أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
كاتبات سعوديات في مواجهة النقد انتصارا للمرأة !!
بقلم : الديار ... 03.09.2013

كاتبات سعوديات يدافعن عن رؤاهن في التغيير بجرأة تتجاوز تطلعات الرجل لتخرج بقضايا النون النسوية من إطارها الضيق إلى عالم أرحب.
هو زمن المرأة السعودية بلا منازع، استطاعات فيه تحريك قرارات كبرى لتتواجد في خريطة العمل التنموي وشبه السياسي كذلك في بلادها.
الكاتبات السعوديات بالصحافة المحلية وكذلك الخليجية والدولية، بالعدد هن قليلات، لكنهن في التأثير أصبح لهن تأثيرهن، خاصة في حديثهن عن قضايا المرأة في بلد "ذكوري" اعتادت النساء أن تمارس كل عملها تحت قيودهم. وجندت الكاتبات، وليس جميعهن، مجال الكتابة الصحافية، عبر زوايا الرأي، متناولات قضية المرأة وتغيير واقعها المؤلم الذي تعيشه النسوة في السعودية إلى محاولة التغيير ولمس جراح تكالبت عليها عقود من الزمن. وإذا كان هناك من الكاتبات من تشجع على إكمال الرجل قبضته على قضايا المرأة والأسرة في المملكة الرجالية عبر مقالاتهن في الصحافة السعودية والخليجية، لكن الحديث هنا سيكون عن أبرز من تمردن على واقعهن نحو أفق مختلف.
ساهمت كذلك تغييرات القيادة السعودية في تعيين ثلاثين امرأة في مجلس الشورى وكذلك السماح لها بالترشح والانتخاب في الانتخابات البلدية في دورتها القادمة. وتستعرض "العرب" أبرز الكاتبات السعوديات، المسطرات في كتاباتهن فصول القضية والمدافعات عن رؤاهن في التغيير، والناقدات بجرأة تتجاوز أنامل الرجال في مسيرة نون النسوة السعودية في إطار ضيق، وعلى عمومه مع الإنسان السعودي.
ليس في المجال الكتابي الصحفي، بل زادت عليه غالبهن في جمع تفاصيل الحكايات عبر قصص وروايات ودواوين شعرية تتناول الجانب الأنثوي الأكثر ظلمة، محاولات بفكرهن وأناملهن الناعمة فتح منافذ الرؤية للأنثى السعودية ولإبراز الدور الكبير الذي يحملهن.
قلم جريء
لطيفة الشعلان، أبرز الكاتبات السعوديات، لنواحي عديدة أبرزها وجودها كعضو في مجلس الشورى السعودي وسجلت نفسها في سجلات التاريخ كواحدة من ثلاثين امرأة دخلن إلى قاعة المجلس بقوة الأمر الملكي.
إحدى الأكاديميات المؤثرات في مسيرة عملها الأكاديمي، وصاحبة قلم جريء في النقد وتناول مواضيع حقوق المرأة من خلال زوايتها الشهرية بمجلة "المجلة" لأعوام عديدة، وكانت تكتب في مرحلة مختلفة كان من الصعوبة على مجتمعها تقبل نوعية الكتابة التي كانت تبوح بها المجتمعات النسائية سراً.
صاحبة لغة قوية في كتاباتها الصحافية، التي عادت لها بعد تبؤ منصبها الرسمي الكبير في مجلس الشورى السعودي، وهي صاحبة جهد كبير كان يتحدث ولا يزال في مهمة تواجد المرأة في ساحات العمل والقرار.
تغزل في رسائلها الصحافية أسلوب التوجيه للجميع ومنها المؤسسات الرسمية، وتوجيه كبير للمجتمع الذي يخشى التغيير خاصة في قضايا المرأة المهمشة مجتمعيا، ورسائل للرجل صاحب الكلمة العليا المعتادة محليا.
فكر مختلف
البشر دخلت صراعات القضايا بشجاعة
بدرية البشر، شهرتها الواسعة ونيلها لجوائز عديدة في مجال تخصصها الأدبي في القصة والرواية، وكذلك فوزها بجائزة "العمود الصحفي" كأبرز كاتبة صحافية في الصحافة العربية من منتدى الإعلام العربي 2012 يفسر ذلك الحراك الصحفي في كتاباتها الصحفية على التحديد.
تقيم في دبي، وتحملها مسؤوليتها للكتابة عن الشأن الاجتماعي السعودي، تتميز بدخولها صراعات القضايا بشجاعة، والجرأة الكبيرة في توجيه النقد بحروفها المصاغة بشكل مباشر، حتى جعلها في مواجهة شعبية أمام طيف كبير لم يعتد ذلك خاصة من صوت وقلم أنثوي.
في تواجدها الصحفي بصحيفة "الحياة" العربية اللندنية، تمتلك الحضور المؤثر وتنال في تعليقات متابعيها عبر شبكات التواصل الاجتماعي الإلكترونية غالبا الانتقادات والهجوم الشخصي لتحليقها الواسع في سماء القضايا الاجتماعية المحمية بتقاليد سعودية.
تحمل في زوايا حروفها فكرا مختلفا، ويغلب في تفاصيل تميزها هو تحررها من قيود الكتابة والخوض في مراكز صراعات تجعلها في مواجهة بعض السلطات السعودية لعل أبرزها جهاز "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" المتعدد الأخطاء، وفي انطلاقات رواياتها (الأرجوحة) و(تزوج سعودية) وإبداعتها في (هند والعسكر) ودراستها السسيولوجية لـ(الحياة الاجتماعية في نجد ما قبل النفط).
محبرة حقوق الإنسان
مظفر شاعرة ترفض تغييب صوت المرأة
حليمة مظفر، من أبرز الكاتبات السعوديات، حاملة لدرجة الماجستير في الأدب، لها تأثيرها في مجالات عملها الإعلامية، من التلفزيون والصحافة، واليوم عبر مقالاتها اللاذعة المهتمة بالشأن النسوي والاجتماعي بعمومه داخل المملكة. جعلت من قضايا حقوق الإنسان والمرأة محبرة للكتابة في زاويتها الصحافية بصحيفة "الوطن" السعودية.
انتقدت مظفر تصرفات عديدة من أجهزة رسمية كانت تغيّب صوت المرأة ومكنت نفسها من التواجد على خريطة التغيير النسائي من خندق الكتابة.
تتميز بمتابعتها لتفاصيل القضايا التي تكتبها، حتى تجد صدى الرأي الرسمي من جهات تتحمل التقصير، تغيب كثيرا عن الكتابة ويتردد لدى صفوف الإعلام إيقافها عن الكتابة للجرأة التي تمارسها خارج حدود الأعراف التقليدية الصحافية.
تكتب بين مقال وآخر عن قضايا تنموية عديدة، خاصة تلك التي تمس مباشرة صعود الفكر الثقافي السعودي، وهي الشاعرة المثيرة التي تحمل معها صفوف معترضين بنوا عداوتها من خلال مقالاتها.
رفض وصاية رجال الدين
سمر المقرن، كاتبة مولودة من رحم الصحافة السعودية، تكتب في أكثر من وسيلة إعلامية على مستوى الخليج، من الجزيرة السعودية، والعرب القطرية، والبلاد البحرينية، نالت جوائز خليجية في مجال العمل الإعلامي.
كانت حتى قبل زمن الثورات العربية ووصول "الإخوان المسلمين" قلما وصوتا نسائيا في قضايا مجتمعية في غالب كتاباتها، تحولت إلى الهجوم والتعرية في كتابة المرحلة الحالية، جعلتها على مستوى مواجهة أكبر من مواجهة حراك المجتمع السعودي، أفرزته تلخيصا في روايتها كذلك (نساء المنكر).
كانت في مسيرة عملها الصحافي بصحيفة الوطن السعودية مسؤولة قسم صفحة المجتمع في مرحلة الظهور الكبير للصحيفة المثيرة في المملكة، دخلت في أغوار قضايا المرأة في زمن كان السكوت واجبا بالعرف المحلي.
تتشابه المقرن مع غالب الكاتبات السعوديات، في رفض وصاية رجال الدين ومؤسساته الرسمية في السعودية، محاولة تعزيز الحقوق الشخصيــة للمــرأة ومطالبــة بتواجدها في جميع مفــاصــل القرارات، وكتابات متعددة في مجال حقوق الإنسان.

1