أحدث الأخبار
الأربعاء 27 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1922 923 924 925 926 927 9281060
صحافة : واشنطن بوست: دونالد ترامب شوّه قداسة مكان عام في نهاية مؤتمر الأكاذيب!!
28.08.2020

قالت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شوّه حرمة معلمٍ عام في نهاية مؤتمر الأكاذيب، وذلك في تعليق على خطاب ترامب في الليلة الأخيرة من مؤتمر الحزب الجمهوري، حيث قَبِل إعادة ترشيح الحزب له في خطاب ألقاه من البيت الأبيض.
وقالت الصحيفة: “حوّل رئيس تلفزيون الواقع مؤتمر حزبه هذا الأسبوع إلى مشهد يليق بخبرته. فهذا المهرجان المتلفز أعطى الناخبين رؤية منحرفة عن هذا البلد، حيث بدت الظروف أسوأ وأحسن وأكثر مما تدعمها الحقائق، وهذا يعتمد على ما يجعل الرئيس يبدو جيدا”.
وكان خطاب قبوله الترشيح ليلة الخميس هو عبارة عن ترديد لا ينتهي من الأكاذيب المعروفة وألقاه أمام حشد من 1.000 شخص لم يرتدِ أي منهم كمامة، واجتمعوا في بهو البيت الأبيض الذي تم تزيينه بشعارات الحملة الانتخابية. واستطاع ترامب دمج احتقاره لصحة الرأي العام بتشويه حرمة المعلم العام، ونهاية صارخة لمؤتمر تم فيه استخدام أعمدة الحياة العامة لأهداف سياسية.
ففي بداية الأسبوع تحدث وزير الخارجية مايك بومبيو من القدس، حيث كان في عمل حكومي، وأصدر الرئيس عفوا مفاجئا عن سجينة، وأقام حفلة أداء قسم المواطنة في داخل البيت الأبيض. وتبين أن اثنين من المشاركين كانا من المستأجرين، ولم يكونا يعرفان أنهما كانا في حفلة نقلها التلفزيون.
وأعطى خطاب ترامب الدعم للموضوعات المظلمة التي طرحها المؤتمر. واختارت اللجنة القومية للحزب الجمهوري عدم تقديم برنامج، مما يعني أن الحزب لم يعد يدافع عن أي قضية.
وفي خطاب الرئيس وخطابات من تحدثوا قبله، أكد الجميع على الهدف الذي يقفون ضده، وهو جوزيف بايدن، المرشح الديمقراطي واعتمدوا على مزيج من الخطابية الصارخة والأكاذيب.
ووصف ترامب بايدن بأنه حصار طروادة للاشتراكية والتي “لن يشعر فيها أحد بالأمان”. وهو ما تحدث عنه النائب مات غاتيز عن فلوريدا: “المثاليون يريدون نزع سلاحكم وتفريغ السجون وحشركم في بيوتكم ودعوة عصابة أم أس-13 للسكن إلى جانبكم” و”أرفق كل هذا التخويف بتشهير واضح لبايدن الذين اتهمه الجمهوريين بدون إثبات بالفساد وتم تشويه سجله السياسي وصور بأنه تمثيلية اشتراكية”.
ولأن الجمهوريين ليس لديهم سجل إيجابي أو أجندة لولاية ثانية، فقد قاموا بتقديم صورة سحرية ظهر فيها أن فيروس كورونا قد اختفى، وأن الاقتصاد يزدهر وأن “جنودنا الشجعان” في طريق العودة إلى الوطن من الشرق الأوسط.
والمدهش أن ترامب بدا وكأنه صديق حميم للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وفي هذا العالم الخيالي، أصبح الرجل الذي مدح المتفوقين البيض بأنهم “ناس لطفاء” مدافعا عن التعايش العرقي.
وأصبح رجلا وضع المعايير من أجل مواجهة الوباء، مع أنه هو نفسه الذي تجاهل التحذيرات الأولية من خطورته. والرجل الذي كان انتقائيا في حديثه عن الأرقام التي تظهر نجاح البلاد في مواجهة المرض، نسي ذكر أن 177 ألف أمريكي ماتوا من كوفيد-19، وأكثر من ألف شخص ماتوا في يوم خطابه.
و”لو اكتشفت كل هذا الهراء فلن تكون من ضمن الجمهور المستهدف” بهذا الكلام. فالشبح الحاضر في كلام ترامب عن “عنف النواحي” المرفق مع محاولات الديمقراطيين الديكتاتوريين بالوقوف ضد “السلاح والبنزين والرب” وسيجبرون الأمريكيين على ارتداء الأقنعة والإغلاق عليهم في بيوتهم ويمنعونهم من التردد على الكنائس لن يشعل حماس إلا جماعة من الناس يستهدفها الحزب الجمهوري. ومن هنا محاولة تقديم صورة مخففة وكاذبة للرئيس على أمل إقناعهم ومنحهم إذنا لدعم شخص تتناقض قيمه مع ضمائرهم والتظاهر بأن قيمه هي في الحقيقة معتقدات شخص آخر، أي الديمقراطيين.
وفي يوم الأربعاء قال نائبه مايك بنس: “في هذه الانتخابات المسألة ليست فيما إن أصبحت أمريكا محافظة أكثر، جمهورية أكثر أو ديمقراطية أكثر” ولكن “الاختيار هو فيما إن ظل الأمريكيون أمريكيين”. وتوافق الصحيفة على هذا الكلام؛ لأن قيم أمريكا الجوهرية على المحك في هذه الانتخابات ومؤتمر الجمهوريين الكاذب يقدم دليلا جديدا.