أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
إلى حركة حماس في مصر العربية!!
بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 26.01.2017

تتابع غزة باهتمام بالغ زيارة وفد حركة حماس لمصر العربية، وتتوقع غزة أن يعود الوفد في كل لحظة بأيدٍ مثقلة بالبشائر، وممتلئة بالحلول الاستراتيجية لمشاكل غزة، التي تحملت قسوة الحصار الطويل، واحتسب عند الله صبرها الجميل.
ولا ينتظر سكان غزة من وفد حركة حماس أكثر من:
1ـ فتح معبر رفح الحدودي على مدار اليوم، بحيث يخرج الفلسطيني من غزة ويرجع إليها.
2ـ أن تقيم مصر على حدودها مع قطاع غزة المنطقة التجارية الحرة، والقادرة على تحريرها من القيود الأمنية الإسرائيلية، وقيود سلطة رام الله الاقتصادية.
ما سبق من مطالب فلسطينية من مصر سيقابلها مطالب مصرية من حركة حماس، باتت معروفة لوسائل الإعلام، وقد أوفت حركة حماس ببعضها في مرحلة سابقة، ولكن المطلب المصري الأهم وفق تقديري هو عدم جاهزية مصر لتسليم معبر رفح لحركة حماس وحدها، دون وجود ممثلين عن النائب محمد دحلان، الذي يحظى بثقة الحكومة المصرية أولاً، ويشكل عصا مصر الغليظة على ظهر محمود عباس ثانياً.
فهل تبدي حركة حماس ليونة في هذا الجانب، وتطالب من مصر العربية أن يكون النائب محمد دحلان شريكاً في العمل الميداني على معبر رفح، وفي إدارة المنطقة التجارية الحرة؟.
قد يبدو الأمر صعباً وقاسياً على بضع قيادة حماس، وقد يرى فيه البعض مخاطرة أمنية غير مضمونة النتائج، وقد يظن البعض أن ماضي الرجل يحول بينه وبين أي مشاركة سترتد وجع رأس على حركة حماس، ولكن العمل السياسي الذي فرض على حماس أن تلتقي مع محمود عباس، رغم كل فعاله السياسية والأمنية والحياتية التي أضرت بالقضية الفلسطينية ومستقبلها، هو العمل السياسي نفسه الذي يفرض على حركة حماس أن تلتقي مع النائب محمد دحلان.
وللتأكيد على الفكرة ذاتها، سأطرح على قيادة حركة حماس سبعة أسئلة:
1- هل تظن حركة حماس أن السيد محمود عباس جاد في مساعيه لتحقيق المصالحة؟
2- هل تظن حركة حماس أن محمود عباس حريص على تشكيل حكومة وحدة وطنية، لها صلاحيات تنفيذية، ولها الحق الكامل بالقيام بالمهمات المناطة بها؟
3- هل تظن حركة حماس أن محمود عباس سيقبل وجود حماس شريكاً في القرار السياسي، ولا يجرؤ على اتخاذ أي خطوة سياسية منفردة دون الرجوع إليها للتشاور؟
4- هل تظن حركة حماس أن محمود عباس سيوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل؟
5- هل تظن حركة حماس أن محمود عباس سيتخلى عن برنامجه التفاوضي، ويفكر مع التنظيمات الفلسطينية الأخرى بروح الفريق الواحد، وبكل مسئولية وأمانة؟
6- هل تظن حركة حماس أن محمود عباس سيدعو لاجتماع الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويلتزم بكل ما تم التوافق عليه في مجمل اللقاءات السابقة؟
7- هل تظن حركة حماس أن محمود عباس بريئاً، ولا علاقة له بحصار غزة؟
طالما كانت الإجابة على كل الأسئلة السابقة بلفظة (لا)؛ فلماذا لا تفكر حركة حماس خارج الصندوق، لماذا لا تناور بعيداً عن محمود عباس، وتسعى إلى تخفيف الحصار عن سكان قطاع غزة من خلال مصر العربية وبالتنسيق العلني مع النائب محمد دحلان؟.

1