لا قَّدر يُقدَّر بما الحقته سلطة اوسلو بالقضيه الفلسطينيه من ضرر وان شئتم او لم تشاءوا لم يقدم وعد بلفور او قرار التقسيم ما قدمته هذه السلطه من خدمات وتسهيلات للإحتلال والاستيطان الاسرائيلي وإن شئتم او لم تشاءوا هذه السلطه ليست وحدها المسؤوله عن تواصل التفريط بالحقوق الفلسطينيه لابل ان الشعب الفلسطيني والشعوب العربيه بنسب متفاوته وبحسب امكانياتها تتحمل قسط من المسؤوليه بصمتها الطويل على هذا الجاري في فلسطين وما يتعلق بكامل مقومات القضيه الفلسطينيه التي تعرضت وتتعرض لابشع اشكال التجزير الجغرافي والديموغرافي والسياسي والانساني, حيث ان جماعة اوسلو لم تبقى حجر على حجر في الدار والديار والحقوق الفلسطينيه الا وعبثت به او دمرته وقدمته على طبق من ذهب للاحتلال الاستيطاني والعسكري الاسرائيلي وعندما نقول ان بلفور وقرار التقسيم لم يقدم ما قدمته سلطة اوسلو للإحتلال فنحن نعي لحقيقه تاريخيه بان الشعب الفلسطيني لم يعترف ببلفور ولا بقرار التقسيم ولا بنتائج النكبه ولا بحدود1967 والذي فعل هذا الفعل وارتكب هذه الجريمه التاريخيه هم جماعة اوسلو والراتب الذين اعترفوا بالكيان الاسرائيلي على ارض فلسطين بلا حدود محدده ولا مرجعيه وبلا اعتراف باي دوله فلسطينيه ولا حدود هذه الدوله ويكذب من يقول لكم ان اتفاقية اوسلو ارتكزت على حدود1967 او اشترطت شرط وقف الاستيطان او اعترفت بجزء من القدس كعاصمه لدولة الكارتون الفلسطينيه لابل ماجرى ان جماعة اوسلو جاءوا الى البلاد لانشاء شركة مقاوله ومساومه راسمالها وضامنها وضامن بقاءها سلطات الاحتلال الاسرائيلي وامريكا والمنظومه الامبرياليه والصهيونيه العالميه وبالتالي ماجرى منذ عام 1993 وحتى يومنا هذا ان شركة المقاوله والمساومه التي اطلق عليها تمويهيا اسم " السلطه الوطنيه الفلسطينيه" قد ساهمت بصمتها ومساوماتها في زيادة الاستيطان في مناطق الضفه والقدس والى حد بعيد مناطق الداخل الفلسطيني باضعاف اضعاف ما كان عليه الحال قبل مجئ هذه السلطه التي لم تحقق سوى الفشل تلوى الفشل والتنازل تلوى التنازل ناهيك عن شرذمة وحدة الشعب الفلسطيني فصائليا والانقسام والانفصال الحاصل بين غزه والضفه منذ عام2007 وحتى يومنا هذا!!
لم تكتفي سلطة اوسلو بتهشيم الميثاق الوطني الفلسطيني وتدمير منظمة التحرير الفلسطينيه لابل هشمت الجغرافيا والديموغرافيا الفلسطينيه وهدَّت حيل ومعنويات الشعب الفلسطيني وأعاقت نضاله وشكَّلت بينه وبين الاحتلال الاسرائيلي منطقه عازله بالاضافه للجدار العازل الذي اقامته سلطات الاحتلال في ظل وجود هذه السلطه الفاسده والعاجزه..سلطتا رام الله وغزه عزلتا الشعب الفلسطيني في كانتونات جغرافيه وديموغرافيه مغلقه وحالتا بين التماس بين هذا الشعب المُحتَّل وقوات الاحتلال.. لايوجد اليوم نقاط تماس بين الاحتلال والشعب الفلسطيني ولذلك يعيش الاحتلال منذ فتره سنين العسل والهدوء ويقوم بإنشاء المزيد من المستوطنات وشق المزيد من الطرق والشوارع الالتفايه اللتي تسهل حياة المستوطنين من جهه وتزيد من عزلة الفلسطينيون جغرافيا وديموغرافيا من جهه ثانيه بمعنى بسيط ومبسط استطاع الاحتلال الاسرائيلي بمساندة سلطة اوسلو بسط سلطته وسيطرته و تشديد الحصار والعزل ليس على قرى ومدن الضفه الفلسطينيه فحسب لابل انه يتحكم اليوم بالكامل بقطاع غزه و بالقدس الذي قام بعزلها عن محيطها العربي والفلسطيني..قامت اسرائيل بفك وتهشيم ارتباط القدس الطبيعي والتاريخي بالضفه الفلسطينيه والحاصل اليوم ان القدس اصبحت معزوله جغرافيا وديموغرافيا عن باقي مناطق الضفه الفلسطينيه لابل ان القدس المدينه نفسها اصبحت جزر مقطعه بسبب التهويد المبرمج التي تتعرض له هذه المدينه الى حد ان المسجد الاقصى اصبح محاصرا من فوق وتحت الارض..من فوق الاستيطان ومن تحت الانفاق التي تنشأها سلطات الاحتلال في ظل وجود سلطه فلسطينيه اعضاءها ومنتسبيها مرتبطين مصلحيا واقتصاديا بسلطات الاحتلال واخر ما يهمها هو القدس والقضيه الفلسطينيه..ببساطه يمكن وصف الامر بوجود لافته ضخمه كُتب عليها " السلطه الوطنيه الفلسطينيه" للتمويه فقط بينما هي في الحقيقه "روابط قرى" جديده مُلحقة بمنظومة الاحتلال الهيكليه والاداريه..هذه السلطه التمويهيه تقوم بتدمير فلسطين شبرا شبرا ولن تحرر ولو شبرا واحدا حتى في مساحه المقاطعه التي تعتبر مركز ومقر هذه السلطه...سلطه مهلهله وفضيحه تاريخيه بكل ماتعنيه الكلمه من معنى وفحوى!!
ليس هذا فقط ومع مرور الزمن تكَّونت داخل سلطة اوسلو اجنحه واجنده تعمل دون خجل لصالح الاحتلال من اجل خدمة مصالحها واجنحه اخرى تتأمر في وضح النهار على حق عودة اللاجئين وقبل مده من الزمن كان الحديث يدور عن جماعة "مبادرة جنيف" لكن هذه الجماعه طوَّرت اليوم من عملها واصبحت تتحدث مباشرة من على منبر" الكنيست الاسرائيلي" وتعقد الاجتماعات الدوريه والمتبادله بينها وبين الاحتلال تارة في القدس المحتله واخرى في رام الله ,وهنالك جماعات فلسطينيه اخرى تشارك في مؤتمرات الحركه الصهيونيه ومؤتمرات الامن القومي الاسرائيلي كمؤتمر " هرتسليا" وهنالك جماعات تدير شركات مشتركه مع الاحتلال وهنالك العديد من الاجنحه االمرتبطه بالاحتلال ناهيك طبعا عن التنسيق الامني بين السلطه والاحتلال.. لاحظوا معنا ان مايهم اسرائيل هو امن وسلامة المستوطنين في الضفه والتنسيق الامني بين السلطه والاحتلال يصب فقط وتحديدا في هذا الاتجاه!...ما يتعلق بالفلسطيني وامنه وسلامته فحدث بلا حرج: يحرقون زيتونه ويقتلون مواشيه ويحتلوا ارضه ويطلقوا عليه الرصاص والكلاب لتنهش لحمه ويعتقلونه متى شاءوا وينصبون له مئات الحواجز الثابته والطياره حتى يرهبوه واذا اراد زيارة القدس او الصلاه في الاقصى فهذا حلم بعيد المنال وعن حال قطاع غزه وحصاره وعزله وتجويعه حدث بلا حرج ناهيك طبعا عن حال اللاجئين الفلسطينيين في دول الجوار العربي وحال واحوال اسرى الحريه المعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي...ما جرى ببساطه وامام عيون الشعب الفلسطيني هو ان الثلل الاوسلويه انشغلت وما زالت منشغله بالغنائم والفيلات والمركبات الفارهه وانشاء الشركات الربحيه وبين الفينة والاخرى يتحدثون عن فلسطين,لكن عبر بوابة الاحتلال وبشروطه الذي يفرضها..مفاوضات ام مساومات او اي مسميات اخرى: الثلل الاوسلويه تساوم الاحتلال مقابل الراتب وضمان المصالح لا اكثر ومن يصدق بان هذه الثلل الارتزاقيه[ من تترزق] تطالب بوقف الاستيطان في الضفه والقدس فهو ساذج بالمطلق...هؤلاء ساهموا في زيادة الاستيطان ليست بصمتهم فحسب لابل بتواطؤهم مع الاحتلال مقابل ضمان الامتيازات وبقاء سلطة اوسلو...يا سيداتي سادتي: في العاده رؤساء الدول او رؤساء الوزراء يقدمون استقالتهم بسبب فشل سياستهم الاقتصاديه والاجتماعيه في حين ان سلطة اوسلو فاشله كانت وما زالت في مهدها وعهدها واضاعت الوطن وهشَّمت مقومات القضيه الفلسطينيه ولم تقدم استقالتها؟..العكس هو الصحيح: تواصل المساومات في ثوب مفاوضات كانت فاشله منذ عصر اولبرايت ومرورا برايس وكلينتون وحتى كيري وقائمة رؤسا ووزراء خارجية امريكا[شهاد الزور] الذين لعبوا لعبة المفاوضات لصالح اسرائيل طويله ولا تحصى ولا تعد والذي جرى هو توسع الاحتلال الاسرائيلي وتقلص مساحة الجغرافيا الذي يعيش عليها اجزاء وقطاعات من الشعب الفسطيني...!
في فلسطين يشكوا الفلسطينيون من مخططات التهويد..من تهويد القدس..تهويد الضفه..تهويد الجليل.. تهويد النقب ومخطط "برافر" وتهويد المدن الفلسطينيه التي احتلت عام 1948 وتهويد كل شئ يرمز للتاريخ الفلسطيني في فلسطين, في حين يتسكع المتسكعون من الثلل الاوسلويه في تل ابيب وواشنطن ويتسلون بمفاوضات عبثيه جل نتائجها الايجابيه لصالح الاحتلال الاسرائيلي في حين يخسر الفلسطينيون يوميا المزيد من الارض والمزيد من البيوت والمزيد من الحقوق ويحصدون المزيد من الماسي والبؤس ويزداد عدد الذين يعيشون تحت خط الفقر المدقع..هل سمعتم بمكرمة ومكارم الرئيس الفلسطيني على وزن مكارم رؤساء وملوك عرب الرده؟...المكرمه في هذه الحال تاخذ بعدا ومعنى اخر:مكرمة بيع الوطن الفلسطيني وليست مكرمة تكريم الشعب الفلسطيني..الوطن الفلسطيني في مزاد المساومات بين الاحتلال ومشتقاته من فلسطينيون اوسلويون..!!
لعبة السلام والمفاوضات التي تلعبها اسرائيل وامريكا مع الثلل الفلسطينيه االاوسلويه تهدف الى تثبيت المكاسب الاسرائيليه على الارض من جهه وتكبيد الشعب الفلسطيني افدح الخسائر المتعددة الاشكال من جهه ثانيه وبالتالي عندما يقول كيري ان هدف المفاوضات هو اعلان انتهاء الصراع فهذا يعني بوضوح انهاءه بقبول الشروط الاسرائيليه وهضم الحقوق الفلسطينيه..هم يريدون تثبيت قوة الباطل الاسرائيلي من خلال زركشته وإضفاء شرعيه فلسطينيه مزعومه عليه تتمثل بشخص كبير المفرطين"المفاوضين" ومشتقاته الذين وَّقعوا وسيوقعون على ضرب الحق الفلسطيني في عقر داره وليس التنازل عن حق العوده فقط..إضفاء شرعيه فلسطينيه على ثله تفريطيه لم ينتخبها الشعب الفلسطيني لا لتمثله ولا للتحدث باسمه..محمود عباس تنا زل عن مسقط راسه صفد ولربما يسوق هذا الامر كمثال او مكرمه من جهته كمثال حي على مصير حق العوده.. الاخرون من هذه الثله سلموا اوراقهم الثبوتيه على معابر الاحتلال واستلموا بطاقة الvip ..الشعب سجين واصحاب البطاقه وحاشياتهم طليقين واحرار في تحركاتهم!!
الان وفي هذا الاوان تدور مفاوضات سريه بين الثلل الاوسلويه الغير شرعيه والاحتلال الاسرائيلي وهذه المفاوضات ليست الا مزيد من المساومات والتهشيم المبرمج لمقومات القضيه الفلسطينيه ونحن نجزم ان الشعب الفلسطيني يعتبر هذه المفاوضات استمرارا لجرائم ثلل اوسلو بحق حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني وبالتالي ما جرى وما هو جاري الان هو عمليه تجاريه استثماريه بين الاحتلال ومشتقاته يدفع ثمنها مجددا الشعب الفلسطيني..شركة اوسلو الفلسطينيه أُنشأت عام 1993 للتجاره بحقوق الشعب الفلسطيني وما زالت التجاره مستمره.. سلطة اوسلو تواصل جريمة تهشيم القضيه الفلسطينيه.. والسؤال المطروح :الى متى سيصمت الشعب الفلسطيني على هذا الجاري؟..عامل الوقت والزمن صار اهم من مهم... ببساطه: الاستيطان الاسرائيلي يلتهم الارض الفلسطينيه شبرا شبرا بوجود سلطه مهلهله فائدتها تعود على الاحتلال وليس الشعب الفلسطيني.
سلطة اوسلو تواصل جريمة تهشيم القضيه الفلسطينيه!!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 15.08.2013