لم يشذ الوفد اللبناني إلى ريو دي جانيرو عن عراقة الشعب اللبناني العظيم في الدفاع عن الحقوق العربية ومواجهة مختلف التحديات التي تعترض العرب. ما أن أحس الوفد العربي اللبناني إلى الألعاب الأولومبية حتى ثار على الفور وقرر منع الوفد الصهيوني من اعتلاء الحافلة التي تقل الوفد اللبناني ومنع دخول الصهاينة إلى ذات الحافلة. وعندما فتح سائق الحافلة الباب لدخول الصهاينة حتى قام رئيس الوفد اللبناني الذي نقدم له تعظيم سلام السيد سليم الحاج نقولا بإغلاق الباب بجسده مانعا الصهاينة الذين حاولوا الركوب من تخطي عتبات الحافلة. أثار الصهاينة ضجة وأصروا على الركوب بذات الحافلة التي يعمرها العرب اللبنانيون لكنهم فشلوا أمام ثبات وبأس اللبنانيين.
خصصت سلطات الألعاب حافلة مشتركة للوفدين اللبناني والصهيوني دون علم الوفد اللبناني، لكن الوفد اللبناني أبى أن يُدنّس بوجود الوفد الصهيوني، ورفض ترتيب اللجنة الأولومبية.
لا نبالغ عندما نقول إن لبنان هي قيادة العرب، وهي عز العرب، وهي المعقل العربي الأصلب والأقوى في مواجهة الصهاينة. هناك في لبنان من يتحالفون مع أمريكا ومع الصهاينة، لكن هؤلاء ليسوا هم الذين يكتبون تاريخ لبنان. تاريخ لبنان يكتبه المرابطون الصابرون والأقوياء وأصحاب القيم الأخلاقية الوطنية والدينية الذين يتمسكون بمبادئهم وبغيرتهم على هذا الوطن العربي الكبير. لبنان تزخر بالكفاءات والشخصيات العلمية والأدبلية والقيادات العسكرية وأصحاب الالتزام والانتماء. ولا تمر مناسبة إلا ويثبت اللبنانيون أنهم أصحاب شهامة وحمية وعزة وإباء وإقدام. هذا شعب لا يهزمه الكيان الصهيوني، وهو عنوان الانتصار والتقدم والنهوض. ومطلوب من اللبنانيين الذين لا يعشقون المجد أن يراجعوا أنفسهم ويلتحقوا بالأصالة العربية اللبنانية.
لبنانيون في البرازيل يثأرون لكرامة العرب، وبعض فلسطينيين في رام الله يمارسون التطبيع ولا يخجلون من مصافحة الصهاينة وتناول الأطعمة معهم، واللعب الرياضي معهم، وربما ممارسة المخازي مع بعض نسائهم. الشعب الفلسطيني شعب شجاع ومقدام، ولا يبخل في تقديم التضحيات، لكن قياداته دائما تجره إلى المخازي، وتحني رقبته ليكون مطية للآخرين. فيا شعب فلسطين لا تقتدوا بالمطبعين المنحرفين المتنازلين، وإنما اقتدوا بهذا اللبناني الشجاع البطل سليم الحاج نقولا.
الحرب على التطبيع تنتعش في الساحة العربية. خليجيون يقفون ضد التطبيع على الرغم من مواقف حكوماتهم، وتونسيون يتصدون للمطبعين، ووفد رياضي سعودي رفض اللعب مع الصهاينة، والأحرى بالفلسطينيين أن يوقفوا كل أشكال التطبيع، وعلينا نحن كشعب أن نكون أوفياء لتضحيات أبنائنا ودمائ شهدائنا وألا نترك فرصة إلا ونهاجم المطبعين ونحشرهم في زاوية الخيانة والمهانة.
لبنان شموخ العرب يلكم الصهاينة!!
بقلم : د.عبد الستار قاسم ... 09.08.2016