ماجرى ويجري في بلاد الرافدين منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا هو سلسله طويله من الاكاذيب والتضليل الاعلامي تنافي الواقع العراقي المرير اللتي تشكَل بعد الاحتلال الامريكي لهذا البلد العربي العضو في الجامعه العربيه وهيئة الامم المتحده واللافت في طيات تطور الاحداث هو تكرار مصطلح " التحرير" من قبل ما سمي انذاك ب " المعارضه" العراقيه التي روجت لاكذوبة تحرير العراق عبر شرعَنة الغزو الامريكي وفيما بعد سقوط نظام صدام وبغداد وكامل الدوله العراقيه تحت الاحتلال الامريكي, حيث قام الاحتلال بقيادة الصهيوني بريمر بتشكيل مجلس حكم مكوَن من عملاءه على اساس طائفي يشغل فيه المناصب المهمه من جاءوا على ظهر الدبابات واجنحة الطائرات الامريكيه.
منذ ذلك الحين قام الاحتلال والقادمون الجدد بتفكيك العراق وحل جيشه الوطني ولم يبقوا في العراق حجرا على حجرا ولا جار بجانب جار تحت حجج وذرائع واكاذيب لم تنتهي فصولها حتى يومنا هذا كانت بدايتها اكذوبة "تحرير" العراق والتي تعني احتلاله ومن ثم " اجتثاث" البعث والتي تعني اجتثاث الدوله العراقيه ومؤسساتها وإقصاء نصف الشعب او اكثر الذي كان منتسب لحزب البعث بهذا الشكل او ذاك بحكم النظام السائد ومنظومة الدوله المؤسسيه انذاك في العراق وبالتالي يخطأ من يظن ان عمليات التطهير والتدمير قد طالت في بداية الغزو 2003 والاحتلال الامريكي طائفه بحد ذاتها لانها ببساطه طالت جميع ابناء وبنات وفئات الشعب العراقي المنخرطون في الجيش العراقي الذي حله بريمر والمنتسبون الى مؤسسات الدوله في عهد نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ,وهؤلاء الذين كانوا منتسبون للجيش ومؤسسات الدوله العراقيه كانوا شيعه وسنه واكراد ومسيحيين الخ وهؤلاء جميعا كانوا ضحية اكاذيب الجلبي والطلباني والربيعي والمالكي وجميع العملاء الذين زعموا ان امريكا "حررت العراق " وستجلب الديموقراطيه وان الشعب العراقي سيستقبل الغزاه بالورود لكن ماجرى فيما بعد اثبت ان امريكا والعملاء جلبوا الويلات والدمار والفساد والطائفيه والاستعمار للعراق!!
منذ احتلال العراق عام 2003 اصبحت متلازمة مصطلحات " التحرير " و"الارهاب" شماعة يعلق عليها الكذابون الجدد والقدامى جميع اشكال فسادهم الاخلاقي والسياسي والطائفي ليبرروا اهمية وجودهم في ظل اهمية وجود الاحتلال الامريكي مما جعلهم عمليا وفعليا مطايا يركبها الاحتلال في عملية تبريره لجرائمه و قمعه للمقاومه العراقيه وعلى راسها جريمة حرق وتدمير مدينة الفلوجه عام 2004 تحت ذريعة اكذوبة "تحريرها" من الارهابيين وما جرى هو جريمه ما زالت تفاصيلها وعواقبها تتفاعل حتى يومنا هذا2015 التي تسيطر فيه "داعش" على الفلوجه فيما يستعد حكام "خضراء بغداد" تحريرها مجددا على حد زعمهم..!!
ما جرى في بغداد بعد "تحريرها" المزعوم هو تطهير طائفي وتغيير ديموغرافي مبرمج طال السنه العرب والمسيحيين والاكراد وغيرهم حيث قامت الميليشيات الطائفيه وجيش المالكي الطائفي بتهجير وطرد سكان حارات واحياء كامله من بغداد وإحلال وتوطين ابناء طوائف اخرى مكانهم وفي نفس الوقت استهدف الطائفيون ابناء وبنات العرب السنه وقاموا بإعتقال او تصفية مئات الالوف منهم اما بحجة انتسابهم لحزب البعث وولاءهم ل صدام حسين, او بحجة انتسابهم لمنظمات " ارهابيه" مزعومه تحارب الاحتلال وعملاءه في العراق وبالتالي ماجرى في العراق منذ بدايه الاحتلال الامريكي عام 2003 هو كذب متتالي لعمليات "تحرير" لا تحصى ولا تعد جُلها طال ويطول اماكن تواجد الاكثريه العربيه السنيه في العراق من جهه وطال الوجود العربي السني في اماكن ومناطق مختلطه يسكنها العرب الشيعه والسنه منذ قرون من جهه ثانيه... الذي جرى ويجري في العراق هو تطهير طائفي وتغيير ديموغرافي سكاني قسري طال جميع مناطق ومحافظات ومدن العراق وعلى راسها بغداد العاصمه التي تعرضت منذ عام 2003 الى تغيير سكاني وطائفي ملحوظ بهدف ترجيح كفة الوجود السكاني الشيعي على كفة عدد العرب السنه في بغداد... " تحرير" بغداد على الطريقه الطائفيه الايرانيه وتدمير الفلوجه وتكريت والانبار والرمادي بنفس الطريقه وتحت نفس المقوله..."تحرير"!!
عام 2006 وتحديدا بعد عملية تفجير " المرقدين" في سامراء بدأت مرحله جديده من الحرب الطائفيه والتطهير الطائفي وكان جل الضحايا يقتلون على هويتهم الطائفيه الى حد امتلأت فيه المزابل والشوارع والصحراء بما سمي انذاك ب" الجثث مجهولة الهويه" وهي جثث ليست مجهولة الهويه لابل انها معروفه ومُعرفه لمن ارتكبوا جرائم القتل وهم طائفيون مدعومون من حكومة "خضراء بغداد" كُلفوا بمهام تطهيركل من لايؤيد الطائفه" الخضراء" الحاكمه وهذا ماجرى بالفعل حين قامت فرق الموت بذبح وتصفية الاف مؤلفه من البشر فقط في بغداد ومحيطها وغلافها السكاني ناهيك عن مناطق اخرى "ازدهرت " فيها المقابر وكبرت مساحتها بشكل ملحوظ خلال وقت قصير.. هذه المقابر احتضنت جثث الاف من القبور الجماعيه وما سمي ب" الجثث المجهولة الهويه" ضحايا ميليشيات المالكي والجلبي وارباب المشروع الطائفي في العراق؟!!
يتناول الاعلام العربي يوميا قضية الحرب او الحروب الدائره في العراق وجلها تسوَّق تحت مسمى محاربة الارهاب وتنظيم " داعش" وتحرير الانبار والرمادي والموصل والفلوجه والحقيقه المره هي ان العراق فعلا يحتاج الى تحرير كامل وشامل لكامل ارضه وشعبه بكل فئاته وطوائفه واول خطوات هذا التحرير تبدأ بكَنس العصابه الطائفيه الفاسده التي تقطن " خضراء بغداد" وهي العصابه التي حولت العراق وطنا ودولة لل" الميليشيات" الطائفيه التي تقتل العراقيين على الهويه الطائفيه وتقوم بقتلهم وحرقهم وتهجيرهم قسريا من مناطق سكنهم والنتيجه اليوم مئات الالاف من القتلى والجرحى و ملايين من اللاجئين والمهجَّرين داخل العراق وخارجه وملايين من الايتام والارامل وعدد كبير وهائل من المعتقلين والمفقودين..الموجود اليوم دوله ممزقه تحكمها ميليشيات " الحشد" صاحبة السجل الاجرامي والدموي وهي الزاعمه بانها ذاهبه بين الفينة والاخرى ل"تحرير" هذه المدينه ا تلك المنطقه العراقيه من قبضة " داعش" فيما الحقيقه انها ذاهبه وذهبت لحرق ونهب وتطهير تكريت والرمادي والانبار وباقي مناطق العرب السنه..
الجيش العراقي المزعوم هو عباره عن حشود طائفيه حاقده تعيث خرابا ودمارا ونهبا في كل منطقه تستولي عليها بدعم ايراني وبدعم جوي من الطيران الامريكي وبالتالي الحاصل في العراق بحجة محاربة " الارهاب" هو ليس تحرير لابل هو تبرير وتمرير جرائم بشعه تُرتكب بحق مناطق العرب السنه بعد الاستيلاء عليها من قبل الحشد الشيعي والقبلي والسؤال المطروح:هل هذا تحرير ام تطهير وتهجير طائفي؟..
عندما ُدمِر تكريت وفيجي والانبار وتنهبُها وتُهجر سكانها وتحُول دون عودتهم الى ديارهم بعد انتهاء عملية " التحرير" المزعومه؟
لوكانت الامور تسير بشكل طبيعي لقُلنا انه من حق الدوله العراقيه والجيش العراقي فرض سلطتهما على اراضي الدوله والحفاظ على سيادتها ومن حقهم ايضا محاربة داعش وايران وتركيا وايا كان يعتدي على سيادة العراق, لكن الجاري هو انتقائي وطائفي والجيش العراقي اليوم ليس هو نفسه الجيش العراقي القديم والاصيلجُل منتسبي وضباط الجيش العراقي الذي حله بريمر 2003كانوا من بين العرب الشيعه وليست السنه كما زعم كذابو"خضراء بغداد" والجاري اليوم هو ان ما يسمى بالجيش العراقي هو هَجين طائفي لايملك عقيده وطنيه قتاليه وهويته طائفيه صرفه والانكى من هذا ان عماده الاول والاخير حشد شيعي طائفي ورعاعي يذهب لمحاربة المناطق العربيه السنه بهدف تدميرها ونهبها وإعتبارها غنائم حرب والسؤال مرة اخرى هنا : كيف تزعم بانك ذاهب لتحرير تكريت او الرمادي او الموصل وانت تعتبر سكانها اعداء لك واملاكهم غنائم تغنمها ونساءها سبايا تغتصبهن؟ وكيف تزعم انك جيش عراقي وذاهب لمحاربة ارهاب " داعش"؟ وانت نفسك ارهابي لابل جل حشدك الشيعي والقبلي مجرمي حرب وقطَاعي طرق ومغتصبي نساء؟!!..
لاحظوا معنا ان رايات وشعارات ميليشيا "الحشد" التي تشكل اليوم عماد ما يسمى بالجيش العراقي هي رايات طائفيه وشيعيه تزعم انها ذاهبه ل "تحرير" مناطق يقطنها اكثريه عربيه سنيه وهذا ما يقودنا للقول: ما الذي يجري هنا؟؟ انت تغزو الطرف الاخر تحت هذه الشعارات والرايات الطائفيه وتتوقع منه ان يصدق اكاذيب " التحرير" واكذوبة"الجيش العراقي الوطني"!.. انت تبث اشرطة فيديو حول كيفية تنكيلك المنحط والسافل بالطرف الاخر وتتوقع منه ان يصدق اكاذيبك ويحارب لجانبك تنظيم "داعش"؟!..
ليس هذا فقط, فالملاحظ ان وسائل الاعلام العربي تقع في مطب الاكذوبه الطائفيه في العراق اللتي تسمي جيش الميليشيات ب"الجيش العراقي" والحرب على المناطق العربيه السنيه ب"الحرب على الارهاب وداعش" و"تحرير" هذه المدينه او المنطقه والحقيقه ان هذا الامر كذب محض لان الميليشيات الطائفيه الشيعيه لاتشن الحرب على مناطق السنه العرب في العراق فحسب لابل تشارك في الحرب في سوريا لجانب النظام السوري في حربه ضد الاكثريه الساحقه في سوريا وهم العرب السنه وهذا ما يعني ان هذه الميليشيات تحارب من اجل مشروع طائفي وليست مشروع وطني...تطهير وتهجير وليست تحرير..
بلاد الرافدين تتعرض الى حرب اباده وحرب طائفيه منذ ان جاء العملاء الطائفيون بمشروعهم ممتطين الدبابات الامريكيه ومتكأين على الدعم الايراني الطائفي وهؤلاء الطائفيون هم السبب المباشر في ظهور تنظيم "داعش" وظهور ميليشيات الحشد الشيعي الذي اسسها ودعمها مجرمي الحرب من امثال هادي العامري و نوري المالكي مُرتكب ابشع الجرائم بحق الشعب العراقي وخاصة بحق المركب العربي السني في العراق..المالكي الذي اعتقل الاف النساء العراقيات وقام رجاله بإغتصابهن في السجون من اجل اذلال عائلاتهن وطائفتهن وارتكب ابشع الجرائم هو نفسه وخلفه من تبنوا كذبة " التحرير" ومحاربة "الارهاب" لتمرير جرائمه الطائفيه ومشروعه الطائفي الايراني في العراق..!!
المفارقه في ماهو جاري في العراق وهو تكرار نفس الحالات ونفس الكذب...ارهاب من ثم تحرير... تحرير ومن ثم ارهاب لكن من يعود لتاريخ العراق منذ عام 2003 يكتشف تغيُر وتبدُل تسميات الميليشيات و التنظيمات المسلحه بين حقبه زمنيه واخرى حتى وصلنا الى اسم تنظيم الدوله "داعش" وتنظيمات طائفيه لا تعد ولا تحصى..رايات سوداء..خضراء..صفراء...ملونه..كلها ملطخه بالدم بالاضافه الى العلم العراقي الجديد المغمس هو ايضا بالدم العراقي وبالتالي ما يجب ادراكه ان الغرب وامريكا يروجون الى ان المده الزمنيه للقضاء على "داعش" ستستغرق عشرة سنوات على الاقل على حد قولهم وهذه المده كافيه لبروز ووجود تنظيمات وتسميات كثيره ستحل مكان داعش في حال زوالها من وعن خارطة العالم والسؤال المطروح : الى متى ستستمر الحرب في العراق وسوريا؟
الجواب على هذا السؤال مرتبط بزوال الحكومه الطائفيه في خضراء بغداد والنظام السوري في دمشق وليست بزوال "داعش" فقط.... كذبة التحرير والجيش العراقي والجيش العربي السوري توشك على نهايتها لانها كذبه مفضوحه في بلاد الشام وبلاد الرافدين: تطهير وتهجير طائفي في ثوب تحرير..اذا زالت "داعش" من الوجود سيجدون ويخلقون الف داعش حتى يبقى الطائفيون والطغاه يحكمون ويضمنون وجود حلفاءهم واسيادهم في الوطن العربي المحتل...روسيا وامريكا وكامل الغرب الامبريالي..!!
بلاد الرافدين : تطهير وتهجير في ثوب تحرير!!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 05.01.2016