كل شئ في هذه الدنيا قابل للتحول لحدث وقصه كبيره من الالم والمعاناه والخراب والدمار وحين نقص حكاية سوريه او نحاول لملمة اطرافها فلابد من ان نستذكر ونستحضر معنى الوطن ومعنى الكرامه ومعنى الالم ومعنى ان يثور شعب على طاغيه يحجب عنه الهواء والنور منذ عقود من الزمن لابل اننا نستحضر معنى واقع ان يضحي الشعب حتى يضحي الاخرون بتضحيات هذا الشعب ويهدروها دون اي مردود ملموس سوى الخراب وملآ الفضاء بالانين والالم والمعاناه اللتي تتجلى اليوم في واقع الشعب السوري وهو واقع امر من مُر, حين يصبح الدمار والخراب والقتل والذبح واللجوء تحصيل حاصل في حين تحشد فيه الجهات المتقاتله المزيد من الات الخراب والدمار وكأن لسان حالهم يقول الدمار ثم الدمار ولا شئ غير الدمار وعلينا وعلى اعداءنا وعلى الشعب والشجر والحجر والبشر..اذبح ياذبَّاح فهاهي رقاب الملايين في انتظار المقصله والموت وهاهي مدننا وقرانا في انتظار الدمار والاطراف المتحاربه في انتظار المزيد من اسلحة الدمار والدمار الشامل..هاهو الوطن وقد تحول الى قبر ومقابر تدور حولها النائحات وتحوم فوقها غربان الخراب.. نواح النائحات ونعيق الغربان وحشد وتحشيد خراب ماضي في خرابه ودماره لبلاد الشام اللتي لحقت وستلحق بها اضرار جسيمه بسبب سادية النظام وعدمية المعارضه وبالتالي الجاري في سوريا هو دمار مبرمج تشارك في صناعته اطراف كثيره من بينها المحلي ومنها الاقليمي ومنها العالمي والمحصله دمار وحرب حطبها الشعب والوطن السوري ككل!!
لقد تحولت سوريا اليوم الى كومه من الدمار والخراب وكرة لهب متدحرجه وفي نفس الوقت تحولت الى غابه من الكذب والتضليل اللتي تنقله وسائل الاعلام عن هذا الطرف او ذاك من من يخوضون المعارك على الارض وفي المدن والقرى السوريه اللتي تعرضت لدمار هائل ومروع جراء المعارك والقصف المتبادل بين قوات النظام وقوات المعارضه السوريه وبالتالي مايجري هو ليست قتل ودمار فحسب لا بل تهجير جماعي وتشريد لجزء كبير من الشعب السوري الى دول الجوار وهؤلاء الذين اصبحوا لاجئين يعيشون في ظروف قاسيه ومأساويه الى حد ظهور ظاهرة التجاره بالنساء السوريات تحت مسميات وفتوة زواج الستره وغيرها من الفتاوي التي تبيح نظريا وموضوعيا وعمليا الاتجار بالنساء.. ظاهره من ظواهر الحرب الدائره في سوريا والمنفلته من عقالها ومن كل الضوابط الانسانيه والحقوقيه والمؤسف ان الاطراف المتحاربه لا تأبه لحياة المدنيين السوريين و لا لسقوط عشرات الالاف من السوريين بين قتيل وجريح ناهيك عن المفقودين والمخطوفين والذبح الهمجي والسادي التي تبثه وسائل الاعلام...اخلاق نظام فاقد للاخلاق ومعارضه فاقده للبوصله والانضباط الثوري والاخلاقي..!!
غياب الاخلاق والمصداقيه سمه من سمات الاحداث الماساويه الجاريه في سوريا والنظام ووسائل اعلامه ليس الوحيدون في ساحة التضليل والكذب لابل ان الفضائيات العربيه وعلى راسها فضائية الجزيره تمارس الكذب والتضليل والتأجيج في سوريا بصوره قذره ومتكالبه ليس فقط على الشعب السوري والثوره السوريه لابل انها تثير غضب الكثير من الشعوب العربيه باسلوبها التحريضي والهمجي الذي فقد كل مقومات المهنيه والمصداقيه الاعلاميه.. وسائل اعلام النظام السوري تمارس التضليل لخدمة النظام السوري وفضائيتي الجزيريه والعبريه تمارسان التضليل الاعلامي لخدمة اهداف الرجعيه العربيه والامبرياليه الامريكيه والغربيه وبالتالي الجاري في سوريه تحول الى حرب بين الانظمه العربيه الدكتاتوريه والرجعيه عبر قوات النظام السوري وعبر الميليشيات المقاتله في سوريا المموله من قبل قطر والسعوديه والغرب الامبريالي..كثير من الميليشيات وامراء الحرب في سوريا يتلقون رواتب واموال من الدول الرجعيه العربيه والامبرياليه الغربيه..المخابرات الغربيه ومن بينها الامريكيه والفرنسيه توزع الاموال النقديه والمساعدات العينيه في وضح النهارعلى بعض الميليشيات في سوريا..النظام يمول جيشه والشبيحه والغرب والرجعيه العربيه تمد الميليشيا بالمال والعتاد والضحيه الكبرى هي سوريا وشعبها والمخزي في الامر ان جامعة الحكام العرب المسماه بالجامعه العربيه كانت وما زالت وكر للعار والخيانه والان اصبحت تحت سيطره المال القطَّري والخليجي الى حد ان قرارات هذه الجامعه تصب الزيت عنوه على النار في سوريا حتى تزيد الدمار والخراب في هذا البلد العربي..النظام القطَّري الخائن تاريخيا وعمليا يختطف الجامعه العربيه ويصدر من خلالها قرارات تخدم الرجعيه العربيه والامبرياليه الامريكيه تماما كما فعل هذا النظام وباقي الانظمه العربيه الرجعيه عندما تأمروا على العراق ودعموا الغزو والاحتلال الامريكي للعراق وعن ماجرى وماهوة جاري في ليبيا حدث بلا حرج.. الرجعيه والعدميه تقوم اليوم بتدمير واختطاف الثورات العربيه.. النظام القطَّري القبلي و الخائن يختطف الجامعه العبربيه كما فعل من قبل وكر شرم الشيخ ويفعل الامر نفسه بسوريا كما فعل سابقا مع العراق..وكر شرم الشيخ الخائن عاد ليظهر في الدوحه..وكر الدوحه ووكر شرم الشيخ وجهان لعُمله واحده..عُمله عميله!!
الجاري في سوريا هو فوضى عارمه وليس ثوره كما يحلو للبعض تسميتها والقضيه لم تعد تتعلق بسقوط النظام اوبقاءه بقدر ما تتعلق بالواقع الحاصل وبالنتائج المترتبه بعد سقوط النظام في ظل فوضى السلاح وفوضى الميليشيات الغير منطويه تحت برنامج وطني وسياسي واحد وبالتالي شاء من شاء وابى من ابى وبغض النظر عن من هو مؤيد للنظام او معارض له:الحقيقه الدامغه تقول ان سوريا تتعرض الى دمار مبرمج وتعيش في ظل فوضى عارمه في خضم معركه مسلحه بين النظام والمعارضه خرجت عن السيطره ولم تعد لها معالم ثوره حقيقيه ولا اهداف واضحه تترتب على نتائج معركه عسكريه تهدف الى حسم الامر واسقاط النظام, بمعنى بسيط ومبسط واضح ان النظام السوري فقد البوصله والسيطره الى حد بعيد على سوريا, لكن في المقابل قوات المعارضه غير متفقه على اهداف ما بعد اسقاط النظام والامر ليس خافيا على احد وهو ان بوادر حرب ما بعد النظام بدأت تلوح في الافق بين الميليشيات المعارضه والمتناحره فيما بينها على شكل وفحوى النظام السوري القادم او بالاحرى واكثر دقه ماهو المصير الذي ينتظر الدوله السوريه..دوله متماسكه ام دول مقسمه وممزقه سياسيا وطائفيا؟!!
في سوريا وفي العالم العربي هنالك اليوم سيل من الفتاوي المخزيه والمعيبه اللتي يندي لها جبين البشريه من بينها استغلال حال اللاجئات السوريات وتزويجهن قسرا واكراها والتجاره بالبشر في وضح النهار واللاجئه السوريه في الدول العربيه تُباع اليوم بسعر 100دولار او اقل تحت ستار"زواج الستره" , لكن الاكثر عيبا واهانة من بين هذه الفتاوي هي فتوى " جهاد النكاح" التي تبيح ظاهرة الزنا والاتجار بجسد وروح نساء وفتيات قاصرات من تونس يتم استدراجهن ونقلهن الى سوريا لاشباع رغبات وإمتاع ما يسمى بالمجاهدين..حوريه في الدنيا وحوريه في الجنه!..هل هنالك اهانه اكبر واضخم من هذه الاهانه التي توجه للمراه العربيه والرجل العربي والمجتمع العربي في ان واحد؟..هل هذه ثورات شعوب ام رغبات رعاع إختطفوا الثورات العربيه وهاهُم يهينون انسانية العربي والعربيه اكثر من الانظمه الحاكمه..ثورات شعوب ام رغبات رعاع ..نساء تونس العربيه يعتزن بإنسانيتهن وشرفهن وعروبتهن وكافحن كفاح مرير من اجل حقوقهن وشاركن في ثورة تونس ولا يجوز باي حال من الحال هذه الاهانه المعيبه والمخزيه والمسماه بفتوى..هذه مخزيه من مخزيات الفوضى الرعاعيه الجاريه في العالم العربي والدين الاسلامي الحنيف والمجتمع العربي العريق برئ من هكذا فتاوي مخزيه ومعيبه؟!
ليس هذا فقط لا بل ان فتاوي الفتنه قد اباحت تدمير القرى المسيحيه السوريه وشجعت وتشجع على الحرب الطائفيه والعرقيه وممارسة التطهير العرقي بحق مناطق سوريه كامله ومناطق حدوديه بين سوريا ولبنان ومع هذا يصر وكر الدوحَّه العميل على استمرار دعم غربان الدمار في سوريا من جهه بينما يصر النظام السوري على مواصلة تدمير سوريا من جهه ثانيه وبالتالي يقبع اليوم الشعب والوطن السوري بين شطري الرحى اللتي تطحن سوريا وطنا وشعبا والسؤال المطروح : الى متى ستتواصل فصول الكارثه السوريه المتدحرجه؟..كرة النار المتدحرجه تحرق اليوم االاخضر واليابس في سوريا ولا يبدو ان ان النظام سينسحب من المعركه وفي المقابل هنالك اصرار داخلي واقليمي وعالمي على اسقاط هذا النظام اللذي وصل الى نقطة اللا عوده في حربه ضد الشعب السوري ويبدو ان سوريا ذاهبه حتما نحو التقسيم الجغرافي والطائفي الى دويلات او امارات تابعه للميليشيات...لقد سقط في سوريا حتى الان عشرات الالاف من القتلى والجرحى وشردت الحرب مئات الالوف ودمرت الكثير من المدن والقرى السوريه ,لكن يبدو ان القادم اعظم وهو حرب طائفيه طاحنه في اعقاب سقوط النظام...يخطأ من يظن ان الحرب ستحط اوزارها بعد سقوط نظام عائلة الاسد والعكس هو الصحيح ستستعر نيرانها في عدة اتجاهات منها الطائفيه ومنها الفصائليه ومنها العقائديه..النظام ساقط لامحاله, لكن المعارضه مشرذمه وغير متناسقه فكريا وسياسيا ولهذا ستبقى سوريا الى حين ارض الخراب والدمار والحرب.. سوريا:ارض الخرَّاب والفضاء الملبد بالتضليل والكذب.. سوريا تحتاج الى برنامج انقاذ وطني ينقذ هذا البلد من ماهو حاصل وقادم من دمار وخراب...ببساطه النظام السوري والمعارضه السوريه لايملكان برنامج سوى الحرب والقتال والسؤال الى متى؟ ومن سيحرر سوريا من مخالب الحرب والدمار؟!