أحدث الأخبار
السبت 30 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1819 820 821 822 823 824 8251061
صحافة : السيسي لـ”لوفيغارو”: هناك 55 ألف مكان فقط في سجوننا! ومصر وفرنسا تقاتلان معا على عدة جبهات!!
10.12.2020

نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية في عددها الصادر اليوم، مقابلة حصرية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش زيارته الرسمية إلى باريس والتي بدأت يوم الأحد واستمرت لثلاثة أيام. وتطرقت المقابلة إلى عدة مواضيع داخلية وخارجية، وهذا نصها مترجم:
لوفيغارو: بعد أن عززت مصر سلامها مع إسرائيل، ما هي التهديدات التي يتعرض لها بلدكم الذي يبلغ عدد سكانه 100 مليون نسمة اليوم؟
السيسي: مصر وفرنسا تواجهان الإرهاب أيضا. ومحاربة الإسلام السياسي والإخوان المسلمين هي أولويتنا لاستئصال هذه الآفة. يدرس برلمانكم حاليا قانونا يضمن احترام مبادئ الجمهورية، يبدو لي أن فرنسا تقيس اليوم بشكل أكثر دقة الخطر الجسيم الذي يمثله الإخوان المسلمون على المجتمع الأوروبي والمواطنين. لم يتم وضعهم عن طريق الصدفة على قائمة المنظمات الإرهابية في مصر وفي عدة دول أخرى في المنطقة. تشكل تداعيات عملهم في المنظمات الخيرية، والمنظمات الإرهابية المسلحة التي يسيطرون عليها، ودخولهم الخبيث إلى المجالات السياسية والمؤسسية، تهديدات وجودية للدول. إنهم يختبئون وراء الدين لتبرير شمولية نهجهم. لقد دفعت مصر، مثل فرنسا، ثمناً باهظاً للإرهاب. في بلدنا، وقع المواطنون المسلمون والأقباط والقوات المسلحة وضباط الشرطة والقضاة ضحايا لأعمال إرهابية وحشية. لقد حذرنا مرارا من هذه الأيديولوجية الفتاكة التي لا تعرف حدودا. ندعو إلى التنسيق الدولي لمكافحة الإرهاب. يجب معاقبة الدول التي تمول وتسلح هذه المنظمات الإرهابية، في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة، بشدّة.
السيسي: مصر وفرنسا تواجهان الإرهاب أيضا. ومحاربة الإسلام السياسي والإخوان المسلمين هي أولويتنا لاستئصال هذه الآفة
لوفيغارو: ألا توجد أيضا مضايقات تركية ضدكم في ليبيا وشرق المتوسط؟
السيسي: سياسة مصر هي الحفاظ على علاقات ممتازة مع جيرانها وتفضل دائما الحوار. على تركيا و غيرها من دول المنطقة الأخرى، أن تسهر على احترام قواعد القانون الدولي وقانون البحار، وألا تتحرك من جانب واحد على حساب السلم والأمن في المنطقة.
لوفيغارر: وهل ذلك هو سبب إنشاء منتدى غاز البحر الأبيض المتوسط بين مصر وإسرائيل وقبرص واليونان والأردن والسلطة الفلسطينية وإيطاليا؟
السيسي: هذا المنتدى الذي تم بمبادرة مصرية، هو عبارة عن منظمة حكومية دولية إقليمية مسؤولة عن ضمان الامتثال للقانون الدولي فيما يتعلق بالإدارة البيئية والمستدامة لموارد الغاز لكل عضو. ومن المفترض أن تنضم فرنسا إليها قريبا. شرق البحر الأبيض المتوسط غني بالغاز الطبيعي بعد الاكتشافات الأخيرة لرواسب كبيرة. نحن نتبع منطق التعاون مع حلفائنا وشركائنا، بما في ذلك فرنسا، من أجل حوار سياسي منظم حول الغاز الطبيعي. ستساعد هذه المنظمة أيضا في تعزيز تسوية قضايا الحدود البحرية.
لوفيغارو: هل من الوارد أن تحدث مواجهة عسكرية مصرية- تركية؟
السيسي: مصر تعمل من أجل حل سياسي شامل والذي يبقى الطريق الوحيد الممكن لحل هذه الأزمة وضمان استقرار هذا البلد الشقيق الذي نتشارك معه حدودا بطول 1200 كيلومتر. من الضروري وضع حد للتدخل الأجنبي الذي يزعزع استقرار ليبيا، من خلال نقل المرتزقة والأسلحة للمليشيات المتطرفة. وفيما يتعلق باحتمال وقوع مواجهة عسكرية، فمصر لن تكون المعتدي أبدا. من ناحية أخرى، فإن قواتنا المسلحة قادرة تماما على الدفاع عن مصر وحماية أمنها القومي في مواجهة جميع أشكال التهديدات.
لوفيغارو: وضد إثيوبيا؟
السيسي: مياه النيل حيوية بالنسبة لمصر، والمنازعات القضائية مع إثيوبيا حول سد النهضة مستمرة. موقف مصر ثابت؛ بحيث يعتبر السد مصدرا شرعيا للتنمية في إثيوبيا، لكن ملأه من جانب واحد في تحد لقواعد القانون الدولي، يهدد إمدادات المياه لـ100 مليون مصري. نظل ملتزمين بحل قانوني عادل عبر اتفاق ملزم لجميع الأطراف يحدد طرق ملء السد وتشغيله وحماية مصالح مصر وإثيوبيا والسودان. بعد عشر سنوات من المفاوضات، حان الوقت لوضع اللمسات الأخيرة على هذه الاتفاقية والتوقيع عليها.
لوفيغارو: قامت مصر بتنويع إمداداتها من الأسلحة (إيطاليا، ألمانيا، روسيا، وغيرها) بعد تفضيل فرنسا. هل تخططون لاقتناء أسلحة فرنسية مرة أخرى؟
السيسي: يتجاوز التعاون العسكري والأمني مع فرنسا الإطار المحدود للتجارة أو المشتريات المادية؛ بحيث يتم تطوير علاقاتنا في إطار شراكة استراتيجية تشمل جميع الجوانب الخاصة بالعلاقات الدفاعية. مصر وفرنسا تقاتلان معا على عدة جبهات. ومع ذلك، فقد قمنا دائما بتنويع مصادر التسلح لدينا مع البلدان التي ذكرتها من بين أمور أخرى؛ بهدف الحصول على المواد الكافية القادرة على ضمان أفضل دفاع لمصر. نحن نقدر بشكل خاص التكنولوجيا والدراية الفرنسية؛ ومصر كانت أول دولة اختارت طائرات رافال، فاتحة طريق شرائها من قبل العديد من الدول الأخرى.
لوفيغارو: تعثرت عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية. هل لديكم أي أمل في استئنافها؟
السيسي: لقد دافعت مصر على الدوام وتواصل العمل من أجل تسوية عادلة وشاملة للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. نحن ندعم كل الجهود الدولية ونعول على دعم الإدارة الأمريكية الجديدة وأوروبا وخاصة فرنسا من أجل تحقيق حل الدولتين على حدود عام 1967 مع القدس الشرقية كعاصمة لدولة فلسطين. وغياب حل عادل للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، يظل المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
السيسي: يوجد 55 ألف مكان سجن في مصر
لوفيغارو: منظمات حقوقية غير حكومية تتهم مصر باحتجاز 60 ألف سجين رأي في سجونها؟
السيسي: إجمالاً، يوجد 55 ألف مكان سجن في مصر! فمن أين يأتي هذا الرقم؟ مؤخرا، جُعل من اعتقال ثلاثة من أعضاء “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية” قصة كبيرة، مع أن سبب اعتقالهم هو أنهم سجلوا كشركة تجارية، في مخالفة لقانون عام 2019 المنظم لأنشطة الجمعيات غير الربحية. يوجد في مصر أكثر من 55 ألف منظمة غير حكومية، ونسعى لتحقيق التوازن الضروري بين حقوق وواجبات المواطنين من جهة، والتحديات الأمنية لمكافحة الإرهاب من جهة أخرى. يجب أن تفهموا أنه في الشرق الأوسط يعد الاستقرار والسلم الأهلي الأهم بالنسبة للناس. والإصلاحات التي تمت في مجالات التعليم والصحة والإسكان هي تعبير ملموس عن التزامنا بحقوق المواطنين.
لوفيغاو: ما هو تأثير كوفيد– 19 على الاقتصاد المصري؟
السيسي: اتخذنا منذ البداية إجراءات حظر التجول، والحمد لله كان لدينا عدد أقل بكثير من المصابين مقارنة بأوروبا والولايات المتحدة. مكّنت قوة البرنامج الاقتصادي الذي بدأ منذ عام 2014 من الحفاظ على التوازن بين متابعة الإصلاحات وامتصاص قيود الأزمة الصحية. ونضمن بالتالي، معدل نمو إيجابي بنسبة 3.6% في عام 2020. وقد خصصت الحكومة المصرية مبالغ كبيرة لتطوير قطاعي الصحة والتعليم، مع ضخ ما يقرب من 6 مليارات يورو لتلبية الاحتياجات الملحة للقطاعات الرئيسية مثل السياحة ودعم الأسر والعمال الأكثر هشاشة. قدم المصريون تضحيات جسيمة في السنوات الأخيرة لترك الاقتصاد المدعوم؛ كما أشاد صندوق النقد الدولي ووكالات التصنيف بالأداء الاقتصادي لمصر. في هذه المسيرة نحو التنمية، اخترنا فرنسا كشريك مميز وأساسي.