قالت أسبوعية لوبوان الفرنسية، في افتتاحية لليك باروشيه، إن سياسة فرنسا في ليبيا وصلت إلى طريق مسدود، وإن مصداقية الدبلوماسية تضررت، كما أن أمراء الحرب المحليين الذين تراهن عليهم مهمشين، ومصالحها تتأثر.
ويضيف باروشيه في هذه الافتتاحية أن الصورة مازالت قاتمة بعد تسع سنوات من التدخل العسكري الغربي الذي ساهم في سقوط معمر القذافي، معتبراً أن المسرح الليبي يظهر مرة أخرى مدى ضآلة وزن فرنسا في الشؤون العالمية حين تهمل تعبئة أوروبا خلفها.
وتابع الكاتب القول إنه من المهين بالنسبة للسلطات الفرنسية حصولها فقط على دعم ثمانية أعضاء من أصل ثلاثين من حلفاء الناتو عندما حملوا نزاعهم مع تركيا حول القضية الليبية إلى بروكسل بعد الحادث البحري في البحر الأبيض المتوسط. فخط باريس لا يقنع شركاءها، وفق الافتتاحية.
واعتبر الكاتب أن دوامة الفشل الفرنسي في ليبيا تأتي من بعيد؛ موضحاً أنّه منذ عام 2011 ، هناك ثلاثة أخطاء مستمرة تطمس تصور السياسة التي تتبعها فرنسا وتغذي تحفظات الأوروبيين حيالها:
أولا: غموض الموقف، فمنذ أن كشفت وسائل إعلام غربية في عام 2016 عن انخراط قوات فرنسية سراً إلى جانب خليفة حفتر، صنفت باريس كدولة متحيزة في هذا الصراع. وفي عام 2019 ، تم مرة أخرى اكتشاف صواريخ فرنسية مضادة للدبابات في قاعدة حفتر التي استولت عليها قوات طرابلس. اليوم، فإن الاحتجاجات الفرنسية المطالبة بالحياد، تقابل بنوع من الشك في العواصم الأوروبية.
ثانياً: الخطاب المزدوج، ففرنسا تدين انتهاكات تركيا لحظر السلاح إلى ليبيا، وتتجاهل في الوقت ذاته التجاوزات الخطيرة للإمارات أو روسيا. وبالتالي، فإن موقفها يثير الشكوك لدى حلفائها.
ثالثا: الاستفزازات المتهورة، فمن خلال حديثه في وقت سابق عما سماه بـ“الموت الدماغي” للناتو، لم يخدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التّماسك الأوروبي، حيث إن العديد من الدول الأعضاء في الحلف ردت على تصريحه بالتشديد على أن الحلف الأطلسي ( الناتو) هو عنصر حيوي لأمنها.
وخلص ليك باروشيه هذه الافتتاحية بأسبوعية “لوبوان” بالقول إن فرنسا، التي تقول إنها تخشى “سورنة” ليبيا ، لن تستأنف الحد الأدنى من السيطرة على الوضع حتى تعيد بناء وحدة الاتحاد الأوروبي وتدفعها إلى العمل لفرض وقف دائم لإطلاق النار، وفرض حظر الأسلحة وتعزيز تسوية سياسية للنزاع الليبي.
فاللحظة مواتية، بحسب الكاتب، لأن الولايات المتحدة التي تشعر بالقلق من الاضطراب الروسي في شمال أفريقيا، عادت إلى الاهتمام مجدداً بالملف. ولتحقيق ذلك، سيتعين على فرنسا التحرك بشكل موحد إلى جانب شركائها الرئيسيين، لا سيما إيطاليا وألمانيا.
صحافة: لوبوان: لهذا تضررت دبلوماسية فرنسا في ليبيا ووصلت سياستها هناك إلى طريق مسدود!!
16.07.2020