمصادر الأخرى. ويجب ألا تكون منصات اجتماعية مثل تيك توك ويوتيوب مصدرا لمعلومات البريطانيين بل يجب أن تكون الحكومة خاصة في وقت الأزمة الوطنية. وهذا هو أمر مهم للاجئين وطالبي اللجوء والأطفال ممن لن تكون معرفتهم بالإنكليزية كافية لفهم ما يجري حولهم.
وسيعانون من الصدمة أو الأمراض النفسية حالة تم إغلاق كل شيء. وستنتشر هذه الصدمة وسط الأقلية المسلمة مع تطور الأزمة. فمنع التجمعات لأكثر من 100 شخص هو منع للجنازات، التي يزيد عدد المشاركين فيها عن 300 شخص. ويشعر الكثير من المسلمين بالقلق وأنه بدون تحرك سريع سيجدون أنفسهم أمام وضع يراقبون فيها آباءهم وهم يموتون أمام ناظريهم وبدون القدرة على تشييعهم بطريقة تخفف عليهم ألم الفراق.
وكانت نصيحة الحكومة خلال هذه الأزمة واضحة ويجب أن تكون الآن متعددة اللغات والثقافات. وقال إن الدعم الحكومي في هذه الأزمة يظل أقل من ذلك الذي قدم أثناء الأزمة المالية، وبالتأكيد الحياة الإنسانية أهم من الحسابات البنكية. ويجب توفير الدعم للسلطات المحلية والجمعيات الخيرية والمتطوعين في كل أنحاء البلاد حتى يتمكنوا من توفير الطعام والإمدادات وتخفيف الأزمة على المواطنين الذين يحتاجون إلى مساعدة.
ويرى حسين أن المسلمين سيلعبون الدور المناط بهم ولكن على الحكومة تقديم الدعم لهم. فالنظافة والصحة والمسؤولية عن الجار هي قيم متجذرة في الثقافة الإسلامية، ومنها مسؤولية عدم نقل العدوى للجار ولكل المواطنين.