أحدث الأخبار
الخميس 21 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
فيلم “صباح يوم جميل” صورة مؤثرة للروابط العائلية وإدانة لنظام رعاية المسنين الفرنسي البائس!!
بقلم : علي المسعود ... 08.05.2023

بعد تقديم جزيرة بيرغمان في المنافسة الرسمية في مهرجان كان السينمائي عام 2021 عادت المخرجة “ميا هانسن لوف ” عام 2022 مع فيلم صباح يوم جميل الذي عرض في سباق أسبوع المخرجين . المخرجة الفرنسية ميا هانسن لوف (مواليد 5 فبراير 1981) مخرجة أفلام وكاتبة سيناريو وممثلة سابقة. حكاية الفيلم تدور في باريس وتصور امرأة في مواجهة مع صعوبات الحياة ولا تنكسر أمامها . في اللقطة الافتتاحية نتعرف على ساندرا وتقوم بدورها بشكل مقتدر (ليا سيدوكس) أمرأة ترتدي الجينز وبقصة شعر قصيرة تبدو وكأنها أمرأة عملية وغير مهمتمة بألاناقة تعبر شارع باريسي متجهة الى شقة والدها أستاذ الفلسفة البروفيسور جورج (باسكال غريغوري) الذي يعاني من متلازمة بنسون التي تعد أحد أشكال “الخرف” وتتسبب في فقدانه البصر وتدهور قدراته العقلية تدريجيا وهو غير قادر على الاعتناء بنفسه . من خلال النظرة الاولى لشقة جورج نشاهد مكتبته التي تزدحم فيها الكتب ومن بين العناوين التي كشفتها اللقطات المقربة تلك التي كتبها هولدرلين وهانا أرندت وتوماس مان وكافكا ، وتشير اليها الابنة ساندرا بأن الكتب تشكل روح والدها البرفسور لشدة حبه وتعلقه بها . يجرح والدها مشاعرها من خلال ظهوره وكأنه ينسى من هي وأين هم عندما تأتي لرؤيته ويبدو أكثر سعادة برؤية رفيقته ليلى (فجريا دلبا) المرأة التي أحبها بعد إنفصاله عن والدتها، ولكنها لم تفعل الكثير للمساعدة في هذا الوضع الحالي . تعترف ساندرا بأنها أقرب إلى والدها من خلال حبهما المشترك لكتبه .
“ساندرا ” التي توفي زوجها قبل 5 سنوات ولديها ابنة عمرها نحو 8 سنوات لين (الطفلة كاميل ليبن مارتينز) تعمل في مجال الترجمة الفورية من الإنجليزية والألمانية إلى الفرنسية في المؤتمرات والمناسبات المختلفة . يروي الفيلم قصة أم عاملة عزباء مع ابنة في سن المدرسة الابتدائية وتعمل مترجمة منذ وفاة زوجها قبل خمس سنوات . تظهر المشاهد المبكرة أنها تتنقل من موعد إلى آخر أثناء قيامها بالتوفيق بين حياتها المهنية ، ورعاية الابنة وتوصيلها في المدرسة والالتزامات العائلية المختلفة ، وهذا الأخير يستلزم في الغالب رعاية والدها جورج (باسكال جريجوري) أستاذ الفلسفة الذي يكافح مرضا عقلياً . والدة ساندرا اليسارية المتقلبة (نيكول غارسيا) مطلقة من جورج من عشرين سنة وتزوجت الآن مرة أخرى – وشقيقتها (سارة لو بيكارد) ، جنبا إلى جنب مع شريكة جورج (فجريا دليبا) التي تساعد ساندرا على التنقل في متاهة رعاية المسنين البائسة ، ينقلون جورج من شقته إلى مستشفى ثم الى منشأة كبار السن ، كل واحدة منها أكثر بؤساً وقتامة و سببت لها رد فعل صادمة نتيجة لبؤس الخدمات في دور رعاية المسنين .
ينقلب وضع ساندرا رأساُ على عقب عندما تصادف الصديق كليمان (ميلفيل بوبو) وهو أب لصبي في عمر ابنتها ، عندما تزوره ساندرا في وظيفته لدراسة الشهب كعالم في الفيزياء الكونية وهو صديق قديم لها ولزوجها ، عندها تنطلق شرارة الحب والشهوة بينهما. مغازلة مؤقتة تؤدي إلى قبلة ثم قصة حب جميلة . رغم أن كليمان متزوج لكنه غير سعيد في حياته ، بينما تقترب ساندرا من كليمان وتفتح ذراعها لنوع من السعادة التي اعتقدت أنها تركتها وراءها ، أنها تخلق مساحة وثراء عاطفي يتجسد في أداء الممثلة سيدو ربما يكون أفضل دور قدمته ليا سيدوكس حتى الآن ، شاهدنا ملامحها تنهار في لحطة خيبة أمل صامتة عندما يخبرها كليمان أنه سيعود إلى زوجته . أو مشاعر الفرح والغبطة على وجهها عندما تتلقى رسالة نصية حنونة منه ، أوالقلق حين تستمع به إلى استطرادات والدها وتساعده على إكمال الحوار . التقطت ساندرا حبها للغات من والدها جورج (باسكال جريجوري) أستاذ الفلسفة المتقاعد – المهتم بشكل خاص في كتب الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط. نعلم إن تقاعد الأب جورج قد فرض عليه بعد أن تم تشخيصه بحالة عصبية يسمى ( متلازمة بنسون) ، تعمل ساندرا مع والدتها فرانسواز (نيكول غارسيا) – المطلقة من جورج منذ 20 عاما اليسارية والتي تشارك احتجاج السترات الصفراء و تتنقد سياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دائماً .
المخرجة هانسن لوف التي تخرج من السرد المعقد في فيلمها السابق “جزيرة بيرجمان” الى فضاء يسمح لشخصياتها ومشاهديها بالتنفس في مساحات حياة ساندرا – شقتها الصغيرة المريحة ، والحدائق الباريسية الجميلة حيث تأخذ لين في اللعب فيها ، وكذالك غرف المستشفيات ودور رعاية المسنين حين يتم نقل جورج إليها وهناك لمحة عن برج إيفل . هانسن لوف تصور باريس كما يختبرها الباريسيون وليس كوجهة سياحية . تجتمع هانسن لوف مع المصور السينمائي دينيس لينوار الذي يحول الضوء الطبيعي لفصل الصيف الباريسي إلى خلفية جميلة للرومانسية رغم الاقتراب من الموت بالنسبة للبروفسور جورج . في حين أن كاميرا لينوار ذكية في الطريقة التي ترسم بها السلالم والشوارع والزوايا وتساعد هذه الأماكن في إلقاء الضوء على حياة ساندرا حيث تتنقل من الرومانسية والرغبة والأمومة والحزن الوشيك البطيء عند مشاهدة تدهور والدها البطيء .
أستاذ الفلسفة السابق الذي فقد بصره بالكامل تقريبا الذي لم يعد قادرا على العيش بشكل مستقل وغير قادر على التعايش مع شريكته بسبب مشاكله الصحية الخاصة ، وبالتالي تم دفعه هو وعائلته إلى الكابوس الإداري لنظام دور الرعاية الصحية ، وبالكاد تمكنوا من تأمين غرفة خاصة به وسط تشابك روتيني من قوائم الانتظار والرسوم الباهظة . تأخذ المخرجة المشاهد إلى قصتين متوازيتين من ناحية العلاقات بين الأب وإبنته في ضوء (متلازمة بنسون نوع من مرض الزهايمر). ومن ناحية أخرى ، مثلث الحب الكلاسيكي حين تقع الفتاة في حب رجل متزوج . الفيلم الفرنسي الدرامي الرومانسي “صباح يوم جميل ” الفائز بجائزة مهرجان كان السينمائي لأفضل فيلم أوروبي من بطولة النجمة الفرنسية ليا سيدو ، التي تألقت في تقديم دراما مؤثرة أمام المخضرم باسكال غريغوري وتشعر هناك كيمياء جميلة بين سيدو وجريجوري .
تؤكد المخرجة ميا هانسن لوف على مكانتها السينمائية عندما تقتنص من الحياة اليومية ومتاعبها في العمل ، والأسرة ، والعلاقات ، والمرض ، وتربية الأطفال وتخرج هذا العرض الجميل من خلال أداء متميز للممثلة ليا سيدوكس التي تعكس صورة لإمرأة تعاني من أقصى درجات الحزن والتعاسة والألم والعجز لحالة الأب السريع التدهور ، ثم الأنتقال الى حالة من الفرح والبهجة في قصة الحب الجديد . هناك جهد واضح في رواية قصص هانسن لوف وهي تنسج خيوط مختلفة من حياة ساندرا . في وقت مبكر ، يضاعف الفيلم من عملها كمترجمة ودورها كإبنة مطيعة لجورج والدها المحاضر في الفلسفة الذي تتلاشى ذاكرته وبصره ببطء . تقدم هانسن لوف بطريقة درامية الطريقة المؤلمة في التعامل مع الآباء المسنين ، قد يشعر الكثيرون بالضغط الذي تتعرض له ساندرا في فيلم ” صباح يوم جميل”، في مرحلة ما من حياتنا قد نواجه الموقف نفسه في التوفيق بين المسؤوليات العائلية والرومانسية الشخصية والالتزامات المهنية .
يمكن أن تبدو سيناريوهات أفلام هانسن لوف نادرة وفريدة من نوعها للوهلة الأولى ، ومع ذلك يمكن ربطها بشكل مؤلم بواقعية الحياة وقسوتها ، قد تكون خالية من المواجهات الميلودرامية ولكن هناك شراسة في الطريقة التي تتعامل بها مع آلامنا وصراعتنا اليومية في الشعور بالوحدة وعدم الأمان . يتناول الفيلم الكثير من الموضوعات التي تتمحورحول موضوع مركزي وهو منطقي وواضح ، حسرة القلب والعلاقات بين الوالدين والأبناء عند الشيخوخة او العجز ، ومعنى الاستقلال ، والقوة المستدامة للعاطفة الفكرية . يتعلق الأمر أيضا بالجنس والرعاية الصحية ونقل الثقافة من جيل إلى جيل . وهذا يعني طريقة المخرجة في السرد هي محاولة لكشف واقع المجتمع الفرنسي وتقدم لنا
هانسن لوف سينما واضحة وشفافة في كل تناقضاتها وظلامها ، إنها سينما عن الحب والموت وتكشف في حيرة امرأة محاصرة في تناقض العيش والمحبة وحتى الموت . في هذا الفيلم تظهر المخرجة مرة أخرى قدرة كبيرة على سرد قصة العلاقات الأسرية والحب المحبط مع شيخوخة تسير نحو الأنحدار مع ممرات في المستشفيات والرعاية الصحية فيها وتمكنت من إطلاق عاطفة كبيرة دون الوقوع في الشفقة . يجب القول إنها مدعومة بشكل جيد من قبل طاقم من الممثلين رفيعى المستوى في الأداء ، الممثل المخضرم باسكال غريغوري على وجه الخصوص من دقة مثيرة للإعجاب في الدور الحساس للغاية لجورج الرجل السبعيني المصاب بمرض يسبب له فقدانا تدريجيا للرؤية وقدراته الفكرية لدرجة أنه لم يعد قادرا على القراءة بينما كانت الكتاب شغفه الكبير .
أما بالنسبة للمثل “ميلفيل بوبو” الذي يلعب دور كليمان أحد معارف ساندرا الذي أصبح عشيقها هو الأخر أجاد في التعبير عن حيرة العاشق وأزمته . تقدم ليا سيدو أداء رائعا من الحلاوة والتعاطف كأم عزباء تتنقل في أفراح ومخاوف وأحزان الحياة في وقت واحد ، في العمل هي مترجمة وتجمع الناس معا عن طريق فك تشفير لغاتهم المختلفة . بينما تتفاعل مع الأب المتعب والمريض وزوجته السابقة ووالدتها ورفيقه الحالي وابنتها الصغيرة المشرقة . تجد المخرجة “ميا هانسن لوف ” معنى في التفاصيل اليومية الصغيرة وقد تكون ذكريات الماضي التفسيرية متناقضة مع أهداف هانسن لوف ، ولكن هنا مع اقتصاد خال من الكلمات تفتح نافذة على قصص الماضي والتجارب الحياتية الماضية. أنت تتساءل عن حياة فرانسواز وجورج السابقة معا وخاصة حياتهما الفكرية المشتركة ، وهو أمر يلمح إليه الفيلم من خلال أرفف الكتب وهذه ليس مجرد رف كتب في فيلم ميا هانسن لوف ، بل إنها مجموعة من الذكريات وتأكيد للهوية ومؤشر لحياة جيدة .
في واحدة من أكثر لحظات الفيلم ثاقبا بهدوء ، تتأمل ساندرا رفوف المكتبة “أشعر أنني أقرب إلى والدي بكتبه منه معه” وهو خط يربط ذاكرتها عن والدها وحزنها على تلك الذكرى التي بدأت تتلاشى بعد أن كان جورج أستاذا رائعا ومحترما للفلسفة وتأثر بسبب أنتكاسته الصحية التي سببت له فقدانا تدريجيا للرؤية والقدرات الفكرية ولم يعد قادرا على القراءة . فيلم أقرب الى السيرة الذاتية وبحساسية جميلة إستلهمت المخرجة هانسن لوف جزئيا من مرض والدها لكتابة السيناريو الخاص بها وتقول إنها أرادت استكشاف ” كيف يمكن الحوار بين شعورين متعارضين ، الحزن والولادة الجديدة ، وتجربتهما في وقت واحد”. والنجاح الكبير للفيلم هو أن يتمكن من جعل قصتين تتعايشان دون أن يكون لأحدهما الأسبقية على الأخرى . مع بعض الأحيان عاطفة وحزن يسيطر على ذكرى ومشهد هذا الأب الذي ينهار وبأنقى حنان أبوي ممكن ، ترافق ساندرا (ليا سيدو) جورج (باسكال غريغوري) في رحلة العلاج والرعاية الطبية .
تقدم سيدو أداء مثيرا كامرأة تتشبث بشغف بالحياة بينما تحزن على مرض والدها بينما يكافح مع عقله المتناقص . ربما يكون أحدث فيلم للكاتبة والمخرجة ميا هانسن لوف هو أفضل أفلامها لأنها تبني قصة متعددة الطبقات تكون في آن واحد دراما رومانسية مثيرة حيث تتوهج بين سيدو وبوبو شرارات هائلة من الحب والرومانسية ، وهناك صورة مؤثرة للروابط العائلية القوية والخسارة الوشيكة وإدانة لنظام رعاية المسنين الفرنسي البائس . في مرحلة ما ، وأثناء قيامها بجولة في دار لرعاية المسنين لجورج تواجه ساندرا ما سيصبح حدثا مألوفا أمرأة مقيمة مسنة وتتعثر في الغرفة الخطأ على حين غرة . تأتي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك بمثابة صدمة خفيفة لساندرا وعائلتها الذين اعتنوا ببعضهم البعض دون معرفة ما يعنيه أن تكون قائما بالرعاية. تحاول ساندرا التدخل وأخذ المرأة التائهة من ذراعها ومساعدتها في العثور على طريقها . إنها لفتة بسيطة وعابرة لاتتجاوزها الكاميرا تقريبا .
“صباح جميل ” أعتبره فيلمان في سرد واحد ، قصتان متشابكتان ومرتبطتان في شخصة واحدة وهي ساندرا ( سيدوكس) في دور مثير غالبا ما نميل إلى جعل أوجه التشابه بين الحياة والموت سهلة بعض الشيء . يجمع هذا الفيلم الروائي الجديد للمخرجة الشابة بين خيطين روائيين متميزين من خلال شخصية ساندرا ، كان من الممكن أن يكون هذان الجزءان من القصة موضوعين لفيلمين مختلفين ، لكنها أيضا لحظتان تتعايشان وضروريتان لبعضهما البعض ، وتوازن بالنسبة لنا نحن المتفرجين ، لساندرا المحاصرة في الواقعبن حالة والدها وقصة حبيبها ومشكلة فك ارتباطه بحياته السابقة . قصص صعبة وأجد أن الموضوعات التي تمت معالجتها مثل ، الموت والشيخوخة تم التعامل معها حقا بتواضع وقبل كل شيء ، هناك حياة وحب يوازنان ويأتيان مع الكثير من الحميمية والقوة والحنان .
هذا الفيلم هو قصيدة للحياة في رأيي ، لأنه في الحياة هناك الحب الذي يعني الحياة وأيضا الموت بالضرورة . يتم سرد هذه القصة ببساطة دون ضجة ، فيلم حساس وحساس ومؤثر عن التغيرات في الحياة بين أب مصاب بمرض الشيخوخة يجب وضعه بأي ثمن في إيفاد ، امرأة تبلغ من العمر ثلاثين عاما لم تعرف أحدا منذ وفاة والد ابنتها قبل 5 سنوات والتي تتعثر على صديق قديم ، رجل ينتهي به الأمر بترك الزوجة والطفل للانضمام إلى عشيقته . تم تصوير باريس بشكل جيد للغاية. الوتيرة بطيئة ولكنها تكفي لرؤية شيخوخة الأب وانحداره. تبذل ليا سيدو قصارى جهدها لزيارة والدها ورعايته بانتظام ، بالرغم من هذا يجعلها حزينة لأنه بالكاد يتعرف عليها بعد الآن ، لذالك كل الجهود تبدو عبثية وسخيفة . في ” صباح يوم جميل ” جاء الإلهام من نهاية حياة والد ميا هانسن لوف ، الذي توفي بسبب أصابته بكوفيد في أبريل 2020 ، وهو رجل يشبه شخصية البطل جورج في الفيلم ، أستاذا للفلسفة وعانى من متلازمة بنسون . تظهر ميا هانسن لوف مرة أخرى قدرة كبيرة على سرد قصة العلاقات الأسرية والحب المحبط وسرد موضوع يمكن وصفه بأنه ثقيل ، تمكنت من أعطاء فيلمها دفعة من العاطفة دون الوقوع في مطب الشفقة .
هل لديك هذا الخوف من الشيخوخة؟ هذا السؤال وجه الى المخرجة التي أجابت : “أكثر من التقدم في السن أخشى المرض ، بعد أن كنت قريبا جدا من مرض والدي – وأنا أعلم أن العديد من أمراض الشيخوخة الأخرى – نعم أجده مرعبا وصنع هذا الفيلم هو أيضا وسيلة بالنسبة لي لترويض الخوف ، أنا أقل خوفا الآن بعد أن صنعت هذا الفيلم ، أنا أقل خوفا بعد أن اختبرت عن كثب الكثير من المصاعب المتعلقة بهذا المرض . والسينما بشكل عام تسمح لي بترويض الحياة ومخاوفها وبالتالي الخوف من المرض ” . في هذا الفيلم تحاول المخرجة تقديم سرد واضح وشفاف لما هو مأساوي ولا يمكن علاجه حول المرض والمعاناة التي تنتج عنه . هذه الحبكة المزدوجة التي تمزج بين دراما مرض الخرف وشغف علاقة محظورة هي بالنسبة لميا هانسن لوف طريقة لإظهار أن الحياة يمكن أن تواجهنا في بعض الأحيان بمواقف معاكسة للغاية . تقول المخرجة البالغ من العمر 41 عاما: “لم أستطع أبدا صنع فيلم من شأنه أن يذهب فقط إلى الجانب المظلم من الحياة”. وهذا بالتأكيد أكثر ما يذهل المشاهد في صباح يوم جميل هذا الميل ألا يصبح ثقيلا أبدا.

1