أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
مصر"السيسي"...إلى أين؟!
بقلم : حاج محلي ... 10.09.2013

الفريق أول عبد الفتاح السيسي ولفيفه، يأخذون بيد مصر إلى غياهب المجهول، بَرّ ـ خِزي وفلتان، بمعاول استعداء سافر، لكل من يعارض نهج العسكر، سواء من" العِلمان"، أو "الإخوان"...
موت غدر بإمعان، واعتقالات"خبط عشواء"، ومتابعات"خِفّة" قضائية، بتُهم جاهزة، مستهلكة، ومرسلة، قِوامها، الخيانة، و التّحريض على العنف، وإهانة" ذوات عسكر"، كسبوا القلوب والأكباد، وتعالت" حُظوتهم" بدفع سلطان"الأفيون"، والمقالب، والقمع اللافت المشهود بإحكام طوق الهلاك، ودمار مضمون للاقتصاد، ومعيشة الإنسان، بانخفاض 80 % من إيرادات السياحة مقارنة بالعام الماضي، ودين عام بلغ 40 مليار دولار، وعجز موازنة فاق 200 دولار أمريكي، والبقية تأتي!
هي تلك رؤية سلطة"التصحيح الثوري المجيد"، بكلفة برك دماء طاهرة، و عدّة ب 8 آلاف محبوس، يُجدّد"عصر" معنوياتهم، و"تلميع" لائحة قهرهم، كل 15 يوما!
مسعى غريب، وغير مبّرر، لحسم أمر يُوهن مصر، ويُلغي كل ما يهدّيء الرّوع، من همّة ، ومنعة، في ظلّ جوار ملغم، ومستهدف أكثر من أي وقت مضى، زاده مَدَد الفريق السيسي، وجوقه، بنفرة غفيره، المقيّدة للحريات، الملتزمة بخذلان السلم الأهلي والقومي، نزفا وخوفا..
حكومة الببلاوي تُسوّغ لمرجعياتها، ذات الضبابية واللّبس، بمزاعم مواجهة إرهاب فصيل ، يتحرك برعونة، لتصفية راهن مصر، ورهن مستقبلها، بأجندات العدى، المتربّصين بالحمى!
عدالة قاصرة، بمنظومة سياسية وأخلاقية، عنصرية بحتة، تهدم ودون هوادة، وبتوقيعات دموية، مشيئة أمة، في توخي مسالك" سلمية" تستردّ فيها، ما استُلب منها، من حلم ثوري "ناصع"، التف حوله الفراعنة قاطبة، في 25 يناير 2011
"جوهر" ندهات العسكر، أصوات "جهورية"، تعزل بسقط، كل عيون الخير، وتُهين شعبا ، مناضلا، كريما، أضحى بطرفة عين،مُؤجّج فتن، ما يُوجب لزقه جهرا، ودون حياء، بالتراب، وطرحه أرضا، تطويعا، وإخضاعا، بمدارج شسع نعال وجزم، ضلّت الطريق عمدا، لتبلغ ما أُنيط بها، من تخوين لكل الشرفاء، ودحس الثوار النبلاء، "ويلٌ" لمجرّد تعقيب، أو تثريب، أو إبداء رأي مخالف، أو توصيف لا يروق، مُخلّصي الشعب، أوفياء الخطّ العربي الناصري!
وفي هذا السياق، جاءت عملية، ما اصطلح على تسميتها" محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم"، لتُجزل العطاء، باتجاه تعبئة مسعورة، تُشغل الرأي العام المنقسم، عن التشدّد الأمني، والانغلاق السياسي، وانزلاقات شمولية "حلول بوليسية صرفة"، لا تخطئها العين!
فشلت تجربة الوصاية بالعصا، ومقارباتُ إنقاذ مصر من جماعة "الإخوان"، لم تعد مقنعة ، ولا مجدية في الداخل، أو في عواصم الخارج!
إفلاس واضح" لماكنة" التمكين لحُكم مصر، دون احتكام لصندوق شفاف، وببدائل"مسكّنات، عارية عن الممارسة السياسية الديمقراطية الصائبة والجادة، طفت فطفحت، وسطعت فصدّعت "ركب" سلطة ، غاب عنها التدبير، بعد انصياع مرّ "لبطانة" بليدة، انكشف أمرها، وألزمتها، حُجّة"قبر مكاسب ثورة يناير"، عن كل براءة، ما سواها،
مسيرات في عزّ حظر التجوال، وخروج عن مألوف ما قبل ثورة يناير"المغتصبة"!
هرول الفريق أول السيسي، وفريقه ، دون رويّة أو عقل، وبمعالم استخفاف، واستغفال بارزة، والآن ـ ورغم" أبّهة" صنيع إعلام متهوّر، عفس كل مواثيق الشرف الصحفي ـ، يدفع ثمن غيّه، وضيمه، بارتجاجات، وانقسامات، تهزّ المجلس الموقّر، في خضمّ أنباء ، عن خلافات عميقة، أعقبتها كمائن وعبوات، لن يُستخلص منها ، غير نزاعات الملك ونسله، المضرّة بعافية "الفراعنة"!
وكأن السحر انقلب على الساحر، فالقوميون الجدد بأحبارهم، وأحلافهم ، ومسالحهم، وفي ذروة سنام "سلخهم"، حصدوا الملامة"المنتشرة"، وشدّة نوازل "الندامة"، والتي فشلت موشّحات "الانجازات"، و"الإبداعات" النوعية، في تكريس الأمر الواقع، رغم المساحيق والتوابل المغشوشة، واجتهادات"البيادة"!
انكسار حصنِ ادّعاء، بافتراء "التتويج"، وانشطار انتماء، قوّض الحراك المنشود، واستشرف البغي والاستبداد، إثر نزغ هوج إجرام، وموج نعوش من أهل ذمّة وأمانة، نبضوا دوما ، ونهضوا في طفرة انتفاضة تاريخية غير مسبوقة، لتولية مصر، بأحضان رجال ليسوا "إخوانا" بالضرورة، رجالٌ يُجيرون، ولا يؤجرون بخسا، يبنون، وُيشيّدون دولة المؤسسات المنتخبة، بعيدا عن كرّ عجلة النقمة والاختصام، وتبعاتهما، من مفسدة الزرع والضرع..
مصر مكلومة جدا، وعزاؤها، حشود "مستنيرة"، أبيّة، بأطياف"بشائر" فسيفساء، تتحفّظ، وتحترز، وتتبرّم علنا من موت، يسومها"غيلة"..فإلى أين يسير الزعيم"المخلّد" بأم الدنيا، وما رمزية تعيين السيد عمرو موسى على رأس لجنة الخمسين لتعديل دستور"الإسلاميين"، وهل لقبة نجران بشمالي سيناء، دلالات أخرى تتجاوز "الورطة" إلى "وكسة"، وأخيرا وليس آخرا، هل حل جماعة"الإخوان" مقدمة و حسن نوايا ، للمصالحة والإجماع الوطني؟!

كاتب جزائري
1