**"الغاية النهائية للطاغية المستبد كي يحتفظ بملكه، هي تدمير روح المواطنين، وجعلهم عاجزين عن فعل أي شيء إيجابي لذلك فهو يلجأ لمختلف الوسائل"..ارسطو..اما بعد..
منذ امد وحتى يومنا هذا والعرب يندبون حظهم ويعلقون كامل مقومات ازماتهم على الاستكبار والقوى العالميه المتنفذه, لكن الحقيقه الساطعه والمؤلمه تقول ان الاستعمار لعب دور سلبي ومدمر لكنه ليس وحده السبب في رداءة وتعاسة حظ العرب المتعثر منذ عقود من الزمن والمُعلق على شماعة سايكس بيكو وغيرها من عناصر ومعاهدات وحروب ما زال العرب يعتبرونها ام كل الكوارث اللتي عصفت وما زالت تعصف بهم و بطبيعة الحال مما لا شك فيه ان ان حرب بوش العدوانيه على العراق واحتلاله عام 2003 كانت وما زالت السبب في اطلاق الحرب الطائفيه من القمقم لتنتشر كالنار في الهشيم قي بلاد الرافدين وبلاد الشام وتعمم اليوم ذاتها بهذا الشكل او ذاك على كامل بلاد العالمَّين العربي والاسلامي !!
يبدو العالم العربي اليوم كالنعامه التي تخبأ راسها في الرمل ولا تريد ان ترى شيئا وهو حال من بدأت النار بالتهام ثوبه وما زال يقول ان النار بعيده عنه في حين بدا فيه العراقيون يشوُون بعضهم بعضا احياءا من منطلق حقد طائفي بغيض وهمجي واخرون من بينهم ينادون بمحو الفلوجه من الوجود وابادة تكريت والرمادي واحتلال كربلاء وحتى لا يتربص لنا المتربصون نؤكد على ان الطائفيه صارت وباء منتشر بين جميع الطوائف والاعراق في العالم العربي, وما يسمى اليوم بحشد اوالحشود الشعبيه تنطلق جميعها من منطلق طائفي بحت وغايتها التنكيل بطوائف اخرى ,ودون لف ودوران الحروب الدائره في العراق وسوريا على وجه التحديد حروب طائفيه دمويه ولا علاقه لها لا بمسميات الجيش الوطني ولا بمسميات اخرى تاخذ حيز الدوله الرسمي او حيز منظمات جهاديه وعقائديه... الجيش العراقي اليوم جيش طائفي مدعوم بحشد طائفي والجيش السوري طائفي مدعوم بحشد طائفي والامر نفسه ينطبق على اليمن وبما يتعلق بالجيوش العربيه الاخرى فهي جيوش انظمه عميله وخائنه ومهمتها حماية النظام او شن الحروب كمرتزقه كما هو جاري اليوم من حرب مدمره في اليمن طرفها الاول جيش يمني صار مرتزقه لميليشيا والطرف الاخر جيش سعودي وتحالف عربي رجعي يشن حرب جويه مدمره على اليمن...
.. الحوثي سخَّر الجيش اليمني قي خدمة ميليشياته والسعوديه جَّيشت الجيوش لتحاربه والاثنان معا قاما بتدمير اليمن واستهداف كامل البنيه التحتيه الهشه بالاصل في اليمن... الحقيقه المره هي ان اليمن والعراق وسوريا ضحايا حروبات انظمه طائفيه عميله واخرى مرتزقه جميعها شاركت في تأجيج الحرب الطائفيه المسعوره الدائره عسكريا وسياسيا في العالم العربي لكن في اطار هذه المعمعه دخلت ايران والميليشيات الطائفيه على الخط وسكبت الزيت على النار لتشعل حرائق طائفيه لا تعد ولا تحصى الى حد التدخل السافر لصالح النظام السوري الذي يخوض حرب اباده ضد شعبه من جهه ويلقي بطائفته الى الهلاك اجلا ام عاجلا من جهه ثانيه وبالتالي ماهو حاصل في الوقت الراهن هو ان الفأس الطائفي دخل الراس العربي وهشَّم الهويه العربيه التي جمعت و تجمع العرب تحت سقفها منذ قرون من الزمن سواء في بلاد الرافدين او بلاد الشام او بلاد اليمن السعيد التعيس وغيره من البلدان العربيه!!
عقود من التجهيل والاضطهاد مارسها الطغاه العرب ادت الى تشويه فكر وقناعات اجيال كامله وهذا ما نلحظه اليوم بوضوح في مسلكيات المعارضات العربيه التي تعكس في طيات مسلكيتها مسلكية ونهج الطغاه...ثقافة الطغاه وثقافة تدمير الذات والقمع والذبح...الفيلسوف اليوناني ارسطو اكد في احد مقولاته ان" الغاية النهائية للطاغية المستبد كي يحتفظ بملكه، هي تدمير روح المواطنين، وجعلهم عاجزين عن فعل أي شيء إيجابي لذلك فهو يلجأ لمختلف الوسائل" وهذا ماهو جاري منذ عقود مضت في العالم العربي لكن للاسف انتج الطغاه منتوجات تعارضه اليوم في العالم العربي وتفعل الشئ نفسه الذي يفعله الطغاه الذين رهنوا نفسهم وقرارهم بقوى الاستكبار العالمي فيما المعارضات العربيه اصبحت ادوات في ايادي قوى اقليميه وعالميه..ميليشيات طائفيه عدميه تؤمن بمقولة علينا وعلى اعداءنا ولا تزرع سوى الدمار والخراب داخل منظومة حشد طائفي متبادل يقوده رعاع همج متعطشون للدم والانتقام لابل انهم مرتزقه لكل حاكم ونموذج العراق وسوريا اسوأ نموذج طائفي رعاعي عرفه التاريخ العربي وهو النموذج الذي يمارس التطهير الطائفي والقتل على الهويه بين ابناء الشعب الواحد والدين الواحد وبالتالي ماهو حاصل ان العالم العربي قد دخل في نفق مظلم يقوده رعاع وهمج العصر الذين يزرعون الخراب والدمار والكراهيه والحقد البغيض عبر مسلكيات همجيه ورعاعيه لا تكتفي بذبح وحرق الناس وحرق بيوتهم وتهجيرهم لا بل تغتصب النساء ايضا كسلاح موجه ضد الخصم الطائفي... الطائفيون الرعاع يزرعون العداء والحقد لمئات من السنين القادمه وهم يتناحرون اليوم على اشلاء الوطن العربي ويفعلون به ما لم يفعله الغزاه ولا ما فعله المغول ببغداد..
التحشيد الطائفي الذي يجتاح العالم العربي اليوم هو الاخطر في تاريخ الوطن العربي وهو اخطر بكثير من سايكس بيكو وبلفور والمعاهدات الامبرياليه اللتي قسمت العالم العربي الى مناطق نفوذ استحوذت عليها الدول الامبرياليه واليوم يقوم الطغاه والميليشيات الطائفيه بتفتيت المفتت وتهشيم المُهشَم وزرع الحقد والكراهيه الى ابد الابدين والعجب كل العجب ان تزعم بعض الميليشيات الطائفيه الداعمه لنظام الاسد انها مشروع " مقاومه" في حين تشارك فيه النظام بذبح الشعب السوري من جهه وتشارك في تأجيج الحقد الطائفي من جهه ثانيه وبالتالي الجاري هو ان ميليشيات رعاعيه طائفيه تمارس قتل الشعوب وتزرع بذرة الحروب القادمه...الطائفيون يتوعدون في كل الاتجاهات الى حد ان الطائفه العلويه ستدفع ثمن مسلكية نظام دموي بعد سقوطه لانها متهمه بالمشاركه بقتل طوائف اخرى في سوريا وعلى الجانب الاخر تهمة التكفيريون جاهزه وكافيه لتبرير مشاركة ميليشيات طائفيه في ذبح الشعب السوري والعراقي وتدمير الهويه العربيه والاسلاميه وامكانية العيش المشترك...طغاه يدمرون روح الشعوب وميليشيات تدمر لحمة ووحدة هذه الشعوب والحقيقه الصادمه هي ان لا النظام السعودي ولا النظام الايراني صديق الشعوب العربيه لابل انهما نظامان من الد اعداء الامه العربيه وما مشاركتهما في دعم الميليشات الطائفيه والقبليه سوى دليل واحد من منظومة ادله تدل على همجية ورعاعية هاذين النظامين الَّلذين يدعمان الحروب الطائفيه في الوطن العربي؟؟!
الحشد الطائفي قام بتأبين الطريق نحو حروبات وانتقامات طائفيه لن تنتهي بسقوط انظمة الطغاه لابل ستأخذ منحى اخطر مماهو عليه وهو ترحيل وتهجير طوائف كامله من مناطق سكناها في سوريا والعراق تحت مصوغ الانتقام من هذه الطائفه او تلك التي خدم ابناءها في صفوف الانظمه الحاكمه التي تخوض حرب اباده ضد الشعب السوري والشعب العراقي ..الاخطر هو حروبات الانتقام بعد سقوط النظام.... الحشد الطائفي :الفأس والرأس ورعاع العصر الذين يعيثون خرابا ودمارا في الوطن العربي صاحب اكبر نسبه من اللاجئين في العالم....ملايين الضحايا بين قتلى وجرحى ولاجئين ودمار وخراب هائل وما زال الحبل على الجرار؟!!
الحشد الطائفي :الفأس والرأس ورعاع العصر!!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 09.06.2015