أحدث الأخبار
الأربعاء 27 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1924 925 926 927 928 929 9301060
صحافة : "واشنطن بوست": صهيونية بومبيو المسيحية تحتل مركز المسرح!!
26.08.2020

أعد إيشان ثارور، المحلل الإخباري في صحيفة "واشنطن بوست"، تقريراً نشرته الصحيفة الثلاثاء تحت عنوان "صهيونية بومبيو المسيحية تحتل مركز المسرح"، ذكر فيه: "إن ما يخطط وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للقيام به هو شديد الوضوح، حتى في عام غير عادي وتحت رئاسة غير عادية. فمن المتوقع أن يشارك (بومبيو) في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري يوم الثلاثاء -وهو أمر مثير للجدل بالفعل، لأن البروتوكول يُلزم عادةً كبير الدبلوماسيين الأميركيين بتجنب الشؤون الحزبية".
ويضيف ثارور: "ولكن علاوة على ذلك، يخطط بومبيو للإشادة بإعادة ترشيح الرئيس دونالد ترامب ومخاطبة حلفائه الجمهوريين في رسالة مسجلة مسبقاً من القدس المحتلة. وقال مساعدو بومبيو للصحافيين إنه سيلقي الخطاب بصفته "الشخصية" دون استخدام موارد وزارة الخارجية. ولكن بومبيو ربما ينتهك السياسة التي وافق عليها هو نفسه في وقت سابق من هذا العام فيما يتعلق بالقيود المفروضة على الأنشطة السياسية للدبلوماسيين الأمريكيين وموظفي وزارة الخارجية".
ويشير ثارور إلى أن ويندي شيرمان، التي شغلت منصب وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية في إدارة باراك أوباما، صرحت بأن "تحدث بومبيو من القدس يخالف تقاليد وأعرافاً متعددة؛ فلم يظهر وزراء الخارجية قط، على حد علمي، في مؤتمر سياسي؛ فقد كانوا، مثل وزير الدفاع، فوق السياسة لأنهم يمثلون أمريكا في العالم".
ويوضح التقرير أن "زيارة بومبيو إلى إسرائيل هي جزء من جولة متعددة لعدد من البلدان، يبدو أنه من المقرر أن يبني خلالها على التطبيع المعلن حديثاً للعلاقات بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن خطابه القصير أمام المؤتمر الجمهوري من فندق كينغ ديفيد التاريخي سيعزز تأييد إدارة ترامب القاطع لإسرائيل كأداة حزبية. فمن المرجح أن يروج بومبيو للاتفاق الإسرائيلي-الإماراتي كدليل على نهج ترامب الجديد تجاه المنطقة، على الرغم من أنّ القوة الحقيقية لجاذبيته قد تكون موجهة إلى الناخبين الإنجيليين المسيحيين اليمينيين في الداخل".
يذكر أنه خلال خطاب ألقاه الأسبوع الماضي، قال ترامب إن قراره بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس كان "من أجل الإنجيليين". ويُعد كل من بومبيو ومايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، من بين كبار السياسيين الصهاينة المسيحيين في الولايات المتحدة، الذين يربطون الأمور الجيوسياسية -سواء في مواجهة خصم إقليمي في النظام الإيراني الثيوقراطي أو مساعدة إسرائيل على بسط سيطرة أكبر على الأراضي المقدسة- بنبوءات ووحي الكتاب المقدس. فقد تحدث بومبيو عن خوض معاركه السياسية "الأبدية" حتى "المجيء الثاني للمسيح". وقد بدا أنه اتفق خلال حدث عام مع فكرة أن "ترامب هو ملكة إستر في نهاية الزمان –وهي شخصية توراتية أُخرى- جاء لمساعدة شعب إسرائيل، كما أنه لا يزال متحالفاً مع منظمة إنجيلية ذات نفوذ، وهي منظمة المسيحيون المتحدون من أجل إسرائيل، التي يعتقد مؤسسها جون هاجي -من بين أمور أُخرى- أن للولايات المتحدة دوراً إلهياً في السياسة الإسرائيلية".
ويقول ثارور: "ويمهد كل هذا الطريق لخطاب بومبيو. ويخطط بومبيو لإلقاء خطاب في المؤتمر الوطني الجمهوري من إسرائي، فيما تسير الدولة على شفا أزمة سياسية. فقد نزل عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع احتجاجاً على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه اتهامات جنائية، وقد يُخضع البلاد لانتخابات رابعة منذ عام 2019. وقد نقل حظه السياسي العثر إلى حدٍّ ما إلى إدارة ترامب، وهو احتضان عكر المياه في الولايات المتحدة، حيث اعتادت إسرائيل على التمتع بدعم غير مشروط من كلا الحزبين".
وينهي ثارور تقريره التحليلي بالقول: "يجادل منتقدو أجندة إدارة ترامب بشأن الشرق الأوسط بأن الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين الإسرائيليين والإماراتيين هو فوز سطحي، فقد تمتع البلدان بعلاقات سرية لبعض الوقت ولم يكونا في حالة حرب أبداً. ولا تزال هناك خلافات شائكة قائمة: فقد قيل إن دولة الإمارات ألغت اجتماعاً ثلاثياً مع الولايات المتحدة وإسرائيل للاحتفال بالاتفاق بعد أن اعترض نتنياهو على شراء الإمارات لطائرات مقاتلة من طراز F-35. وقد تتجدد رغبة نتنياهو في بسط السيادة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، حيث تقع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية -والتي ادعت الإمارات العربية المتحدة أنها تمنعها من خلال إقامة علاقات رسمية- في المستقبل. وعلى أي حال، لا يغير وقف الضم الرسمي من واقع الضم الفعلي، الذي تكشّف خلال عقود من التوسعات الاستيطانية والاستيلاء على الأراضي".